استمع إلى الملخص
- رغم إعلان إيران مقاطعة المفاوضات، أكدت الولايات المتحدة رغبتها في استمرار الحوار، وأعربت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي عن قلقها من تصاعد التوترات، مؤكدة استعداد الاتحاد لدعم الجهود الدبلوماسية.
- أكد الرئيس الإيراني أن إيران لن تتفاوض تحت الضغوط، بينما أعرب الرئيس الفرنسي عن استعداد بلاده للعب دور في حل الملف النووي، وأدان أمير قطر العدوان الإسرائيلي، وشدد الرئيس التركي على تعزيز القدرات الدفاعية.
ألغت إيران المشاركة في الجولة السادسة من المفاوضات مع الجانب الأميركي، كانت مقررة غداً الأحد، في مسقط، وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي، فيما أعلنت واشنطن أنها لا تزال تريد إجراء مباحثات. وفي ضوء الإعلان الإيراني صرحت سلطنة عمان بأن جولة المباحثات النووية المقررة في مسقط لن تعقد الأحد. وكتب وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي على حسابه في منصة إكس، أن "المباحثات بين إيران والولايات المتحدة التي كانت مقررة في مسقط الأحد لن تحصل. لكن الدبلوماسية والحوار يبقيان السبيل الوحيد نحو سلام دائم".
The Iran US talks scheduled to be held in Muscat this Sunday will not now take place. But diplomacy and dialogue remain the only pathway to lasting peace.
— Badr Albusaidi - بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) June 14, 2025
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مباحثات هاتفية مع مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس إنه "لا مبرر لاستمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في ظل استمرار الوحشية التي يمارسها النظام الصهيوني". وأدان عراقجي بشدة العدوان الإسرائيلي "الذي انتهك سيادة إيران وسلامة أراضيها"، واستهداف المنشآت النووية والمناطق السكنية و"استشهاد عدد من الشخصيات العسكرية وأساتذة الجامعة والنساء والأطفال الإيرانيين"، مطالباً بـ"ضرورة تدخل عالمي حاسم وإدانة دولية لهذه الاعتداءات".
وأوضح الوزير الإيراني، أن بلاده حكومة وشعباً تتوقع "من جميع الدول التي تدّعي دعم السلام واحترام القانون الدولي أن تدين هذه الأفعال الإجرامية، وأن تمارس ضغطاً على النظام الصهيوني لوقف تجاوزاته وانتهاكاته". واتهم عراقجي الولايات المتحدة بـ"دعم مباشر للأعمال العدوانية الإسرائيلية"، مستدلاً بتصريحات ورسائل الرئيس الأميركي "التي شجّعت إسرائيل على استمرار اعتداءاتها".
في الأثناء، أكد مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة لا تزال تريد إجراء مباحثات مع إيران رغم إعلان الأخيرة مقاطعة التفاوض. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه "لا زلنا نأمل في إجراء المباحثات" مع الجمهورية الإسلامية.
من جهتها، عبّرت كايا كالاس عن قلقها البالغ من تصاعد التوترات في المنطقة، مؤكدةً استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم الجهود الدبلوماسية داخل مجلس الأمن وغيرها من المؤسسات الدولية، بهدف تهدئة الأوضاع وإعادة الأمن والسلام إلى المنطقة. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، "من الواضح أنه في ظل هذه الظروف، وما دامت اعتداءات النظام الصهيوني مستمرة ضد الشعب الإيراني، تُعد المشاركة في الحوار مع طرف الداعم الأكبر والمتواطئ مع المعتدي، ليس لها أي معنى". وأكد بقايي أن "تركيزنا الرئيسي في الوضع الحالي هو التصدي لعدوان العدو"، مشيراً إلى أن "أعداء الدبلوماسية والسلام فرضوا حرباً ظالمة على الشعب الإيراني... والولايات المتحدة، رغم مزاعمها حول الحوار والدبلوماسية، قد تماشت مع عدوان النظام الصهيوني، بما في ذلك استهداف المنشآت النووية السلمية لإيران".
بزشكيان لماكرون: لن نتفاوض في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي
في الأثناء، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، خلال مباحثات هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده "كانت دائماً مستعدة للوصول إلى التفاهم والاتفاق عبر الحوار والتعاون، لكن للأسف القوى العالمية، بدلاً من قبول حججنا، صدقت أكاذيب الكيان الذي يسعى لإشعال المنطقة". وأكد بزشكيان أن "من يتصور أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقبل الضغوط والمطالب غير المنطقية والمعايير المزدوجة أو ستجلس إلى طاولة المفاوضات في ظل استمرار هجمات الكيان الصهيوني، فهو واهم".
وأضاف الرئيس الإيراني أن "الأميركيين يؤكدون دوماً خلال المفاوضات أن الكيان الصهيوني لن يقدم على أي اعتداء من دون التنسيق والإذن منهم، ولذلك من الواضح أن الهجمات الحالية أيضاً تمت بالتنسيق وموافقة أميركية"، قائلاً إنهم إذا أرادوا يمكنهم وقف هذا الكيان عند حده.
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي خلال الاتصال، عن استعداد فرنسا لـ"لعب دور أنشط" في حل الملف النووي، مؤكداً أن بلاده لم تكن على علم بنية إسرائيل مهاجمة إيران ولم تشارك في ذلك، ومعرباً عن أمله في ألا تؤثر هذه الأحداث على التعاون والعلاقات الثنائية، وفق موقع الرئاسة الإيرانية. كما أشار ماكرون إلى أن فرنسا اتخذت موقفاً متشدداً إزاء هجمات إسرائيل على غزة ولا تزال متمسكة بهذا الموقف.
وفي اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال بزشكيان، إن "فرض الإرادة من خلال الضغوط والعدوان هو الاستراتيجية الفاشلة للولايات المتحدة تجاه إيران"، مضيفاً أن "الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني تؤكد أن هذا الكيان يحمل طبيعة عدوانية ولا يولي أي قيمة لأرواح البشر"، ومؤكداً أن "الأميركيين اليوم يدعمون هجمات الكيان الصهيوني ضد إيران ويظنون أنهم قادرون على فرض مطالبهم علينا عبر الضغوط". كما نقل موقع الرئاسة الإيرانية أن أمير قطر أعلن إدانة بلاده "هذا العدوان الجبان بأشد العبارات"، معتبراً أن "الجمهورية الإسلامية تملك كامل الحق في الرد".
كما قال بزشكيان في اتصال مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان إن "طبيعة الكيان الصهيوني مرتبطة بالجريمة والقتل"، مؤكداً أن ما يحدث راهناً "يُظهر مجدداً أن تعزيز القدرات الدفاعية للدول الإسلامية ضرورة حتمية". من جانبه، أكد الرئيس التركي أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، مضيفاً أن "أحد أهداف إسرائيل من هذه الهجمات هو صرف أنظار الرأي العام عن جرائم غزة".