لا تغيير في موقف الصدر الرافض للمشاركة في الانتخابات العراقية المقبلة

24 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 14:36 (توقيت القدس)
من تظاهرة لأنصار الصدر في بغداد 20 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مقتدى الصدر يواصل تأكيد موقفه بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، معلناً تبرؤه من المرشحين الذين خالفوا قرار المقاطعة، وداعياً أنصاره لمقاطعة الانتخابات لتقليل شرعيتها.
- رغم انسحابه السياسي، يواصل الصدر الأنشطة الاجتماعية مثل دعم المدنيين في غزة وحملات التبرعات، مع تذكير أنصاره بعدم العودة للعمل السياسي في ظل مشاركة الفاسدين.
- المحلل السياسي فتاح الشيخ وأستاذ الإعلام غالب الدعمي يؤكدان أن الصدر لا يدعم أي مرشحين ويفضل متابعة الفشل السياسي من الخارج.

يواصل زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري) في العراق مقتدى الصدر، التأكيد على عدم تغيير موقفه تجاه العمل السياسي، وأنه لا يزال متمسكاً بقرار عدم المشاركة في الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بل إنه أصدر خلال الأسابيع الماضية بعض البيانات التي أعلن فيها البراءة من المرشحين للانتخابات؛ الذين ينتمون إلى الخط الصدري أو من أنصاره، في إشارة صريحة لامتناعه حتى عن المشاركة بشكلٍ غير مباشر.

وفي أحدث موقف سياسي له أعلن الصدر، الخميس الماضي، عن تبرّئه من المرشحين المنتمين للتيار من الذين خالفوا قرار مقاطعة الانتخابات، داعياً أنصاره إلى عدم التصويت لهم، مع التشديد على عدم التعدي عليهم. وسبق أن أصدر بيانات تضمنت أسماء بعض أنصاره الذين اختاروا الترشيح في الانتخابات، وطيلة العامين الماضيين كان الصدر يكرر أنه "لا يريد المشاركة مع الفاسدين".

وانسحب الصدر في 15 يونيو/حزيران 2022، من العملية السياسية في البلاد، مؤكداً عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة "الفاسدين". وجاء ذلك خلال اجتماعه في النجف وقتها بنواب الكتلة الصدرية الذين قدموا استقالاتهم من البرلمان بعد 8 أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية. وعقب ذلك، تمكن تحالف الإطار التنسيقي، من تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، بالاتفاق مع الأحزاب الكردية والسنية.

ودعا مقتدى الصدر، قبل إجراء الانتخابات المحلية الأخيرة (مجالس المحافظات) أنصاره إلى مقاطعتها. وكتب، على منصة إكس، أن "من أهم ما يميز القاعدة الصدرية هو وحدة صفها وطاعتها وإخلاصها، وإن مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً، ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا (الأعداء)، ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين".

وبالرغم من الانعزال السياسي، فإن الصدر واصل الأنشطة الاجتماعية لجماعات التيار الصدري، فقد دعا في وقتٍ سابق إلى تظاهرات مليونية دعماً للمدنيين في غزة، بالإضافة إلى حملات التبرعات للفلسطينيين واللبنانيين، وبمعدلٍ شهري أو أكثر من ذلك بقليل. ودائماً  ما يُذكّر الصدر، أنصاره بأنه لن يعود إلى العمل السياسي أو يشارك في الانتخابات طالما أن الفاسدين يشاركون فيها.

من جهته، قال المحلل السياسي القريب من التيار الصدري في العراق، فتاح الشيخ، إن "الصدر لغاية الآن قراره واضح، وهم عدم المشاركة في الانتخابات، بتياره واسمه، وحتى أنه منع أنصاره من الترشح، ومن يريد الترشح والتجاوز على أوامر الصدر، فذلك يعني أنه يريد الخروج عن طاعة الصدر والتيار الصدري"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "الصدر لا يدعم حالياً أية قائمة ولا أي مرشحين، بل إنه يتبرأ من أي شخص من أنصاره يشارك في العمل السياسي".

أما أستاذ الإعلام في الجامعة المستنصرية، غالب الدعمي، فقد بيَّن أن "التوقعات كانت تفيد باحتمالات عودة الصدر إلى الانتخابات بعد الاستراحة السياسية، إلا أن المعطيات الجديدة وملاحقة والتبرؤ من أنصاره المشاركين بالانتخابات تفيد بأنه اتخذ القرار النهائي بعدم الاشتراك في الانتخابات الحالية على أقل تقدير".

وأكمل الدعمي حديثه مع "العربي الجديد"، بالقول إن "للصدر طريقة تفكير باتت مختلفة عن بقية الأحزاب المشاركة في الحكومة حالياً، ويبدو أنه مستمتع بالنظر إلى الفشل السياسي الكبير، وأن تشخيص الفشل ومتابعته أهم بكثير من تحول التيار الصدري إلى شريك في الإخفاقات والمشكلات".