لاشيت يقلص الفارق إلى نقطة واحدة عشية الانتخابات الألمانية 2021

لاشيت يقلص الفارق إلى نقطة واحدة عشية الانتخابات الألمانية 2021

25 سبتمبر 2021
حصل "الاتحاد المسيحي" على ما نسبته 25% من الأصوات وفقاً للاستطلاع (فرانس برس)
+ الخط -

استطاع "الاتحاد المسيحي"، ومع تأهب قيادييه في دعم مرشحهم لمنصب المستشار الألماني أرمين لاشيت خلفا لأنجيلا ميركل، تقليص الفارق في استطلاعات الرأي خلال الساعات الماضية إلى نقطة واحدة.
 جاء ذلك بعد جهود بذلها المسؤولون داخل الاتحاد الذي يضم "المسيحي الديمقراطي" والشقيق الأصغر "الاجتماعي المسيحي" في بافاريا، لإطلاق المزيد من الوعود والنداءات والتحذيرات مما تضمنته برامج الأحزاب المنافسة في بعض القضايا، كزيادة الضرائب مثلًا التي يولي "الاشتراكي الديمقراطي" اهتماما بالغًا بها.
وحثت المستشارة أنجيلا ميركل، التي لاقت ترحيبًا حارًا خلال حضورها أمس الجمعة في ميونخ إلى جانب المرشح أرمين لاشيت ورئيس حكومة ولاية بافاريا زعيم الحزب الشريك "الاجتماعي المسيحي" ماركوس زودر، الحزبين الشقيقين للاستفادة من الساعات المتبقية من الحملة الانتخابية قبل يوم الانتخاب المقرر غدًا الأحد 26 سبتمبر/أيلول 2021.

كما عززت ميركل في كلمتها موقف "الاتحاد المسيحي" بشأن بعض القضايا، مثل الإنفاق الدفاعي على حلف الناتو، وإصرارها على الهدف الذي اتفقت عليه دول حلف الاطلسي القاضي باستثمار 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي في ميزانية الدفاع .
بدوره، أكد المرشح لاشيت للزعيم زودر أنه سيعمل معه بشكل وثيق إذا ما قاد "الاتحاد المسيحي" الحكومة المقبلة، محذرا من خطر البيروقراطية وزيادة الضرائب في حال تشكيل حكومة بقيادة الاشتراكي.
في المقابل، قال المرشح المحتمل لمنصب مستشار عن الحزب الاشتراكي أولاف شولز، خلال تجمع انتخابي في كولن، إن ألمانيا بحاجة لتغيير حكومي، مشيرًا إلى أن العديد من الألمان يرغبون برؤية هذا التغيير.
وتطرق شولز إلى النقاط الرئيسية التي حملها البرنامج الانتخابي لـ"لاشتراكي الديمقراطي"، بما في ذلك العدالة الاجتماعية، معلنا دعمه لصالح إنشاء المزيد من الوحدات السكنية لمواجهة ارتفاع الإيجارات، إلى جانب تأييده مطالب أخرى، بينها التقاعد المريح المستقر وإيلاء المزيد من الحماية للمناخ، والتخلص من الفحم الحجري حتى عام 2038.
وأشار إلى أنه يمكنه التخلص من الديون التي سببتها أزمة كورونا في غضون عشر سنوات، موضحًا أن خيار خفض الضرائب كما يطالب البعض في حملاتهم هو خيار خطأ، واصفًا المطالبين بخفض الضرائب بشكل عاجل بعدم الفهم في الشؤون المالية.
بدوره، أنهى "حزب الخضر" حملته الانتخابية في مدينة ديسلدورف، حيث اعتبرت مرشحته للمنصب أنالينا باربوك أن ألمانيا بحاجة إلى حكومة مناخية فيدرالية حقيقية، واصفة أزمة المناخ بأنها "مهمة الحرية في عصرنا"، وداعية إلى تعزيز الطاقة البديلة والتخلص من الفحم بحلول عام 2030.

 وحاولت باربوك مخاطبة أولئك الذين يخشون أن يؤدي الإفراط في حماية المناخ إلى تعريض ازدهارهم للخطر، قائلة "حماية المناخ لم تعد مشروعًا بيئيًا، بل أصبحت الآن مسألة تأمين ازدهار طويل الأمد"، معلنة مجددا عن تأييد حزبها فرض ضرائب أعلى على الأثرياء وتقديم المزيد من الدعم المالي للمدارس ومؤسسات الرعاية الصحية غير الربحية. 
أما حزب اليمين الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"، فاستكمل حملته في العاصمة برلين، وهاجمت مرشحته للبوندستاغ بياتريكس فون ستورش، التي تحتل الصدارة في قائمة مرشحي برلين للانتخابات الاتحادية، مرشحة الخضر باربوك.
وأشاد الثنائي الأبرز في الحزب اليميني الشعبوي، الزعيم المشارك تينو شروبالا وزميلته زعيمة كتلة الحزب في البوندستاغ أليس فايدل، بحملة حزبه الانتخابية الخالية من المتاعب والفضائح، وانتقد "الاتحاد المسيحي" و"الاشتراكي الديمقراطي" اللذين يحاولان الترويج لإلغاء الدول القومية، كما انتقد سياسة تدابير كورونا . 
من جهته، أعلن حزب اليسار التزامه بتحالف حكومي محتمل يضمه إلى "الاشتراكي" و"الخضر"، وقالت المرشحة البارزة جانين فيسلر، خلال الحفل في برلين، إن مثل هذه التحالف ضروري لأنه يمكن أن يكون هناك تغيير حقيقي في السياسة، مشيرة إلى أن هناك أوجه تشابه في الأهداف السياسية.
 في غضون ذلك، ينهي الحزب "الليبرالي الحر" حملته الانتخابية اليوم السبت من ديسلدورف، حيث لن يترك زعيمه مجالا للشك في الإشارة إلى أن تشكيل ائتلاف حكومي مستقبلي لألمانيا مع ا"لاتحاد المسيحي" و"الخضر" سيكون أسهل من التحالف مع "الاشتراكي" و"الخضر"، وفق شبكة "إيه آر دي الإخبارية". 
وأظهر استطلاع لمعهد "ألنسباخ" أن "الاتحاد المسيحي" قلص الفارق مع "الاشتراكي" إلى نقطة واحدة، ونال ما نسبته 25% من الأصوات، مقابل 26% لحزب المرشح شولز، فيما حل "حزب الخضر" ثالثًا بنسبة 16%، و"الليبرالي الحر" 10,5% من الأصوات، و"البديل من أجل ألمانيا" 10%، فيما تراجع حزب اليسار إلى ما نسبته 5%، حيث بات في وضع حرج قد يحرمه من الدخول إلى البوندستاغ إذا ما تراجع عن هذه النسبة المطلوبة عند إعلان نتائج الانتخابات مساء غد الأحد. مع العلم أن معهد فورسا لأبحاث الرأي بيّن، أمس الجمعة، أن الفارق بين اتحاد ميركل و"الاشتراكي" ما زال عند 3%، أي ما نسبته 25% من الأصوات لـ"الاشتراكي" مقابل 22% لـ"الاتحاد المسيحي".

المساهمون