لاريجاني يبدأ من العراق جولة تشمل لبنان وسط خلافات بشأن حصر السلاح

11 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 13:03 (توقيت القدس)
لاريجاني خلال لقاء سابق مع رئيس البرلمان اللبناني، 15 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأ علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، جولة إقليمية تشمل العراق ولبنان لتعزيز العلاقات وتوقيع اتفاقية أمنية مع بغداد، وسط توترات سياسية في العراق وضغوط أمريكية تجاه الحشد الشعبي.
- في لبنان، أكد لاريجاني على دعم إيران للوحدة الوطنية اللبنانية واستقلالها، رافضاً الضغوط الدولية لنزع سلاح حزب الله، معتبرًا أن المقاومة اللبنانية تحظى بدعم شعبي.
- تهدف زيارة لاريجاني إلى تعزيز التعاون الإقليمي، استكمال الاتفاق الأمني مع العراق، ومناقشة التطورات الإقليمية، مع التركيز على حفظ السلام والأمن في لبنان وسوريا.

بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، اليوم الاثنين، جولة إقليمية تستمر ثلاثة أيام، تشمل العراق ولبنان، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه مهامه منذ أقل من أسبوع. وقال لاريجاني في حديث للتلفزيون الإيراني إن الهدف من زيارته تعزيز العلاقات وتوقيع اتفاقية أمنية مع بغداد، مؤكدا أن هذه الاتفاقية "مهمة".

وأضاف أن نظرة إيران وأسلوبها في العلاقات مع الجيران يقومان على أن أمن الإيرانيين هو النقطة المحورية، مع الأخذ في الاعتبار في الوقت ذاته أمن الجيران، وبيّن أنه سيلتقي في العراق بمسؤولين وشخصيات عديدة من تيارات مختلفة، قائلاً: "سنستمع إلى آرائهم، وسنطرح في المقابل وجهات نظرنا بشأن التعاون الثنائي".

وتأتي زيارة لاريجاني في توقيت حساس، بعد تعثّر محاولات القوى السياسية الحليفة لإيران في إقرار قانون "الحشد الشعبي"، والخلافات المتصاعدة بين كتائب حزب الله، ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الذي صرّح أخيراً بحتمية "حصر السلاح بيد الدولة". والتقى لاريجاني عند وصوله، مستشار الأمن القومي العراق، قاسم الأعرجي، وبحث معه التعاون والتنسيق المشترك بين العراق وإيران. ووفقاً لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فإن "الأعرجي استقبل في مطار بغداد لاريجاني"، مبيناً أن "الجانبين بحثا التعاون والتنسيق المشترك بين العراق وإيران".

ولم تعلن بغداد رسمياً عن الزيارة قبيل وصول لاريجاني، إلا أن نائباً في البرلمان العراقي، أكد لـ"العربي الجديد، أن "لاريجاني سيلتقي قيادات سياسية وحكومية بارزة في بغداد"، مبيناً أن "الزيارة تحمل رسائل تأكيد إيرانية على العلاقة بين البلدين، فضلاً عن ملف الضغوط الأميركية تجاه الحشد الشعبي".

لبنان المحطة الثانية في جولة لاريجاني

وبخصوص زيارته إلى بيروت، شدد لاريجاني على أن لبنان "من الدول شديدة الأهمية في المنطقة، والمؤثرة في غرب آسيا، وقد كانت لنا منذ زمن طويل علاقات مع الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية"، مضيفاً: "في ظل هذه الظروف، التي تحمل طابعاً خاصاً، سنجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين والأطراف المؤثرة هناك". ورداً على سؤال حول ما إذا كان يحمل معه رسائل إلى الحكومة اللبنانية، قال: "في هذه الزيارة، توجد رسائل سنقوم بطرحها، كما سنوضح المواقف المحددة للجمهورية الإسلامية الإيرانية خلالها".

وأكد لاريجاني أن مواقف طهران تجاه لبنان "كانت ولا تزال واضحة، فنحن نعتقد أن الوحدة الوطنية في لبنان قضية أساسية ينبغي الحفاظ عليها في جميع الظروف، وأن استقلال لبنان كان وسيظل بالنسبة لنا أمراً مهماً"، وختم بالقول: "إن هذه الحوارات يمكن دائماً أن تكون مؤثرة في تحقيق الاستقرار في المنطقة".

وتأتي زيارة لاريجاني إلى لبنان في وقت زادت فيه الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، الحليف لإيران. وكان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قد أكد، السبت، في مقابلته مع وكالة تسنيم، رفض طهران نزع سلاح حزب الله، قائلاً إن هذا "حلم لن يتحقق"، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها البعض في لبنان مشاريع مثل هذه، وقال إنها "صُدّت سابقاً، وستبوء بالفشل هذه المرة أيضاً، لأن المقاومة ستقف في وجه تلك المؤامرات".

وشدد على أن "المقاومة، حين كانت تمتلك إمكانات أقل، أفشلت هذه المخططات، فكيف بها اليوم وهي تحظى بدعم شعبي أكبر وقدرات أعظم"، وتساءل: "هل لدى الحكومة اللبنانية أي هاجس تجاه حماية الوطن والشعب حتى تطرح مشاريع مثل هذه؟"، مخاطباً إياها بالقول: "إذا تخلى حزب الله عن سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وأعراضهم؟ ألم تكن تجارب الماضي كافية ليتخذ بعض ساسة هذا البلد منها عبرة؟".

وأكد ولايتي أن هذا المسار في لبنان "هو مطلب أميركي إسرائيلي بامتياز"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن نزع سلاح حزب الله ممكن، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض ذلك بشدة، فقد دعمت دائماً شعب لبنان ومقاومته، ولا تزال مستمرة في هذا الدعم".

وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، إن زيارة لاريجاني إلى العراق ولبنان تأتي في إطار استمرار مشاورات واتصالات الجمهورية الإسلامية مع الدول المجاورة، بهدف تعميق وتعزيز التعاون المشترك.

وأوضح أن من بين أهداف زيارة لاريجاني إلى العراق استكمال الاتفاق الأمني بين البلدين، مشيراً إلى أن نص الوثيقة كان قد أُنجز سابقاً وتم توقيع محضرها، وأنه من المقرر خلال هذه الزيارة أن تُوقَّع الوثيقة من قبل كبار المسؤولين في كلا البلدين، وأكد أن التشاور حول المستجدات الإقليمية، وما يمكن أن يؤثر منها على أمن أي من الجانبين، سيكون ضمن جدول الأعمال.

وأضاف أن زيارة لاريجاني إلى لبنان تأتي أيضاً في سياق جهود طهران للمساهمة في حفظ السلام والأمن في منطقة غرب آسيا، موضحاً أن التطورات المرتبطة بلبنان وسورية "تحظى بأهمية خاصة"، وأن لاريجاني سيجري بشأنها محادثات مع المسؤولين اللبنانيين المعنيين.

ورداً على سؤال بشأن موقف وزارة الخارجية اللبنانية واتهاماتها لإيران بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية عقب تصريحات لعدد من المسؤولين الإيرانيين الرافضة لنزع سلاح حزب الله، قال بقائي: "دائماً أكدنا على ضرورة الحفاظ على استقلال لبنان ووحدة أراضيه، وعلى حقه في الدفاع عن نفسه ضد شرور الكيان الصهيوني"، ولفت إلى أن هذا الحق حق أصيل لأي دولة، ومنها لبنان، في مواجهة العدوان، وأن ممارسته لا يمكن أن تتم من دون امتلاك القدرة العسكرية والسلاح.

المساهمون