أقرّت كييف، أمس الأحد، بعد شهر تقريباً على انطلاق هجومها المضادّ، بأنّ القوات الروسية تتقدّم في أربعة مناطق على خط الجبهة شرق البلاد حيث تدور "معارك ضارية"، مؤكّدة بالمقابل أنّ قوّاتها تحرز بعض التقدّم في جنوب البلاد.
وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، غانا ماليار، على قناتها في تطبيق تليغرام أنّ "معارك ضارية تدور في كلّ مكان. الوضع معقّد"، مشيرة إلى أنّ القوات الأوكرانية تتقدّم من جهتها في منطقة واحدة في شرق البلاد ومنطقتين في جنوبها.
"العدوّ يتقدّم"
وأوضحت ماليار أنّ "العدوّ يتقدّم في مناطق أفدييفكا وماريينكا وليمان. العدوّ يتقدّم أيضاً في قطاع سفاتوفو".
أمّا القوات الأوكرانية فتمكّنت، بحسب ماليار، من تحقيق "نجاح جزئي" مع تقدّمها في الجهة الجنوبية من باخموت، وكذلك بالقرب من بيرديانسك وميليتوبول في جنوب البلاد.
ولفتت نائبة وزير الدفاع إلى أنّه في جنوب البلاد تحقّق القوات الأوكرانية تقدّماً "تدريجياً" في مواجهة "مقاومة شديدة من العدوّ" وحقول ألغام، وأضافت أنّ القوات الأوكرانية "تعمل بإصرار وبدون توقّف على تهيئة الظروف لتحقيق تقدّم سريع قدر الإمكان".
وبعد مضيّ 16 شهراً على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وقرابة شهر واحد على انطلاق الهجوم الأوكراني المضادّ، تواجه كييف صعوبة في إحراز تقدّم حاسم وتحضّ حلفاءها الغربيين على تسريع مساعدتهم العسكرية الموعودة، مع قرب موعد انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس يومي 11 و12 تمّوز/يوليو الجاري.
غارات ليلية
وتأتي هذه التطوّرات على خطوط الجبهات في أوكرانيا غداة هجوم ليلي استهدف كييف بطائرات مسيّرة مفخّخة، هو الأول من نوعه منذ 12 يوماً، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين.
وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، سيرغي بوبكو، إنّه "تمّ رصد وتدمير جميع أهداف العدو في المجال الجوي حول كييف". وفي بيان منفصل، أعلن سلاح الجو الأوكراني أنّه دمّر ثماني طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز شاهد وثلاثة صواريخ مجنّحة روسية من طراز كاليبر.
وكان رئيس الأركان الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، طالب في مقابلة، نُشرت يوم الجمعة الماضي، الغرب بإمداد قواته بمزيد من الأسلحة، محذّراً من أنّ عدم حصولها على مقاتلات وقذائف مدفعية يعرقل خططها للمضيّ قدماً في هجومها المضادّ.
وقال زالوجني لصحيفة "واشنطن بوست" إنّه يشعر بالامتعاض حيال بطء إيصال الأسلحة التي وعد الغرب أوكرانيا بها.
وأوضح أنّ حلفاء بلاده الغربيين ما كانوا ليبدأوا هجوماً لا يضمنون فيه تفوّقهم الجوّي، في حين ما زالت أوكرانيا تنتظر تسلّم مقاتلات إف-16 التي وعدها بها حلفاؤها.
"لن أهدّد العالم"
وأضاف زالوجني للصحيفة الأميركية "لست بحاجة إلى 120 طائرة، لن أهدّد العالم بأسره. يكفي عدد محدود للغاية"، ونقلت عنه واشنطن بوست قوله أيضاً إنّ لديه عدداً ضئيلاً من قذائف المدفعية بالمقارنة مع سيل القذائف التي تطلقها روسيا.
أما الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، فلم يتوان خلال استقباله في كييف، السبت الماضي، رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في اليوم الأول لتولّي مدريد الرئاسة الدورية للاتّحاد الأوروبي، عن اتّهام "بعض" الشركاء الغربيين لبلاده بالمماطلة في تدريب طياريها على قيادة مقاتلات إف-16 الأميركية.
لكنّ واشنطن ردّت بالقول إنّها وحلفاءها يبذلون قصارى جهدهم لتزويد كييف ما تحتاج إليه، وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، إنّ تزويد القوات الأوكرانية بمقاتلات إف-16 أو صواريخ "أتاكمس" الدقيقة التصويب هو موضوع "مطروح على طاولة البحث لكنّ أيّ قرار لم يُتّخذ في شأنه حتى الآن".
وأضاف أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ "يسير ببطء قليلاً، لكن هذا جزء من طبيعة الحرب. هذا الأمر لا يفاجئ أحداً البتّة"، وتابع "نحن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة".
(فرانس برس)