كيم وترامب على طريق قمة رابعة؟

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 04:03 (توقيت القدس)
ترامب وكيم على الحدود بين الكوريتين، 30 يونيو 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت كوريا الشمالية استعدادها للحوار مع الولايات المتحدة بشرط التخلي عن مطلب نزع السلاح النووي، حيث تعتبر ترسانتها النووية ضرورية لأمنها.
- هناك رغبة مشتركة بين كيم وترامب لعقد قمة جديدة، لكن الخلافات لا تزال قائمة، وقد تكون حماسة ترامب مرتبطة بأهداف شخصية.
- كوريا الشمالية عززت ترسانتها الصاروخية وتقاربت مع روسيا، مما رفع طموحاتها في المحادثات النووية، وقد تقبل بشروط أميركية بعد الاعتراف بها كقوة نووية.

أعربت بيونغ يانغ عن انفتاحها على الحوار مع الولايات المتحدة، شريطة أن تتخلّى عن إصرارها على نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، ما أثار تساؤلات بشأن إمكانية عقد قمّة بين زعيمي كوريا الشمالية كيم جونغ أون وأميركا دونالد ترامب

خلال الفترة المقبلة، على غرار القمم السابقة بين كيم وترامب التي شهدتها ولاية الرئيس الأميركي الأولى.

وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: "إذا تخلّت الولايات المتحدة عن هوسها الفارغ بنزع السلاح النووي وأرادت السعي إلى التعايش السلمي مع كوريا الشمالية على أساس الاعتراف بالواقع، فلا يوجد سبب يمنعنا من الجلوس مع الولايات المتحدة".

ذكريات طيبة بين كيم وترامب

وأضاف كيم جونغ أون، خلال اجتماع برلماني مهمّ عُقد نهاية الأسبوع الماضي، بحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية أمس الاثنين: "شخصياً، لا أزال أحتفظ بذكريات طيبة عن الرئيس الأميركي ترامب". وأكد كيم أن كوريا الشمالية لن تتخلّى أبداً عن ترسانتها النووية، رافضاً فكرة استخدامها كورقة مساومة، ومعتبراً أنه سيكون من الخطأ التقدير إذا اعتقد الأعداء أنهم يستطيعون الضغط علينا أو هزيمتنا من خلال فرض العقوبات أو استعراض العضلات. وأضاف كيم أن بناء الأسلحة النووية لحماية أمن البلاد في مواجهة التهديدات الخطيرة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مسألة وجود، وموضحاً أنه رفض المبادرات الأخيرة من واشنطن وسيول للحوار، واصفاً إياها بأنها غير صادقة، لأن هدفهما الأساسي المتمثل في إضعاف كوريا الشمالية وتدمير نظامها لم يتغيّرا. وأشار إلى أن اقتراح كوريا الجنوبية بإنهاء البرامج النووية لكوريا الشمالية على مراحل دليل على ذلك. وتابع: "العالم يدرك جيداً ما تفعله الولايات المتحدة بعد أن تُجبر دولة على التخلي عن أسلحتها النووية ونزع سلاحها. لن نتخلّى أبداً عن أسلحتنا النووية".


توقّع جينغ وي أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال القمة


وجاءت تعليقات كيم بعد بيان أدلى به ترامب خلال قمته مع نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، في واشنطن الشهر الماضي، حيث أعرب عن أمله في لقاء الزعيم الكوري الشمالي في وقت لاحق من العام الحالي. وكان كيم وترامب قد التقيا لأول مرة خلال قمتهما التاريخية في سنغافورة في يونيو/ حزيران 2018، وبعد ذلك في العاصمة الفيتنامية هانوي في فبراير/ شباط 2019، وفي المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين في يونيو من نفس العام. ولم تسفر القمم الثلاث عن أي نتائج إيجابية.

رغبة لدى الزعيمين في عقد قمة

وأعرب المختص في الشأن الآسيوي في معهد فودان للدراسات والأبحاث، جينغ وي، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن اعتقاده بأن هناك رغبةً حقيقيةً لدى كيم وترامب في عقد قمة لاستئناف المحادثات النووية التي تعثرت منذ الاجتماع الأخير بينهما قبل ست سنوات. وقال: كان واضحاً منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حديثه الودي عن علاقته بالزعيم الكوري الشمالي، وعدم استبعاد إحياء مفاوضات نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
في المقابل، حرص كيم على عدم تصعيد لهجته العدائية تجاه الولايات المتحدة، وجاء رده السريع على مقترح ترامب الأخير، كإشارة على تلقّف الرسالة واستقبالها بإيجابية.

وتوقع جينغ وي أن تعقد القمة بين كيم وترامب خلال رحلة الرئيس الأميركي إلى كوريا الجنوبية لحضور قمة "أبيك" الشهر المقبل، والتي من المتوقع أيضاً أن يتخللها عقد قمة أخرى تجمع ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ. لكنّه استبعد أن يُتوصّل إلى اتفاق خلال القمة، موضحاً أن الخلافات بين البلدين لا تزال قائمة، والفجوة كبيرة جداً بينهما، وقد تكون حماسة ترامب مرتبطة بأهداف شخصية، لها علاقة برغبته في تسويق صورته باعتباره رسول سلام، ليعزز حظوظه بالفوز بجائزة نوبل، فضلاً عن شغفه بالصورة وخطف الأضواء في الأحداث الكبرى، مثلما حدث في قمة سنغافورة.


فيكتور وانغ: كوريا الشمالية اليوم ليست ما كانت عليه قبل نحو عقد من الزمن


ورأى الباحث في الشأن الكوري بجامعة تايبيه الوطنية فيكتور وانغ، في حديث مع "العربي الجديد"، أن كوريا الشمالية اليوم ليست ما كانت عليه قبل نحو عقد من الزمن، سواء على المستوى العسكري، الذي شهد من دون أدنى شك تطوير وتعزيز ترسانتها الصاروخية، أو على المستوى السياسي الذي تجلّى في التقارب مع روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين، والتوقيع على اتفاقية تعاون استراتيجي بين بيونغ يانغ وموسكو، تضمنت تقديم الدعم في حال تعرض أحد الطرفين لعدوان خارجي. وأوضح أنه، في ظل هذه المعطيات، من الطبيعي أن ترفع بيونغ يانغ من سقف طموحاتها وتطلعاتها في أي محادثات مقبلة مرتبطة ببرنامجها النووي، وسيكون من السذاجة الافتراض بأنها سوف تقبل العودة إلى الإطار السابق الخاص بالمحادثات النووية، والذي يتمحور حول تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب.

ولفت وانغ إلى أنه في تصريحات سابقة للزعيم الكوري الشمالي، كان هناك إيحاء بأن بيونغ يانغ قد تقبل بأي اشتراطات أميركية تتعلّق بأنشطتها الصاروخية ومستقبل شبه الجزيرة الكورية بعد اعتراف الولايات المتحدة بها كقوة نووية، وأن الجلوس على الطاولة يجب أن يكون على قدم المساواة بين الجانبين، في حين أن واشنطن كانت تشترط في السابق تفكيك البرنامج النووي أولاً، وهذا كان سبب تعثر المفاوضات السابقة.

يشار إلى أن الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ قال، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بثت أمس الاثنين، إنه سوف يدعم اتفاقاً بين كيم وترامب يتضمن تجميد إنتاج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بدلاً من تفكيكها. وأشار إلى أن الشمال ينتج ما بين 15 إلى 20 رأساً نووياً سنوياً. وجادل بأن التجميد سيكون بديلاً مجدياً وواقعياً لنزع السلاح النووي في الوقت الحالي، ووصفه بأنه إجراء طارئ مؤقت. وقال لي جاي ميونغ إنه "ما دام أننا لا نتخلى عن الهدف طويل الأمد المتمثل في نزع السلاح النووي، فأنا أعتقد أن هناك فوائد واضحة لوقف كوريا الشمالية تطوير أسلحتها النووية والصاروخية".