استمع إلى الملخص
- انتقد ناشطون وباحثون القرار، مؤكدين على ضرورة تحقيق العدالة عبر محاكمات علنية ولجان شرعية، محذرين من انتقامات فردية نتيجة التعامل مع المجتمع العلوي عبر المسؤولين.
- أعلنت وزارة الداخلية أن الإفراج شمل من لم يثبت تورطهم في سفك الدماء، بينما أشار وزير الإعلام إلى مؤتمر صحافي لتوضيح التطورات.
أثار إعلان وزارة الداخلية السورية، أول من أمس الأحد، إطلاق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية، ممن أُلقي القبض عليهم خلال عملية "ردع العدوان" التي أطاحت نظام بشار الأسد، ردود فعل مستنكرة في الشارع السوري، خصوصاً مع اتضاح أن عملية الإفراج جرت بوساطة فادي صقر، القيادي في "الدفاع الوطني" في عهد النظام السابق، والمتهم بالتورط في جرائم حرب، خصوصاً مجزرة حي التضامن قرب دمشق.
وانتقد العديد من الناشطين قرار الإفراج، خصوصاً بعد نشر فيديو مصور يظهر المدعو سقراط الرحية وهو يتحدث من داخل الحافلة التي أقلت المفرج عنهم، ويوجه الشكر لفادي صقر على دوره في عملية الإفراج. ولفت المعلقون إلى أن الرحية نفسه يجب أن يكون مع المعتقلين، وسارعوا إلى نشر صور له خلال مشاركته في معارك إلى جانب قوات النظام السابق.
وسقراط الرحية مدير ما يُسمى حالياً بـ"فريق سقراط التطوعي" الذي ينشط في السلم الأهلي في اللاذقية والتواصل مع الأهالي والحكومة للإفراج عن موقوفين من الساحل، وفي أنشطة مدنية أخرى. وينحدر الرحية من بلدة رأس العين بريف جبلة، وهو مقاتل سابق في مليشيات موالية للنظام السابق، وشارك في العديد من العمليات العسكرية، كحصار مضايا في ريف دمشق، وانتشر له أخيراً مقطع فيديو على جبهات حي جوبر في دمشق.
وظهر الناشط الإعلامي هادي العبدالله في فيديو على صفحته في "فيسبوك" منتقداً قرار الإفراج بالقول: "لما بيصيروا الجلّادين وسيط سلام، الضحية بترجع بتنقتل مرتين.. السلم الأهلي اللي بيشارك فيه فادي صقر، وسقراط الرحية سلم مشوّه، لأن مكانهم الطبيعي السجون".
ومن جهته، قال الباحث أحمد أبا زيد: "لا سلام من دون عدالة. ولا عدالة يحققها مستشار الأسد السابق خالد الأحمد وقيادي الدفاع الوطني فادي صقر"، في إشارة منه إلى الدور غير المفهوم الذي يقوم به رجلا نظام الأسد السابق في الحكومة الحالية. وأضاف أبا زيد: "ولا سلام يتحقق بالإفراج الجماعي عن عناصر وضباط نظام الأسد من دون محاكمات علنية أو لجان ذات شرعية شعبية تقرر الإفراج عنهم، مع وجود ضباط كبار ومسؤولين في بيوتهم إن لم يكن في مواقع القرار. ولا ينجح الاستمرار بمحاولة تغطية هذه الأزمة بصناعة تريندات تيكتوك عن القبض على مخبر أو مستخدم في فرع أمني وتصويره إنجازاً".
ورأى أبا زيد أن "طمأنة المجتمع العلوي لا تكون بالتعامل معه عبر المسؤولين والضباط، وإنما مع المجتمع نفسه مباشرة وعزله عن مسؤولي وضباط النظام القديم"، معتبراً أن مسار العدالة والسلم الأهلي الذي لم ينطلق فعلياً بعد قد يدفع إلى انتقامات فردية وشعبية.
كذلك وجه المحامي باسل سعيد مانع رسالة إلى الرئيس أحمد الشرع، طالبه فيها بالتدخل وإنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين المتورطين بالدم السوري.
وإزاء هذه الانتقادات، أعلن وزير الإعلام حمزة المصطفى عبر صفحته على موقع فيسبوك، مساء أمس الاثنين، عقد مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، يجيب فيه عضو اللجنة العليا للسلم الأهلي حسن صوفان عن "كل الأسئلة المتعلقة بالتطورات الأخيرة في عمل اللجنة، ولا سيما بعض الإجراءات المتخذة أخيراً"، مشيراً إلى أن المؤتمر سيُعقد الساعة الثانية عشرة ظهراً في مقر وزارة الإعلام بدمشق.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد ذكرت الأحد أن قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، بالتنسيق مع لجنة السلم الأهلي، "أطلقت سراح عشرات الموقوفين لديها، ممن أُلقي القبض عليهم خلال معارك التحرير، ولم يثبت تورّطهم في سفك الدماء". ونشرت الوزارة على معرفاتها الرسمية صوراً تظهر جانباً من عملية إطلاق سراح الموقوفين، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل أو عدد المُفرج عنهم، أو ما إذا كانت ستتبعها دفعات أخرى، وإن كانت مصادر في الوزارة قد أوضحت لـ"العربي الجديد" أن عدد المفرج عنهم يصل إلى 35 شخصاً. وذكرت بعض المواقع المحلية أن أحد المفرج عنهم، ويدعى ياسين علي علي، وجد مقتولاً مساء الاثنين دون التأكد من صحة ذلك.