كيف عاش الشارع الأفغاني مأساة هجوم مطار كابول؟

كيف عاش الشارع الأفغاني مأساة هجوم مطار كابول؟

28 اغسطس 2021
أهالي الضحايا يودعون موتاهم (Getty)
+ الخط -

كان التحدي الأكبر في وجه "طالبان" قبل يومين الوضع السياسي والاقتصادي المتفاقم، لكن بعد الهجوم الدموي على مطار كابول والذي راح ضحيته أكثر من 100 من المواطنين فضلا عن مقتل 13 جنديا من القوات الأميركية، برز الوضع الأمني أيضا كتحد قادم في وجه "طالبان".

وأثارت تلك الأحداث حالة من القلق في الشارع الأفغاني، إذ يخشى كثيرون اندلاع حرب مرة أخرى، تحديدا بين تنظيم "داعش" و"طالبان"، قد تتداخل معه أدوات وأطراف إقليمية.

"يئست كثيرا بعد هذا الحادث الدموي، كنا نظن أن الحرب قد انتهت وأن سيطرة طالبان على كامل ثرى أفغانستان ستضع حدا لويلات الحرب، ولكن يبدو أننا بصدد صراع جديد، طرفاه طالبان وداعش، بينما تنفذ الولايات المتحدة سياساتها إلى جانب القوى الإقليمية"، يقول حاجي زكريا الذي يعيش بالقرب من مطار حامد كرزاي الدولي، والذي يعاين بشكل مستمر عملية الإجلاء، وهروب الكفاءات الأفغانية من البلاد، وعاين أيضا عن قرب المشاهد الدموية للهجوم الانتحاري.

ويضيف حاجي زكريا أنه كان يلوم الذين يهربون من البلاد من خلال عملية الإجلاء، "ولكن بعد الاعتداء الدموي وبعد شن القوات الأميركية غارة جوية على منزل قيادي في (داعش) بمدينة جلال أباد، لا ألوم هؤلاء، لأنهم لا يخافون من طالبان بقدر ما يخافون من الوضع المرتقب".

أما فواد جان، صاحب سيارة الأجرة التي تعمل بالقرب من المطار، فيقول لـ"العربي الجديد" إن "الوضع السائد في أفغانستان يأكلنا من الداخل، الويلات تلو الويلات تلحق بالأفغان"، مستطردا: "عندما أنقل الناس من منازلهم إلى المطار أرى في وجههم بؤسا لا يمكن أن يوصف بالكلمات؛ جلهم لا يرغبون في الذهاب من البلد ولكنهم مرغمون، لا سيما بسبب الخوف من المستقبل".

يقول فواد إنه لن ينسى أبدا آهات الناس وصراخهم بعد الهجوم الدموي على مطار حامد كرزاي، الذي شهده من أمام بوابة المطار عندما وقع الانفجار: "رأيت الناس يبحثون عن ذويهم المفقودين، وآخرين يسعون لنقل جرحاهم بينما طيف ثالث كان يجمع أشلاء ذويه، وكذا قوات طالبان، التي لم تسمح لها القوات الأميركية في الداخل بالولوج إلى موقع الحادث للبحث عن الأشلاء".

وحول الخوف من الصراع الأمني في المستقبل يقول الأستاذ الجامعي محمد إدريس لـ"العربي الجديد"، إن "الصراع الجديد قادم، وانفجار مطار كابول ثم الغارة الأميركية ضد (داعش) في جلال أباد يوحي بذلك"، معربا أيضا عن خشيته من وقوع صدامات بين فصائل "طالبان" المختلفة، تحديدا بين "طالبان الأم" والجماعات المسلحة الأخرى المنضمة إليها، كشبكة حقاني، مطالبا الحركة بأن "تكون منتبهة لهذه الحالة والتجاذبات القادمة للقوى الإقليمية والدولية".

المساهمون