كولومبيا: بعد اغتيال السيناتور ميغيل طربيه والده يرشح نفسه مكانه
استمع إلى الملخص
- كولومبيا تشن عملية عسكرية ضد جماعتين مسلحتين مسؤولتين عن هجمات أسفرت عن مقتل 19 شخصاً، بينهم مدنيون، في كالي وميديين، وتعلن عن عملية "سلطانة" لمكافحة الإرهاب والجريمة.
- السلطات الكولومبية تواجه تحديات أمنية مع جماعات مسلحة منشقّة عن "فارك"، وسط تراجع في عمليات الابتزاز والتجنيد، مما دفعها لاستخدام الإرهاب كوسيلة ضغط.
سيحلّ والد السيناتور الكولومبي ميغيل أوريبي طربيه محلّ نجله، الذي اغتيل، كمرشّح اليمين في الدورة التمهيدية للانتخابات الرئاسية في كولومبيا 2026، على ما أعلن حزبه. وقضى ميغيل أوريبي طربيه الأسبوع الماضي، متأثّراً بجروح أصيب بها في الرأس إثر تعرضه لإطلاق نار خلال هجوم مسلّح استهدفه في يونيو/ حزيران الماضي، ما أحيا ذكريات أليمة في بلد شهد سلسلة من الاغتيالات السياسية في الثمانينيات والتسعينيات.
وانضمّ والده ميغيل أوريبي لوندونيو إلى "مسار اختيار المرشّح للرئاسة"، وفق ما أعلن حزب الوسط الديمقراطي. وسيواجه ميغيل أوريبي لوندونيو (79 عاماً) وجوهاً بارزة في الحزب، مثل النائبتين ماريا فيرناندا كابال وبالوما فالنسيا "بغية اختيار مرشّح واحد" بين ديسمبر/ كانون الأول 2025 ويناير/ كانون الثاني 2026، وفق ما أفاد الحزب.
وميغيل أوريبي لوندونيو هو زوج الصحافية ديانا طربيه، التي اختُطفت بأمر من بارون المخدرات الشهير بابلو إسكوبار (1949-1993) وقُتلت في عملية إنقاذ سنة 1991 عندما كان ابنها ميغيل في الخامسة. وهو أيضاً رجل أعمال ذائع الصيت في مجال البنّ وكان مسؤولاً بلدياً في بوغوتا، بين 1988 و1990، وانضمّ إلى الوسط الديمقراطي، أبرز الأحزاب اليمينية في البلد منذ تأسيسه سنة 2013.
وأوقف ستة أشخاص على علاقة بعملية اغتيال ميغيل أوريبي طربيه، من بينهم مطلق النار وهو قاتل مأجور في الخامسة عشرة. وتحمّل السلطات جماعة "سيغوندا ماركيتاليا" المنشقّة عن متمردي "فارك" (القوّات المسلحة الثورية الكولومبية) مسؤولية العملية.
كولومبيا تعلن عن عملية عسكرية ضد مجموعتين مسلحتين
من جهة أخرى، أعلنت كولومبيا، أمس الجمعة، شن هجوم عسكري على الجماعتين المسلحتين المسؤولتين عن الهجومين اللذين وقعا أول أمس الخميس وأسفرا عن سقوط 19 قتيلاً بينهم مدنيون. وزار وزير الدفاع بيدرو سانشيز، الجمعة، مدينة كالي (جنوب غرب) التي قُتل فيها ما لا يقل عن ستة مدنيين وجُرح أكثر من ستين في انفجار شاحنة مفخخة، أول أمس الخميس، قرب قاعدة جوية. وأعلن الوزير من هناك إطلاق عملية "سلطانة" لحماية كولومبيا من "الإرهاب والجريمة"، دون أن يورد أي تفاصيل.
وأقر رئيس بلدية كالي، في مقابلة مع إذاعة "بلو راديو"، بحصول "ثغرة في الاستخبارات ينبغي تصحيحها"، مشيراً إلى أن شاحنة مفخخة ثانية في موقع الاعتداء لم تنفجر وإلا "لكان الأمر أسوأ بكثير". وأعلنت النيابة العامة توقيف رجلين يشتبه بضلوعهما في الاعتداء.
وفي هجوم آخر، صباح الخميس، قُتل 13 شرطياً في شمال غرب كولومبيا قرب ميديين، ثاني أكبر مدن كولومبيا، في تبادل إطلاق نار وهجوم بطائرة مسيرة على مروحية كانت تدعم عمليات لمكافحة المخدرات. وحملت السلطات مسؤولية الهجومين إلى فصيلين منشقين عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية سابقا "فارك"، رفضا اتفاق السلام الموقع عام 2016 ودخلا في نزاع معها.
وقال سانشيز إن المناطق التي تنشط فيها المجموعتان المسلحتان سجلت تراجعاً في عمليات الابتزاز والتصفيات وتجنيد الفتيان، ما "قادهما إلى اليأس" ودفعهما إلى "استخدام السلاح الأكثر إجراماً على الإطلاق، وهو الإرهاب"، وأكد بعد اجتماع مع القيادة العسكرية العليا خلال الليل: "إننا نواجه مافيا دولية مع عصابات مسلحة هنا" في كولومبيا.
(فرانس برس)