كوريا الجنوبية: مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

08 يناير 2025
شاشة تظهر صورة للرئيس المعزول يون سوك يول في سيول، 7 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدر القضاء الكوري الجنوبي مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول يون سوك يول، بعد فشل محاولة سابقة لاعتقاله بتهمة محاولة فرض الأحكام العرفية وإغلاق البرلمان بالقوة العسكرية، حيث واجه المحققون مقاومة من الحرس الرئاسي.
- يواجه مكتب مكافحة الفساد تحديات في تنفيذ المذكرة بسبب نقص الخبرة والموارد، ونشأ خلاف مع الشرطة حول دور كل منهما في العملية، حيث أقر المكتب بمسؤوليته وأكدت الشرطة استعدادها للتدخل.
- عزل البرلمان يون ورفع شكوى ضده بتهمة "التمرد"، وطعن محاموه في قانونية المذكرة، مع توقع بدء المحاكمة في 14 يناير واستمرارها حتى في حال عدم مثوله.

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء، مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول يون سوك يول، الذي يتحصن في مقر إقامته في العاصمة سيول تحت حماية مشددة من الحرس الرئاسي. تأتي هذه الخطوة بعد فشل محاولة سابقة لاعتقاله على خلفية اتهامه بمحاولة فرض الأحكام العرفية وإغلاق البرلمان باستخدام القوة العسكرية. وجاء في بيان أصدره المحققون: "إن مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم" بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة.

وانتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر/ كانون الأول، الاثنين عند الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه. والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا حوالي 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد ست ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

وأعلن الحزب الديمقراطي المعارض في كوريا الجنوبية أنه قدّم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة "التقصير في أداء الواجب"، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض "توقيف" يون. وطلب الجهاز المكلف التحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

وعزا رئيس جمعية "محامون من أجل مجتمع ديمقراطي"، يون بوك نام، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمض على تأسيسه أربع سنوات ويعمل فيه أقل من مئة موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: "بطبيعة الحال، ليس لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك عن اعتقال الرئيس" مشيراً إلى أن "تعاون الشرطة ضروري". ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال ورغبته بتولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأنّ المسؤولية تقع على عاتق المكتب.

وأقر المكتب في نهاية الأمر بأنّ هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول. يجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من "القوى الشيوعية الكورية الشمالية" و"القضاء على العناصر المعادية للدولة". اضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين.

معركة قضائية في كوريا الجنوبية

عزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر/ كانون الأول، ورُفعت شكوى ضده بتهمة "التمرد"، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و"إساءة استخدام السلطة" وعقوبتها السجن خمس سنوات. وتعهد يون الأسبوع الماضي في بيان "القتال حتى النهاية". وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد. وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة "التمرد".

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان. وإذ عزل البرلمان يون سوك يول، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، إلا أنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو/ حزيران. وتبدأ المحاكمة في 14 يناير/ كانون الثاني وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صادقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في كوريا الجنوبية في مدة شهرين.

(فرانس برس)