كلمة لقائد "القسام".. ومهلة للاحتلال لإنجاز صفقة الأسرى أو غلق الملف

رسالة من قائد "القسام".. ومهلة للاحتلال لإنجاز صفقة الأسرى أو غلق الملف

14 ديسمبر 2022
أدرنا خلال الفترة الماضية جولات تفاوض سرية مع الاحتلال (تويتر)
+ الخط -

كشف رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال كلمة له، اليوم الأربعاء، في ذكرى انطلاقة "حماس"، أنّ حركته أدارت خلال الفترة الماضية جولات تفاوض سرية مع الاحتلال الإسرائيلي عبر وسطاء من أجل المضي في صفقة تبادل للأسرى، قائلاً: "أمهلنا الاحتلال وقتاً محدوداً لإتمام هذه الصفقة، وإلا فسنغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد". فيما وجه رئيس هيئة أركان "كتائب القسام"، محمد الضيف، رسالة صوتية هي الأولى منذ عام 2014.  

وأشار السنوار إلى أن "حماس" قدمت مطالبها، وهي الإفراج عن معتقلي صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، والأسيرات والأطفال والمرضى، وعلى رأسهم الأسير ناصر أبو حميد، والأسير وليد دقة، والجثامين المحتجزة والأسرى القدامى، مقابل الأسيرين الإسرائيليين أبراهام منغستو وهشام السيد. 

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها السنوار في احتفال مركزي نظمته "حماس"، اليوم الأربعاء، في ذكرى انطلاقتها الـ35 في مدينة غزة بحضور شعبي، وحضور قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، بينها قائد حركة "فتح" في غزة أحمد حلس. 

واستعرض أحد عناصر "وحدة الظل" في كتائب القسام، الذراع العسكرية لـ"حماس"، بندقية الضابط الإسرائيلي المحتجز لديها، هدار غولدن، التي اغتنمتها في 1 أغسطس/ آب من عام 2014، أمام المشاركين في المهرجان الحاشد، وكانت تحمل الرقم (42852351). 

وقال السنوار: "سنمهل الاحتلال وقتاً محدوداً لإتمام هذه الصفقة، وإلا فسنغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد، وسنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا بإذن الله"، مشيراً إلى أنه "مخطئ من يظن أن أسرانا الأبطال الحلقة الأضعف، فأسرانا حالة إجماع وطني، وقد جرّب الاحتلال كيف تدحرج إضرابهم عام 2014 إلى عمليات في الضفة، ومواجهة استمرت 51 يوماً مع غزة". 

وأشاد السنوار بـ"أهالي غزة الذين صبروا صبر أيوب ودفعوا ضريبة باهظة لتكون غزة درع الوطن"، مشدداً على أنّه بهذا الصبر تحققت "معادلات الردع مع العدو، وإخوانكم في كتائب القسام وأجنحة المقاومة لن يضيعوا دقيقة عمل لبناء قوة التحرير وجيش العودة وتقرير المصير". 

وعرج السنوار للمرة الأولى على الأحاديث التي طالبت حركته بالرد على جرائم الاحتلال الأخيرة ضد الفلسطينيين، مبرراً "صمتها" بأنه تجهيز لمعركة كبيرة واستحقاقات كبرى في عام 2023، مشيراً إلى أنّ استخبارات "حماس" قدّرت أنّ "اليمين الصهيوني سيكسر كل الخطوط الحمراء، وأننا أعطينا الفرصة لاشتعال المقاومة في الضفة لأنها قلب المقاومة، وأن نعطي أهلنا في القطاع مزيداً من الوقت لالتقاط الأنفاس". 

ودعا السنوار إلى أن "نكون على أهبة الاستعداد لأن نهبّ هبّة رجل واحد للدفاع عن الأقصى، وأن تكون كل أمتنا الحية جاهزة للزحف بطوفان هادر لاقتلاع هذا الاحتلال من أرضنا". 

وقال السنوار في رسالة لقادة الاحتلال الإسرائيلي: "نحن لا نخشاكم ولا نخشى تهديداتكم، وقد جرب شعبنا ومقاومتنا من هو أشرس وأعتى منكم، لقد أسقطنا حكوماتكم، ونحن قادرون على إسقاط كل حكومة لكم، ولن تعجزوا شعبنا ومقاومتنا". 

وشدد على أنّ "الحكومة الإسرائيلية بتطرفها قد فعلت نظام التدمير الذاتي، وبذلك تزداد قوة شعبنا وقواه الحية، وتزداد الفرصة لشعبنا ومقاومته ليذيقوا الاحتلال سوء العذاب"، قائلاً: "سنأتيكم بطوفان هادر وبصواريخ دون عدّ، وبطوفان جنود دون حدّ، وبملايين من أمتنا مداً بعد مدّ". 

وفي كلمة افتتاحية قصيرة عبر الفيديو، قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، إنّه في "يوم ما سنلتقي في ساحات القدس والأقصى المطهرة من الغزاة الصهاينة، ولا بقاء لهم على هذه الأرض المباركة". 

كلمة الفصائل 

وألقى عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" نافذ عزام، كلمة القوى الوطنية والإسلامية، ودعا فيها إلى الاتحاد "كفلسطينيين في مواجهة العدوان والإرهاب". 

وشدد عزام على أنّ "ما يجري من خلل في موازين القوى هو طارئ وسيزول، والمقاومة خيار لا رجعة عنه"، داعياً إلى "التمترس خلف المقاومة ومشروعها، وأن نبني استراتيجية وطنية لحماية المقاومة وضمان استمرارها". 

وأشار إلى أنّ "فلسطين ستبقى قضية الأمة، وقلوب الملايين ستبقى تتجه نحوكم، نحو جنين وكتيبتها، ونحو نابلس وعرينها، ونحو غزة ومقاومتها، ونحو اللد والرملة ويافا وحيفا". 

رسالة الضيف 

ووجه رئيس هيئة أركان "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" محمد الضيف، رسالة صوتية هي الأولى منذ عام 2014، للفلسطينيين في ذكرى انطلاقة حركته الـ35.  

وبعد إشادته بالفلسطينيين وبشهدائهم وجرحاهم وأسراهم والمبعدين، تعهد الضيف في كلمته "النادرة" باستمرار طريق الشهداء حتى "نلقى الله مقبلين غير مدبرين". 

وفي رسالة للاحتلال الإسرائيلي وجمهوره، قال الضيف: "أيها الغرباء عن أرضنا، لقد عجز آباؤكم المؤسسون، وهم في قمة جبروتهم وانتمائهم لفكرة الصهيونية الخبيثة، عن استئصال شعبنا أو طمس هويتنا، فأنتم اليوم أعجز وأجبن من أن تنجحوا في ما فشل فيه آباؤكم، وستكون نهايتكم وزوال كيانكم وكنسكم عن أرضنا هي غنيمتنا ووعد ربنا الذي لن يتأخر عنكم بإذن الله". 

وفي رسالة لكل الفلسطينيين، قال الضيف: "فلتتوحد كل الرايات ولتلتئم كل الجبهات ولتفتح كل الساحات لهدف واحد وغاية كبيرة نبيلة مقدسة، هي تحرير فلسطين وإعادتها إلى حضن الإسلام، وموعدنا وإياكم ساحات المسجد الأقصى محرراً مطهراً بإذن الله تعالى، وما ذلك على الله بعزيز".