كلجدار أوغلو يسعى لتوافق المعارضة التركية على ترشحه لمواجهة أردوغان

كلجدار أوغلو يسعى لتوافق المعارضة التركية على ترشحه لمواجهة أردوغان

16 ديسمبر 2021
فرص نيل كلجدار أوغلو ثقة المعارضة تظل ضئيلة (محمد يايلالي/ الأناضول)
+ الخط -

يسعى زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كلجدار أوغلو، للحصول على موافقة حلفائه في "تحالف الشعب" وبقية الأحزاب المعارضة لمواجهة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023، رغم أنّ فرص حصول ذلك تظل صعبة مع وجود مرشحين بارزين ينافسونه.

ويدفع كلجدار أوغلو منذ أكثر من عام باتجاه إجراء انتخابات مبكرة في تركيا، ملمّحاً أكثر من مرة إلى احتمال ترشحه للرئاسة لمواجهة أردوغان، دون أن يحصل على أي رد حاسم بهذا الصدد من أبرز حلفائه وأهمهم، زعيمة "الحزب الجيد" ميرال أكشنر.

وقدمت أكشنر التي أعلنت عدم ترشحها واستعدادها لأن تكون رئيسة وزراء إذا ما نجحت المعارضة في الفوز بالرئاسيات والعودة إلى النظام البرلماني، دعماً لعمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وبدرجة أقل لعمدة أنقرة منصور ياواش.

كذلك، يبحث باقي أحزاب المعارضة التركية، مثل حزب "السعادة"، عن مرشح توافقي، ولا ترى في كلجدار أوغلو منافساً حقيقياً لأردوغان، في ظل بروز عمدتي إسطنبول وأنقرة كمرشحين بارزين أمام أردوغان، حيث تقترب النسب في حال تنافسهما، ويبقى العامل الكردي حاسماً أيضاً، وهو أقرب إلى عمدة إسطنبول.

السؤال عن مرشح المعارضة التركية "محرج"

وأمام هذه الحالة، وفي ظل مطالب المعارضة التركية بإجراء الانتخابات المبكرة، يواجه كلجدار أوغلو في كل محطة يلتقي فيها مع الصحافيين، كما حلفاؤه، سؤالاً عن اسم مرشح المعارضة، الأمر الذي يسبب إحراجاً لهم، ليكون الجواب البارز: "عند تحديد موعد الانتخابات سيعلن المرشح".

وفي أحدث تصريحات لزعيم المعارضة التركية كلجدار أوغلو، الذي نقلت عنه تقارير إعلامية عدة رفضه ترشيح عمدتي إسطنبول وأنقرة للرئاسة، بداعي تركهما يتفرغان لتحقيق الإنجازات والخدمات، قال، في حوار إعلامي قبل يومين: "إذا وافق التحالف المعارض على ترشيحي، فلا توجد لدي مشكلة، لم نجلس بعد مع زعماء الأحزاب، ولا يمكن أن أتحدث باسمهم، ولكن لي الشرف في حال قبولهم ترشحي"، مشدداً على أنه "لم يجرِ الحديث عن ذلك بعد، ولا يمكن اتخاذ القرار بشكل فردي".

وأضاف: "تحالف المعارضة يدافع عن الديمقراطية، ولهذا فإن القرار يجب أن يكون مشتركاً، ويليق بزعيمة الحزب الجيد أكشنر طلبها الحصول على رئاسة الوزراء، لأن لديها خبرة في إدارة الدولة، وتولت منصباً وزارياً في السابق".

وفي تصريح آخر، أمس الأربعاء، لزعيم المعارضة كلجدار أوغلو، كشف أنه "لا يعارض ترشح عمدتي أنقرة وإسطنبول لرئاسة الجمهورية، ولكن لديهما مهام عليهما القيام بها، وهما يعملان بنجاح في إسطنبول وأنقرة".

هل يترشح كلجدار أوغلو للرئاسة في تركيا؟

وتفاعل الإعلام التركي ومتابعون مع تصريحات كلجدار أوغلو التي أظهرت نيته الواضحة للترشح للرئاسة في تركيا، وفي الوقت عينه تحفظات لدى المعارضة على ذلك، حيث أشارت عدة تقارير إلى رغبة السياسي المعارض البالغ من العمر 72 عاماً، في تتويج مسيرته السياسية بتحقيق إنجاز وكسب الانتخابات، ولا سيما أنه لم يفز بأي انتخابات أمام حزب "العدالة والتنمية" والرئيس أردوغان منذ توليه رئاسة حزب "الشعب الجمهوري" قبل أكثر من 11 عاماً.

الكاتب التركي محرم صاري كايا رأى، في مقال له، أنّ "رسالة كلجدار أوغلو تظهر رغبته في أن توصل إلى قاعدته الحزبية أنه مرشح محتمل يقطع عبر ذلك الطريق أمام احتدام المنافسة مع آخرين لطرح أسماء مرشحين منافسين".

وتابع قائلاً إنّ "هذا الوضع أظهر قلقاً لدى حلفائه بالجهة التي سيكون لديها صلاحية طرح المرشح، فيحاول طمأنتهم بأنّ ذلك سيكون عبر قرار جماعي ويزيل مخاوف أنصار بقية الأحزاب بحديثهم عن تفرده في اتخاذ القرارات".

وأضاف أنّ "كلجدار أوغلو يقارب موضوع الانتخابات المبكرة بحسم مسألة الترشح والمطالبة بالمناظرة وحديثه عن أنّ رئاسة الوزراء تليق بأكشنر، رسالة واضحة بأنه يرغب في تهدئة خواطر الحلفاء، وفي الوقت نفسه كلامه يشير إلى ما يشبه وجود تفاهم لدى المعارضة، الأمر الذي يحسم مسألة الترشح لمصلحته".

أما الصحافي التركي أورهان دمير، فقال لـ"العربي الجديد"، إنه "بات واضحاً أنّ كلجدار أوغلو لديه الرغبة الكاملة في الترشح للانتخابات الرئاسية، ولكن أمامه منافسون من الحزب لم يحسموا قرارهم بعد"، مضيفاً أنّ "أبرزهم إمام أوغلو الذي يحظى بدعم مزدوج من الحزب الجيد من جهة، ومن الناخبين الأكراد، ولا سيما أنّ نموذج إسطنبول كان قد أكسبه رئاسة البلدية بعد 25 عاماً من سيطرة القوى المحافظة على المدينة و17 عاماً من سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم".

لا خطط لدى المعارضة التركية لحل الأزمة الاقتصادية

وأردف بالقول: "القبول بترشح كلجدار أوغلو لن يكون سهلاً، وتسعى المعارضة التركية لكي لا يتعرض مرشحها منذ الآن لأي أضرار في شخصيته الاعتبارية، ولهذا لا تكشف عن اسمه ولا ترغب في ذلك إلا في حين حسم موعد الانتخابات، وقد تلجأ المعارضة لإبراز اسم، ومن ثم ترشيح شخص آخر، ما يؤدي إلى قلب الموازين أمام خطط التحالف الحاكم للنيل من مرشح المعارضة".

من ناحيته، قال الصحافي والكاتب فراس رضوان أوغلو، لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أنّ كمال كلجدار أوغلو سيكون مرشحاً ضد أردوغان لأسباب عدة، منها عدم توافق ائتلاف المعارضة على شخصية معينة، ولا أظن أنها ستتوافق على أحد، وثانياً بسبب الوضع الاقتصادي الذي هو حالياً أسوأ مما كان عليه قبل، ولم تحمل المعارضة أو ترسم أي خطط اقتصادية لحل الأزمة" وسط انهيار سعر الليرة التركية.

وأضاف: "لم ينجح كلجدار أوغلو بالتحالف مع أحزاب قوية، هو فقط تحالفه مع الحزب الجيد، وهذا الحزب ليس قوياً كفاية، ولم يستطع كلجدار أوغلو أن يعلن صراحة تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، بل بقي طيّ الكتمان في الانتخابات السابقة، وأظن الأمر نفسه يتكرر الآن، كذلك فإنّ الأحزاب الجديدة لم يجد معها طريقاً بعد، وأعتقد أن تصريحاته محاولة لفك الضغط عليه، وإن كان هو الاسم الأبرز من المعارضة للترشح، لكونه رئيس أكبر حزب معارض، وأيضاً الأكبر سناً".

المساهمون