استمع إلى الملخص
- شهدت جنين توتراً مستمراً واشتباكات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكتيبة جنين، خاصة بعد مقتل الشاب ربحي الشلبي، مما أدى إلى إضراب شامل في المدينة.
- اتهم محمد الشلبي الأجهزة الأمنية بقتل ابنه بدم بارد، مشيراً إلى ممارسات تشبه العصابات، وأعرب عن عزمه على ملاحقة المسؤولين عن الحادثة.
أكد قائد كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، نور البيطار، اليوم الثلاثاء، أن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً مستمرة لإنهاء حالة المقاومة في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية، في محاولة لإنهاء التوترات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمقاومة. وأشار البيطار في تصريحات للصحافيين إلى أن كتيبة جنين تلقت العديد من المبادرات بهدف احتواء التوترات، إلا أن الجهود قوبلت بالرفض بسبب إصرار السلطة على نزع سلاح المقاومة، وإنهاء حالة المقاومة.
وكشف البيطار عن وصول رسالة من السلطة الفلسطينية، قبل مقتل الشاب ربحي الشلبي، أمس الاثنين، خلال توجهه إلى عمله، حيث ردت السلطة على كل المبادرات لاحتواء الأزمة بأن الهدف ليس استعادة مركبات حكومية كان استولى عليها مقاومون الخميس الماضي، من أجل المطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين، بل الهدف من قبل السلطة هو إنهاء حالة المقاومة في مدينة ومخيم جنين. وأكد البيطار أن مخيم جنين، الذي يعد معقلاً تاريخياً للمقاومة منذ الانتفاضة الثانية، سيظل عصياً على أي محاولات لتفكيك بنية المقاومة.
وقال البيطار إن "الأجهزة الأمنية تحاصر مخيم جنين وكأنها في نزهة، لكنها لا تدرك أن المخيم متمرس في مواجهة الاحتلال، نحن شعب يناضل من أجل التحرر، مستعدون للتضحية بأرواحنا من أجل كرامتنا وحرية شعبنا وإعلاء كلمة الله". واتهم السلطة بشيطنة المقاومة وتشويه صورتها أمام الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة أن ينصفها الشعب الفلسطيني وأن يقارن بين من يقاوم الاحتلال وبين أولئك الذين يوجهون أسلحتهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وكشف البيطار عن تصريحات لأحد كبار ضباط الأجهزة الأمنية الذي أبدى استعداده لخسارة 20 عنصراً من قوات الأمن في سبيل دخول مخيم جنين.
وفي ما يتعلق بالاتهامات المتكررة ضد كتيبة جنين بتلقي دعم مالي من إيران، قال البيطار: "إن كانوا يدّعون أن أموالنا إيرانية، فماذا عن أموالهم التي تأتي من الولايات المتحدة؟ دعمنا للمقاومة ليس مرهوناً بأموال أو مصالح، بل هو واجب وطني وديني تجاه شعبنا"، مؤكداً أن المقاومة ستستمر، سواء بوجود السلطة أو غيابها.
ويسود التوتر لليوم السادس على التوالي في مدينة جنين ومخيّمها، حيث تستمر الاشتباكات المسلّحة بين أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر مسلّحة من كتيبة جنين، على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله، وصولاً إلى قتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاماً) مساء أمس الاثنين، وإصابة قريبه بعينه.
وشهدت مدينة جنين، اليوم الثلاثاء، إضراباً شاملاً شلّ مختلف مناحي الحياة، استجابة لدعوة كتيبة جنين احتجاجاً على استمرار السلطة الفلسطينية باستهداف المقاومين، وتشديد الحصار على مخيم جنين، ومقتل الشاب ربحي الشلبي برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
من جانبه، اتّهم محمد الشلبي، والد الشاب ربحي الشلبي، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإطلاق النار على ابنه وقتله وتصفيته بشكل متعمد، مشيراً إلى أن الحادثة كشفت عن ممارسات وصفها بأنها تشبه تصرفات العصابات وليس أجهزة أمنية وطنية.
ويسرد الشلبي تفاصيل يوم الحادثة، قائلاً إن ابنه ربحي طلب الخروج إلى العمل على دراجته النارية لتوصيل الطلبات، والدراجة قانونية. وبحسب الشلبي، فإنه في البداية، رفض السماح لربحي بالخروج بسبب انتشار الحواجز الأمنية، لكنه استجاب لاحقاً وطلب من ربحي أن يخرج أوراق الدراجة القانونية، ثم خرج ربحي برفقة عمه، لكن في طريقهما اعترضهما حاجز أمني تابع للأجهزة الأمنية الفلسطينية. وبحسب الوالد، تحدث عناصر الحاجز إلى ابنه باللغة العبرية، مما أثار استغرابه، وسمح له عناصر الحاجز بالمرور، لكن مركبة عسكرية مصفحة اعترضته بعدها وطلب عناصرها منه رفع يديه، فامتثل للأوامر. ومع ذلك، أطلق عليه عناصر الأمن النار مباشرة، ما أدى إلى مقتله على الفور. ويقول الشلبي بغضب: "ابني رفع يديه ولم يكن يشكل أي تهديد، لكنهم صفوه بدم بارد، هذا عمل لا يمكن أن يصدر عن فلسطيني حر وشريف".
وأثارت الحادثة شكوكاً لدى والد الشلبي حول وجود جنود إسرائيليين مع الأمن الفلسطيني خاصة بعد ملاحظة استخدام اللغة العبرية من قبل بعض أفراد الأجهزة الأمنية. ووصف ابنه بأنه شاب بسيط ومجتهد، كان يعمل منذ صغره لمساعدة أسرته، ثم بدأ مؤخراً العمل على دراجته النارية لتوصيل الطلبات، وكان يستعد لشراء قطعة أرض بعد أيام لبناء منزل، قبل أن تقتله الأجهزة الأمنية.
وأكد محمد الشلبي الذي كان يتحدث للصحافيين، خلال تشييع نجله في مخيم جنين، أنه سيلاحق من أطلق النار على ابنه، قائلاً: "حقنا لن يضيع، وسنأخذه من العسكري الذي أطلق النار على ابني عمداً وقصداً".