"كتائب سيد الشهداء" تهدد بمهاجمة القاعدة التركية في نينوى

17 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 15:12 (توقيت القدس)
جنود أتراك في دهوك، يونيو 2022 (أزكان بيلغين/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" هدد باستهداف القاعدة العسكرية التركية في نينوى، مما يعكس توتراً متزايداً في العلاقات العراقية التركية بعد تفاهمات أمنية بين البلدين.
- قاعدة زليكان التركية، التي أُنشئت لدعم قوات البيشمركة ضد "داعش"، تُعتبر غير شرعية من قبل الحكومة العراقية، مما أدى إلى هجمات صاروخية وتصاعد التوترات مع الجماعات المسلحة.
- التصعيد ضد تركيا يضع الحكومة العراقية في موقف محرج، ويثير تساؤلات حول سيطرتها على فصائل الحشد الشعبي، وسط خلافات داخلية بين القيادات العراقية.

هدّد زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، اليوم الخميس، باستهداف القاعدة العسكرية التركية في نينوى، شمال شرقي الموصل، واصفاً إياها بأنها "إدلب أخرى في العراق"، مهدداً بالتحرك نحوها في حال لم تقم الحكومة بذلك. وجاء التهديد على شكل بيان لزعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، وهي إحدى الجماعات المسلحة الحليفة لإيران، تزامناً مع تصعيد مماثل من مليشيا "عصائب أهل الحق"، في خطوة جديدة تجاه تركيا، بعدما أنهى وفد عراقي رسمي ضم وزراء ومسؤولين أمنيين اجتماعات مهمة في أنقرة، توصلت إلى تفاهمات أمنية بين البلدين.

وقال الولائي، الذي يُعدّ أحد أعضاء التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي)، في بيان له، إن "قاعدة زليكان المحتلة في الموصل هي إدلب أخرى في العراق بالنسبة للأتراك، تجري فيها بشكل مستمر عمليات تدريب وتجسس وتنصت على كل الوحدات الإدارية والأمنية والعسكرية العراقية، الأمر الذي يشكل تهديداً أمنياً خطيراً على العراق وسيادته". وهدد الولائي بالقول: "ننتظر اتخاذ اللازم بصددها عبر الجهات المعنية في الدولة، قبل أن يضطر العراقيون الأُباة لإسكات هذا التهديد".

وقاعدة زليكان، والمعروفة أيضاً باسم (معسكر بعشيقة)، تقع في جبل بلدة بعشيقة على بعد 35 كيلومتراً شمال شرقي الموصل، تم إنشاؤها في منتصف يناير/ كانون الثاني عام 2015، من قبل الجيش التركي، ضمن برنامج دعم قوات البيشمركة ومسلحي "حرس نينوى"، وهم متطوعون من أهالي نينوى لقتال مسلحي تنظيم "داعش"، وقدمت تلك القوات، البالغ عددها زهاء 200 جندي تركي مع دروع وأسلحة دفاعية لتحصين القاعدة، برامج تدريب وتجهيز للقوات المتصدية لتنظيم "داعش".

لكن في ما بعد، اعتبرت حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي أن وجود القاعدة "غير شرعي"، وطالبت بإغلاقها، وهو ما ردّت عليه أنقرة في حينها بأن وجودها جرى بطلب عراقي رسمي، لكن مع تحوّل مدينة سنجار إلى معقل جديد لحزب العمال، الذي يشن هجمات مستمرة على الأراضي التركية، لم تنه تركيا وجودها في نينوى رغم تحريرها من تنظيم "داعش"، ضمن خيارات تركية، على ما يبدو، متعلقة بتهديد جديد من نينوى على مصالحها.

وسبق أن تعرضت القاعدة التركية لهجمات بالصواريخ استهدفت قوات الجيش التركي الموجودة فيها، وأسفرت عن خسائر وإصابات. ورافقت تهديدات "كتائب سيد الشهداء"، وهي إحدى الجماعات المنضوية ضمن "الحشد الشعبي"، تصريحات مماثلة من جماعات مسلحة أخرى، أبرزها "عصائب أهل الحق"، التي اتهمت تركيا بـ"دعم مجاميع من تنظيم داعش".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن العضو البارز بالجماعة حسن فدعم قوله إن "تركيا حاولت بناء علاقات مع الحكومات المحلية في الموصل وكركوك. المخابرات التركية بنت علاقات مع القادة العسكريين والإدارات المحلية في الموصل وكركوك، ودعمت عصابات داعش في الموصل"، موضحاً أن "الكثير من جرحى داعش كانوا يعالجون في تركيا"، وفق قوله.

ولم تُعلّق الحكومة العراقية على التصعيد المتواصل ضد تركيا من قبل قادة الجماعات المسلحة الحليفة لإيران، والذي يأتي على خلاف تصريحات المسؤولين العراقيين بشأن العلاقة الوثيقة بين بغداد وأنقرة. ومن المرتقب أن يزور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تركيا خلال الأيام القادمة، وفقاً لبيان سابق صدر عن السفارة العراقية في تركيا.

ووصف الخبير بالشأن العراقي أحمد النعيمي تهديدات الفصائل للمصالح التركية بأنها "تُحرج الدولة العراقية، وتنسف نظرية أن الحشد الشعبي جهاز أمني نظامي". وأضاف أن "هذه المواقف، عكس التوجه الرسمي العراقي والتفاهمات الأخيرة مع تركيا، تجعلنا نسأل عن شكل الدولة ومن يديرها في بغداد، وعن سيطرة الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة على بعض فصائل الحشد الشعبي من الأساس"، معتبراً أن "التصعيد ضد تركيا قد يكون مرتبطاً بالخلافات المتصاعدة بين السوداني وبعض القيادات في الإطار التنسيقي".

المساهمون