كالاس: كل الخيارات مطروحة إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها تجاه غزة

22 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 23:07 (توقيت القدس)
كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، 15 يوليو 2025 (جوناثان را/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على ضرورة التزام إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات إلى غزة ووقف قتل المدنيين، مع الإشارة إلى أن جميع الخيارات مطروحة في حال عدم الالتزام.
- دعت 24 دولة غربية إسرائيل إلى إنهاء الحرب على غزة فورًا، منتقدة القتل غير الإنساني وتوزيع المساعدات بشكل غير منظم، ووصفت الانتهاكات بأنها "عار على الإنسانية".
- حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية يرفع خطر الانتهاكات الجسيمة، ودعت حماس إلى كسر الحصار وفتح المعابر.

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي

كايا كالاس، اليوم الثلاثاء، إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكتبت في منشور على منصة إكس: "قتل المدنيين وهم يسعون للحصول على المساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه"، مضيفة أنها تحدثت مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر "للتذكير بتفاهمنا بشأن تدفق المساعدات وأوضحت أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع".

واضافت كالاس في منشورها: "تبقى جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهّداتها". وكانت كالاس قد قالت، في وقت سابق من هذا الشهر، إن إسرائيل وافقت على توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات ونقاط العبور والطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع، وأضافت أن "هذه الإجراءات تنفذ أو ستنفذ في الأيام المقبلة، مع التفاهم المشترك على ضرورة إيصال المساعدات على نطاق واسع مباشرة إلى السكان، ومواصلة اتخاذ التدابير لضمان عدم تحويل المساعدات إلى حماس".

ودعت نحو 24 دولة غربية، أمس الاثنين، إسرائيل إلى إنهاء حربها على غزة فوراً، وانتقدت ما وصفته بـ"القتل غير الإنساني" للفلسطينيين، وأكدت الدول أن نموذج تقديم المساعدات الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية خطير ويغذي عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية، في حين وصف ملك بلجيكا‭‭‭ ‬‬‬الانتهاكات في القطاع بأنها "عار على الإنسانية"، وهي تصريحات مباشرة غير معتادة في ما يتعلق بالشؤون الدولية من ملك عادة ما يتجنّب الخوض في السياسة العامة. وقالت فرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا والدنمارك ودول أخرى إن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، ونددت هذه الدول بما وصفته بأنه توزيع غير منظم للمساعدات وقتل وحشي للمدنيين.

غوتيريس: أهوال غزة لا مثيل لها

من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية، خصوصا على صعيد أعداد الشهداء والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث". ونقلت "فرانس برس" عن غوتيريس قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب".

نزوح الأهالي المتكرر في غزة يمثل جريمة حرب

وفي السياق نفسه، حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، من أن توسيع العمليات العسكرية إلى وسط قطاع غزة يرفع بشكل "كبير جداً" خطر حدوث انتهاكات جسيمة للقانون الدولي. وقال تورك، في بيان، إن "هذه الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية ستؤدّي حتماً إلى موت مزيدٍ من المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية". وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد وسّع عملياته، أمس الاثنين، إلى دير البلح التي لم يسبق أن شهدت عمليات برية منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأضاف تورك أن "الأوامر الإسرائيلية الأخيرة بالإخلاء التي أعقبتها هجمات مكثفة في جنوب غرب دير البلح، فاقمت معاناة الفلسطينيين الجياع. كان يبدو من المستحيل أن يزداد الكابوس سوءاً. ولكن هذا ما حصل"، وحذّر من أنه "نظراً لتجمع المدنيين في المنطقة، والوسائل والأساليب الحربية التي استخدمتها إسرائيل حتى الآن، فإن مخاطر القتل خارج نطاق القانون وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي مرتفعة جداً".

وأشار المفوض السامي إلى أن "المناطق المستهدفة" بالهجمات الإسرائيلية "تضمّ كذلك العديد من المنظمات الإنسانية، بما في ذلك عيادات ومرافق طبية أخرى وملاجئ ومطابخ مجتمعية ومراكز إيواء ومستودعات وبنى تحتية أساسية أخرى"، موضحاً أنه "تم تدمير المنازل بالفعل وأُجبر الآلاف من الناس على الفرار من المنطقة مرة أخرى. ويتمثل خيارهم الوحيد في الذهاب إلى مناطق أخرى في غزة، والتي تتقلص مساحتها بشكل متزايد، مما يجعل أي محاولة لإيصال المساعدات الإنسانية صعبة"، مؤكداً: "حتى هذه المناطق ليست آمنة. أذكِّر إسرائيل بأن النزوح الدائم للأشخاص الذين يعيشون تحت احتلالها يعد ترحيلاً غير قانوني، ما يمثل جريمة حرب، وفي بعض الحالات جريمة ضد الإنسانية".

حماس: آن أوان كسر القيود

إلى ذلك، وجهت حركة حماس نداءً إلى قادة وحكّام الأمة العربية والإسلامية، قالت فيه إن الشعب الفلسطيني "يموت جوعًا، وآن أوان كسر القيود، وفتح المعابر، وإغاثة المجوّعين في غزّة"، مستغربة "الصمت العربي والإسلامي الرسمي، في ظلّ ما يشهده قطاع غزّة من إبادة ممنهجة وتجويع إجرامي، ونؤكّد أن ردود الفعل والمواقف الصادرة لا ترقى إلى مستوى الكارثة التي يواجهها مليونان وربع المليون إنسان". وقالت الحركة إن "هذا الصمت المطبق يُخيّب آمال شعبنا المظلوم في قادة الأمّة، ويُشجّع مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على المضيّ في سياسة التجويع والإبادة ضدّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة"، مردفة: "شعبُنا يُجوَّع ويُعطَّش، بينما آلاف شاحنات الإغاثة تتكدّس على الجانب المصري من معبر رفح، في وقتٍ تفرض فيه حكومة الاحتلال آلية قتلٍ وإذلالٍ إجرامية لإدارة التجويع".

واستهجنت الحركة "عدم تنفيذ قرار قمّة الرياض العربية الإسلامية الاستثنائية التي عُقدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023"، مطالبة بالخروج عن الصمت، واتخاذ موقفٍ للتاريخ، بتفعيل كل أدوات الضغط، لوقف سياسة تجويع الأبرياء، من خلال كسر الحصار، وإدخال المساعدات فورًا. كما طالبت "الدول العربية والإسلامية بقطع كل أشكال العلاقات مع كيان الاحتلال الفاشي، وإغلاق السفارات، وطرد السفراء الصهاينة، وإلغاء كل أشكال التطبيع، وعزل هذا الكيان المجرم ونبذه، كخطوة أولى على طريق ردعه وإجباره على وقف جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم".

ويعيش قطاع غزة أسوأ أيام حرب الإبادة على الإطلاق، في ظلّ تفشّي الجوع والمرض وانعدام المواد الغذائية، بفعل الحصار الإسرائيلي. وتداول ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو تُظهر انهيار مجوعين وإصابتهم بالإعياء وفقدان التوازن من جراء الجوع الشديد، بينما ظهرت آثار ذلك على أجسادهم التي بدت كهياكل عظمية. وفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على قطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واشتدّ الحصار مطلع مارس/ آذار الماضي، ليبلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة بعد نفاد مختلف المقوّمات الأساسية للحياة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون