كاتس: سنبقى في قمة جبل الشيخ لحماية الجولان والجليل من التهديدات القادمة من سورية

26 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 10:45 (توقيت القدس)
وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس في واشنطن، 18 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الأمن الإسرائيلي على أهمية بقاء إسرائيل في المناطق المحتلة لحماية الجليل والدروز في سوريا، وسط تقارير عن محادثات إسرائيلية-سورية لاتفاق أمني.
- تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لتسريع المحادثات مع سوريا للتوصل إلى اتفاق أمني قبل نهاية سبتمبر، بينما يخشى السوريون من إقامة حكم ذاتي للدروز تحت رعاية إسرائيل.
- من المتوقع مشاركة الرئيس السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن احتمالات التوصل لاتفاق أمني قبلها منخفضة بسبب الخلافات حول الترتيبات الأمنية في الجولان.

قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس

، اليوم الثلاثاء، في بيان صادر عن مكتبه، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي "ستبقى في قمة جبل الشيخ (في إشارة إلى الجزء المحُتل حديثاً) والمنطقة الأمنية لحماية الجولان (السوري المحتل) والجليل من التهديدات القادمة من الجانب السوري، وهذا بمثابة درس أساسي من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023)". وأضاف كاتس "سنواصل أيضاً حماية الدروز في سورية".

وتأتي تصريحات كاتس اليوم غداة تقارير إسرائيلية، مساء أمس الاثنين، تناولت تحديد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل موعداً للتوصّل إلى اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب. ونقلت القناة 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها قولها إن الحديث يدور حول "اتفاق عدم اعتداء" بين الطرفين (ما يعني عدم الاقتتال واستخدام القوة) يضمن للسوريين أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تهاجم سورية، بينما تضمن إسرائيل، وفقاً للقناة، الحفاظ على حقوق الأقلية الدرزية في البلاد.

وذكر المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتسريع المحادثات مع سورية من أجل التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، وقالوا: "من المهم لـ(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب الإعلان عن هذا الاتفاق بأسرع وقت، وهذا هو سبب تقدم المحادثات". وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد أعرب السوريون أمام الأميركيين عن خشيتهم من أن يقيم الدروز في سورية نوعاً من الحكم الذاتي تحت رعاية إسرائيل، بينما أكد الممثلون الأميركيون للسوريين أن هذه ليست نية تل أبيب.

ومن المتوقع أن يشارك الرئيس السوري أحمد الشرع الشهر المقبل لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وأن يلقي خطاباً باسم بلاده. ووصفت القناة العبرية هذا الأمر بأنه "حدث تاريخي يُفترض أن يمنح تأكيداً نهائياً لمكانته على الساحة الدولية"، وزعمت أن اتفاقاً أمنياً مع تل أبيب يرافق هذا الحدث، سيعزز مكانته خارج سورية أكثر ويمنحه شعوراً بأنه يسيطر على الأمور، وهو أمر يدفع لتوقيع اتفاق مع دولة الاحتلال.

ملحق سورية الجديدة
التحديثات الحية

أما الدافع الآخر، وفق هيئة البث الإسرائيلية "كان"، فيتعلق بالتعقيدات في جبل الدروز، جنوبي سورية، مدّعية أن الشرع يدرك أن هذا الحدث يشكل خطراً عليه، ويرى في إسرائيل جهة تسيطر على ما يحدث هناك، ولذلك من المهم له التوصّل إلى اتفاق مع إسرائيل بأسرع وقت ممكن. ونقلت القناة عن مصدر مطّلع على المحادثات لم تسمّه الانطباع بأن قضية الدروز أصعب من قضية نزع السلاح في جنوب سورية، لكن يبدو أن الاتجاه إيجابي، حتى وإن كان التقدّم يحدث بخطوات صغيرة.

لكن بخلاف التقارير الإسرائيلية أمس حول وجود تقدّم في المحادثات، أفاد موقع والاه العبري اليوم الثلاثاء، بأن الأميركيين يرغبون في رؤية اتفاق ما بين سورية وإسرائيل بحلول نهاية شهر سبتمبر، لكن مسؤولين إسرائيليين يُقدّرون أن احتمالات التوصّل إلى اتفاق أمني، وهو الحد الأدنى في سلّم الاتفاقات، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، منخفضة.

ويرغب فريق ترامب، بحسب الموقع، بعقد لقاء ثلاثي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بين الشرع وترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يتطلب تجاوز فجوات عميقة للوصول إلى هذه النتيجة، وعليه فإن الاحتمال ضعيف لكنه ليس مستحيلاً. ونقل الموقع العبري تقديرات مصدر سياسي إسرائيلي لم يسمّه، بأن اتفاق سلام مع سورية لا يبدو في الأفق، وكذلك لا يُتوقع انضمامها إلى اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع)، مضيفاً أن الشيء الوحيد المطروح للنقاش هو "الترتيبات الأمنية في هضبة الجولان وفي الهضبة السورية"، أي كامل الجولان السوري المحتل.

وأوضح المصدر أن نقطة الخلاف الرئيسية بين الدولتين هي رفض تل أبيب لمطلب دمشق بأن يستند الاتفاق إلى خطوط فصل القوات التي تم تحديدها عام 1974. والثلاثاء الفائت، التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني في العاصمة الفرنسية باريس وفداً إسرائيلياً لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري، بحضور المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن النقاشات تركزت حول خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق 1974. ولفتت الوكالة إلى أن هذه النقاشات تجري بوساطة أميركية، "في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سورية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها".