قيادي في "حركة أزواد": اتفاق الجزائر "ميت" ومالي تدفعنا للمواجهة

02 ديسمبر 2024
القيادي في حركة تحرير أزواد محفوظ أغ عدنان (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت حركة تحرير أزواد أن اتفاق السلام الموقع في الجزائر عام 2015 لم يعد صالحًا بعد إلغاء حكومة باماكو تدابيره واعتبار الحركات الأزوادية تنظيمات إرهابية، خاصة بعد هجوم الجيش المالي الذي أسفر عن مقتل قيادات توارق.
- توحدت الحركات الأزوادية في جبهة تحرير أزواد بعد مؤتمر في تين زواتين، مع استمرار الجهود لضم الحركات المتبقية.
- تسعى الجبهة لمواجهة الجيش المالي ومجموعة فاغنر، وتكثيف الجهود السياسية للاعتراف الدولي، مع تبني خيار الانفصال عن باماكو، رغم معارضة الجزائر.

أعلن قيادي في حركة تحرير أزواد، شمالي مالي، التي أُعلن عن تشكيلها السبت الماضي، بعد اندماج أربع حركات أزوادية مسلحة، أن الحركة تعتبر اتفاق السلام الموقع في الجزائر عام 2015 "اتفاقاً ميتاً"، بعد عام من قرار حكومة باماكو إلغاء العمل بتدابير الاتفاق، واعتبار الحركات الأزوادية تنظيمات إرهابية.

وكان الجيش المالي قد قام أمس الأحد بتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة، قتل خلالها رئيس حركة تحرير أزواد فهد آغ محمود، وستة من كبار قيادات وأعيان قبائل التوارق، في هجوم على منطقة تين زواتين، على بعد أمتار من الحدود المالية الجزائرية.

وقال القيادي في الحركة، ورئيس المنتدى السياسي للأزواد، محفوظ أغ عدنان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحركات الأزوادية تعتبر، بعد الهجمات التي قام بها الجيش المالي، أن "اتفاق الجزائر ميت، ولم يعد مفيداً، وحكومة مالي هي التي انسحبت منه أولاً، وبالتالي فإنها تتحمّل مسؤولية انهيار السلام، ولم يعد لدينا أي خيار للحديث مع باماكو، هم من بدأوا هذه الحرب ويتحمّلون المسؤولية".

وقال "كان بيننا وبين حكومة باماكو اتفاقية الجزائر (2015)، وهم الذين نقضوه، كما نقضوا اتفاقية الجزائر 2006، واتفاقية الميثاق الوطني في 2012، واتفاقية تمنراست، دائماً الحكومة المالية لا تحترم المواثيق، وهذا يثبت أنه لا جدية للحكومة المالية"، مضيفاً "هذا هو ما يدفع إلى خيار السلاح والمواجهة".

ولفت محفوظ آغ عدنان إلى أن توحيد الحركات الأزوادية "في شمال مالي كان مطلباً أساسياً منذ فترة طويلة لشعب الأزواد، هذه الخطوة بدأت في 2014 عند تأسيس تنسيقية الحركات الأزوادية ومن ثمّ في 2021 عند إنشاء الإطار الاستراتيجي الدائم، من أجل السلام والأمن والتطور".

وأكد المسؤول الأزوادي أن "هناك عدداً ضئيلاً جداً من الحركات والمجموعات الأزوادية ليستا منضويةاً في جبهة تحرير الأزواد"، مضيفاً "هناك بعض العناصر لا يصل عددهم إلى 100 شخص منتمون للجنرال الأزواد المالي، الهاجي أغ غمو، وهناك أيضاً جزء من حركة إنقاذ أزواد ما زال مع قوسم مشرطمان، وهو عضو في السلطة التشريعية للمجلس الانقلابي الحاكم في مالي، وهم ما زالو مع النظام المالي، كما أن هناك عدداً أقل مع الجماعات الجهادية، وهؤلاء سيتم التواصل معهم جميعاً لدعوتهم للعودة عن هذا الطريق، والانضمام إلى جبهة تحرير الأزواد".

وكانت أربع حركات أزوادية تمثل السكان التوارق في شمال مالي؛ الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومجموعة إمغاد وحلفائه للدفاع عن النفس، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية لأزواد، قد أعلنت السبت خلال مؤتمر عقد بين 26 و30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في منطقة تين زواتين، قرب الحدود الجزائرية المالية، عن حل نفسها طوعياً، والاندماج في حركة موحدة "جبهة تحرير أزواد" بصفتها "الممثل الشرعي الوحيد لشعب أزواد"، لكن الجيش المالي قام أمس الأحد بتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة، قتل خلالها رئيس الحركة فهد آغ محمود، وستة من كبار قيادات وأعيان قبائل التوارق، في هجوم على منطقة تين زواتين، على بعد أمتار من الحدود المالية الجزائرية.

وبرأي محفوظ آغ عدنان فإن "أولى الخطوات التي ستقوم بها جبهة تحرير الأزواد الموحدة، هي العمل على مواجهة مجموعة فاغنر والجيش المالي في المنطقة، وتكثيف جهود التواصل السياسي مع الدول والمنظمات للاعتراف بالسلطة المتمثلة بجبهة تحرير الأزواد، مشيراً إلى أن الحركة الأزوداية تتبنى خيار الانفصال عن باماكو والإعلان عن حكومة تمثيلية للأزواد.

ويتوقع أن تتحفظ الجزائر التي كانت ترعى الوساطة الدولية بين حكومة مالي وحركات الأزواد، بشدة على أية توجهات انفصالية في شمال مالي، إذ تصر على الحفاظ على وحدة التراب المالي، وتؤكد في كل البيانات والتصريحات التي يطلقها المسؤولون في الجزائر، بما فيهم الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، على ضرورة الحفاظ على وحدة التراب المالي.

دلالات
المساهمون