"وول ستريت جورنال": قوة مهام مشتركة للبحث عن جثث المحتجزين الإسرائيليين في غزة

12 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 14:39 (توقيت القدس)
عناصر من القسام يحملون جثة أسير إسرائيلي، 20 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشكيل قوة مهام مشتركة تضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر للبحث عن جثث المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل تبادل الأسرى.
- تواجه حماس تحديات في تحديد مواقع الجثث، وتتعاون مع قوة مهام مشتركة تضم 200 جندي أميركي، بينما تفرض إسرائيل "أمر إغلاق" على بعض المناطق.
- تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات بعد تنفيذ المرحلة الأولى، لمناقشة قضايا مثل سلاح حماس والانسحاب الإسرائيلي، وسط رفض حماس نزع السلاح دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.

القوة ستضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر وهي الدول الضامنة

أبلغت حماس إسرائيل بأن لديها 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة

الاحتلال يستعد لاستقبال المحتجزين ليل الأحد رغم توقعه ذلك الاثنين

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن مصدرين، اليوم الأحد، أنه يجري تشكيل قوة مهام مشتركة متعددة الجنسيات لتحديد مكان جثث المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين لا يُعرف مكانهم. وقال المصدر للصحيفة إن هذه القوة ستضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر وهي الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ودخل وقف إطلاق النار في القطاع، الأحد، يومه الثالث، فيما تترقب الأطراف والوسطاء إجراء أول عملية تبادل للأسرى بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، وسط استمرار تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين عائدين إلى مناطقهم وأحيائهم المدمرة. وينتظر الفلسطينيون تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنص على الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين والجثامين التي يمكن الوصول إليها، في مقابل إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن 250 من الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام المؤبدة، و1700 من أسرى غزة.

ووفق "وول ستريت جورنال"، أبلغت حماس إسرائيل بأن لديها 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة وأنها مستعدة للبدء بإطلاق سراحهم. وأضافت الصحيفة أنّ الحركة أبلغت الوسطاء وإسرائيل بأنها لا تعرف مكان بعض المحتجزين المتوفين، وأنها ستواجه صعوبة في الوفاء بمهلة الـ72 ساعة التي حددتها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسليمهم. وذكر مسؤول إسرائيلي لـ"وول ستريت جورنال"، أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لاستقبال المحتجزين مساء الأحد، رغم أنه لا يزال يتوقع أن يتم التسليم على الأرجح الاثنين.

وبحسب الصحيفة، "تعتقد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن الحركة لا تعرف مكان جميع الجثث، وقد أقرّت إسرائيل بأن انتشال الجثث سيستغرق على الأرجح وقتًا أطول". ونقلت الصحيفة عن مصدرين أنه يجري تشكيل قوة مهام مشتركة متعددة الجنسيات لتحديد مكان جثث المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين لا يُعرف مكانهم. وأضافا أن هذه القوة ستضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر. وقالت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الأحد، إن قوّة قوامها 200 جندي أميركي وصلت إلى قاعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة لخيش، وتضم عناصر في الهندسة والأمن والاستخبارات. ووفق الصحيفة، ستتلقّى القوة إحداثيات حول مواقع الجثث لتشرع مع قوات من مصر وقطر في أعمال البحث الهادفة للعثور على الجثث.

من جانبها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه سيفرض "أمر إغلاق" على بعض المناطق التي يُعتقد أن فيها جثث محتجزين؛ حيث سيمنع القيام بأي أعمال حفر أو تعبيد طرق أو بناء أو إعادة إعمار لتجنّب ضياع جثث المحتجزين أو طمس مواقعها. ولفتت القناة إلى أنه بالرغم من إدراك إسرائيل وحماس صعوبة العثور على جميع الجثث دفعة واحدة، فإنه سيُعاد الجزء الأكبر منها بدءاً من غد الاثنين.

من جانب آخر، ذكرت "معاريف" أن إسرائيل لا تعرف بعد موقع تسليم المحتجزين الأحياء وما إذا سيكون موقعاً واحداً أو أكثر. وطبقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولٍ أمني، فإنه "نعرف من المرّات الماضية التي سلّمت فيها حماس المحتجزين أنه في الأيام التي تسبق موعد تنفيذ الصفقة، تجمع الحركة المحتجزين المنوي الإفراج عنهم في مكان واحد استعداداً للتسليم". وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تقدر أن المحتجزين احتجزوا في الفترة الأخيرة في ثلاثة مواقع على الأقل وهي مدينة غزة، ومخيمات الوسط، وخانيونس في المنطقة التي لم يكن يحتلها جيش الاحتلال.

تقارير عربية
التحديثات الحية

بدورها، أفادت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأنّ المدير العام لوزارة الخدمات الدينية الإسرائيلية، يهودا أفيدان، في مقابلة مع إذاعة "كان" العامة الإسرائيلية، أعرب عن قلقه من أنّ حماس قد لا تتمكن من تسليم جميع الجثامين. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الدمار الهائل في قطاع غزة قد يكون عاملاً يعوق العثور على الجثث.

ووفقاً للمعلومات الإسرائيلية، لا يزال 48 أسيراً في قطاع غزة، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وقال أفيدان، لإذاعة "كان": إننا "نستعد لاستقبال ما بين جثمان واحد و28 جثماناً"، حسبما ذكرت "جيروزالم بوست". وأضاف أفيدان أن أكبر مخاوفه هو ألّا تتمكن حماس من العثور على بعض الجثامين، ما سيترك عائلات الضحايا في حالة من المجهول دون إغلاق نهائي.

وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن إسرائيل مستعدة لاستقبال جميع المحتجزين في غزة. وقال في بيان أصدره مكتبه "إسرائيل مستعدة وجاهزة لاستقبال جميع الرهائن على الفور". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن من المتوقع تسليم المحتجزين الأحياء صباح غد الاثنين، ومن المتوقع أيضاً أن يبدأ تسليم الجثامين في التوقيت نفسه. وأفاد قيادي في حماس السبت بأن الإفراج عن 48 محتجزاً إسرائيلياً، أحياءً وأمواتاً، سيبدأ صباح الاثنين. وقال أسامة حمدان في مقابلة مع وكالة فرانس برس، اليوم الأحد، إنه "حسب الاتفاق الموقع: تبادل الأسرى سيبدأ الاثنين صباحاً كما هو متفق عليه، ولا جديد أكثر على هذا الموضوع". وأضاف أن مقاتلي كتائب عز الدين القسام لم يبلغوا قيادة الحركة بأي ترتيبات إجرائية لتسليم الأسرى "بما في ذلك موضوع تحديد المكان".

وتشمل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، إدخال 400 شاحنة من المساعدات عبر 5 معابر حدودية للقطاع، على أن ترتفع بعد عملية التسليم إلى 600 شاحنة يومياً بالحد الأدنى، فضلاً عن عمليات تأهيل ستجري للمستشفيات والمخابز. ويتخلل الاتفاق فتح معبر رفح أمام عودة العالقين في الخارج للمرة الأولى منذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى جانب فتحه أمام سفر الحالات المرضية والجرحى في المرحلة الأولى على أن يُوسَّع السفر لاحقاً بناءً على تنسيق مصري إسرائيلي ومشاركة أوروبية.

وواصل الفلسطينيون في القطاع، اليوم الأحد، تفقد مناطقهم وبحث آليات استكمال حياتهم في ظل الدمار غير المسبوق الذي طاول أحياءهم ومنازلهم، وخصوصاً مع تدمير غالبية البنية التحتية في غزة. ومن المقرر أن تنطلق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار فور تنفيذ المرحلة الأولى، حيث ستناقش قضايا سلاح حركة حماس وفصائل المقاومة إلى جانب إبعاد قادتها خارج غزة، وترتيبات اليوم التالي وتشكيل إدارة جديدة بدلاً من حكم حركة حماس.

علاوة على ذلك، ستناقش المفاوضات آليات استكمال الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، في ظل احتفاظ الاحتلال بالسيطرة على نحو 53% من مساحة غزة، وتحديداً مدينة رفح ومحور صلاح الدين "فيلادلفي". وترفض حركة حماس وفصائل المقاومة بحث نزع السلاح في المنظور القريب واشتراط ذلك بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، إلى جانب رفض إبعاد القيادات الفلسطينية.

في المقابل، صرح وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، بأنه وجه الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتدمير أنفاق حماس في غزة ضمن إطار الاتفاق، باعتباره بنداً رئيسياً في خطة الرئيس ترامب. ويخشى الفلسطينيون من استئناف الحرب في المرحلة الثانية، في ظل رفض الاحتلال الإسرائيلي بحث مقاربات من شأنها التعامل مع هذه الملفات.

المساهمون