قوات حفظ سلام روسية وتركية إلى كاراباخ بعد اتفاق وقف إطلاق النار

قوات حفظ سلام روسية وتركية إلى كاراباخ بعد اتفاق وقف إطلاق النار

10 نوفمبر 2020
رفض متظاهرون أرمن اتفاق وقف إطلاق النار (Getty)
+ الخط -

انتشرت قوات حفظ السلام الروسية في منطقة ناغورنو كاراباخ في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ينبغي أن يمهّد الطريق لتسوية سياسية دائمة للصراع هناك.

ورحّب بوتين، بتوصّل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف القتال في إقليم كاراباخ، معرباً عن أمله في أن يحقق السلام بين البلدين على المدى الطويل.

ووصف في كلمة خلال اجتماع قادة مجلس قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، ما يجري في كاراباخ بأنه "كارثة". وأضاف: "نرحّب بالتوصل إلى اتفاق أنهى نزيف الدم. آمل أن تساهم هذه الخطوة في تحقيق السلام على المدى الطويل بين شعبي أذربيجان وأرمينيا".

بدوره، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف اليوم الثلاثاء، إن تركيا ستشارك في عملية حفظ السلام في المنطقة أيضاً.

وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علييف، بانتصار بلاده في إقليم كاراباخ على أرمينيا.

وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الأذربيجانية، بأن أردوغان وعلييف أجريا مكالمة هاتفية، الثلاثاء، تبادلا فيها التهاني بسبب الانتصار في كاراباخ.

وجدّد علييف شكره لأردوغان إزاء الدعم السياسي والمعنوي الذي قدمته تركيا لأذربيجان خلال المعارك.

وشدد الزعيمان على مواصلة البلدين الشقيقين، الوقوف إلى جانب بعضهما البعض.

وينص الاتفاق، الذي أبرمته أرمينيا وأذربيجان وروسيا، على وقف إطلاق النار الكامل اعتباراً من منتصف ليل العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني بتوقيت موسكو، ما ينهي الصراع الذي أودى بحياة الآلاف وشرد كثيرين وهدد بجر المنطقة الأوسع إلى الحرب.

واندلعت المواجهات أواخر سبتمبر/ أيلول بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين للسيطرة على كاراباخ التي أعلنت استقلالها قبل حوالى 30 عاماً في خطوة لم تعترف بها الأسرة الدولية، ولا حتى أرمينيا.

وبموجب الاتفاق، ستحافظ أذربيجان على جميع مكاسبها من الأراضي، بما في ذلك شوشا، التي يسميها الأرمن شوشي، ويجب على قوات الأرمن تسليم السيطرة على عدد كبير من الأراضي الأخرى من الآن وحتى أول ديسمبر/كانون الأول.

وستبقى قوات حفظ السلام الروسية هناك لمدة خمس سنوات على الأقل. وقال بوتين إن القوات سيتم نشرها على طول خط المواجهة في ناغورنو كاراباخ وفي ممرّ بين المنطقة وأرمينيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها بدأت إرسال 1960 جندياً إلى قاعدة جوية لم تذكر اسمها، ليتم نقلهم جواً مع معداتهم وعرباتهم.

ومن المرجح أن يُنظر إلى الاتفاق على أنه مؤشر على أن روسيا لا تزال الحكم الرئيسي في المنطقة التي تعتبرها ساحتها الخلفية، على الرغم من أن حجم التدخل التركي ظل غير واضح وأن اهتمام أنقرة بالمنطقة ازداد بشكل حاد.

ودعمت تركيا أذربيجان بقوة بينما لدى روسيا اتفاق دفاعي مع أرمينيا وقاعدة عسكرية هناك.

أرمينيا تستعيد السيطرة على مقراتها الرسمية

إلى ذلك، استعادت الشرطة الأرمينية صباح اليوم الثلاثاء، السيطرة على مقري الحكومة والبرلمان في يريفان بعدما اقتحمهما متظاهرون ليلاً تعبيراً عن غضبهم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم ناغورنو كاراباخ لاعتباره استسلاماً.

وقرابة الساعة 9,30 صباحاً بالتوقيت المحلي (05,30 بتوقيت غرينيتش)، طوّق عناصر من شرطة مكافحة الشغب واضعين خوذاً على رؤوسهم وحاملين دروعاً، مبنى الحكومة وفقاً لما ذكره صحافي من وكالة "فرانس برس".

وعادت حركة مرور السيارات إلى طبيعتها في الساحة الواسعة المجاورة لساحة الجمهورية، لكن نحو عشرين متظاهراً غاضباً تجمعوا في المكان وحاولوا، من دون أن يفلحوا، إغلاق شارع أبوفيان بحاويات القمامة ومقاعد عامة.

كذلك، أعادت الشرطة السيطرة على الوضع في مبنى البرلمان. وقد أغلق الطريق المؤدي إليه وأخلي المبنى المهيب من المحتجين. ومع ذلك، بقي المتظاهرون يتجولون في حديقته.

قال رئيس أذربيجان إنّ الاتفاق الذي أبرمته بلاده مع أرمينيا بوساطة روسيا هو "وثيقة استسلام" أُرغمت يريفان على توقيعها بعد ستّة أسابيع من المعارك

وفي أماكن أخرى من العاصمة، بدا الوضع طبيعياً نسبياً. لكن محتجين دعوا إلى تظاهرات جديدة الثلاثاء للتنديد باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الوزراء نيكول باشينيان ليل الاثنين.

وأوضح باشينيان، اليوم الثلاثاء، أن توقيعه على الاتفاق المبرم مع أذربيجان حول  إقليم كاراباخ جاء عقب نفاد موارد جيش بلاده.

وأضاف باشينيان في بث مباشر عبر حسابه على "فيسبوك"، أن قيادات جيش بلاده أفادت له بوجوب توقّف معارك كاراباخ. وأوضح أنه إلى جانب قلة الموارد العسكرية، فإن أعداد المحاربين على الجبهة تراجعت، مع عدم وجود جنود احتياط يتم استبدالهم بهم.

وتابع: "المحاربون على الجبهات كانوا بحاجة إلى استراحة. هناك أشخاص على الجبهة لم يتم تغييرهم منذ شهر."

وأشار إلى أن أرمينيا وإدارة إقليم كاراباخ توصلت إلى ضرورة إنهاء المعارك هناك بأقرب وقت، وإلا فإن النتائج ستكون أكثر وخامة.

Զրույց քաղաքացու հետ. իմ մեղքը։

Posted by Nikol Pashinyan / Նիկոլ Փաշինյան on Tuesday, November 10, 2020

احتفالات في أذربيجان

وفي أذربيجان، نزل المواطنون الأذربيجانيون إلى الشوارع ابتهاجاً، بعد أن أعلن علييف في خطاب متلفز، توقيع اتفاق يعيد لأذربيجان محافظات لاتشين وكلبجار وأغدام حتى نهاية الشهر الحالي.

وفي العاصمة باكو نزل الآلاف من المواطنين الأذربيجانيين إلى الميادين والشوارع، ملوحين بعلم بلادهم وعلم أذربيجان.

وفي مدينة كنجة، تجمع الأذربيجانيون في ميدان الحرية، تعبيراً عن فرحهم بما وصفوه باليوم التاريخي.

وفي حديث لـ"الأناضول"، قالت ألنور حبيب أوغلو: "سنعود لأرضنا، بإذن الله بعد 28 عاماً، أنا من كلبجار المحتلة، دماء شهدائنا لم تذهب سُدى. عاشت تركيا. أذربيجان وتركيا شعب واحد".

أما شفيقة فاضل فأكدت أن شقيقها جندي، وأنّ هذا النصر هو نصر لأذربيجان وتركيا.

وقالت وصيف عباسوفا: "شعور رائع لا يمكن وصفه، عاشت أذربيجان وتركيا، قره باغ أرض أذربيجانية، وستبقى أذربيجانية".

وكان رئيس الوزراء الأرميني أعلن ليل الإثنين أنّه وقّع اتفاقاً "مؤلماً" مع كلّ من أذربيجان وروسيا لإنهاء الحرب في إقليم كاراباخ المتنازع عليه.

وقال باشينيان في بيان على صفحته في موقع "فيسبوك": "لقد وقّعت إعلاناً مع الرئيسين الروسي والأذربيجاني لإنهاء الحرب في كاراباخ"، واصفاً هذه الخطوة بأنّها "مؤلمة بشكل لا يوصف، لي شخصياً كما لشعبنا".

بدوره، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف فجر اليوم الثلاثاء، إنّ الاتفاق الذي أبرمته بلاده مع أرمينيا بوساطة روسيا هو "وثيقة استسلام" أُرغمت يريفان على توقيعها بعد ستّة أسابيع من المعارك.

وقال علييف في خطاب عبر التلفزيون "لقد أجبرناه (رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان) على توقيع الوثيقة، إنها بالأساس وثيقة استسلام". وأضاف "لقد قلت إنّنا سنطردهم (الأرمينيين) من أراضينا طرد الكلاب، وقد فعلنا".

وأوضح الرئيس الأذربيجاني أنّ اتفاق وقف إطلاق النار يرتدي "أهمية تاريخية"، مشيراً إلى أنّه ينصّ على أن تسحب أرمينيا قواتها من الإقليم خلال مهلة زمنية قصيرة، وعلى أن تشارك روسيا وكذلك أيضاً تركيا، حليفة أذربيجان، في تطبيق بنود الاتفاق.

ونعت علييف رئيس الوزراء الأرميني بـ"الجبان" لأنّه لم يوقّع الاتّفاق أمام عدسات وسائل الإعلام.

وبيّن علييف أن الاتفاق ينص على استعادة بلاده السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا، خلال فترة زمنية محددة وهي كلبجار حتى 15 نوفمبر الجاري وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

إشادة تركية بمكاسب أذربيجان

وأشادت تركيا، اليوم الثلاثاء، بـ"المكاسب الكبيرة" التي حققتها أذربيجان ضد أرمينيا في كاراباخ. وكتب وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو عبر "تويتر": "حققت أذربيجان مكاسب كبيرة على الأرض وعلى طاولة المفاوضات. أهنئها بكل صدق على هذا النجاح".

وبحث جاووش أوغلو، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قضية كاراباخ في اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء، بحسب مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، وفق ما ذكرته "الأناضول".

وأكد جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره القرغيزي رسلان قزاقباييف، أنهم سيواصلون المباحثات حول كيفية مراقبة ومتابعة الاتفاق المتعلق بكاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا، لافتاً إلى أنهم سيقفون إلى جانب أذربيجان دائماً. وأضاف: "تحرير كاراباخ بعد 30 عاماً نجاح وانتصار عظيم لأذربيجان".

وذكر تشاووش أوغلو أن ثلاث محاولات لوقف إطلاق النار قد جرت من قبل، مشيراً إلى أن أذربيجان أبدت في كل مرة تأييدها للحل السياسي بعد وقف إطلاق النار، ولكن أرمينيا كانت تخرق الاتفاق كل مرة.

واستطرد: "وهذا يعني أن أرمينيا أرادت الحرب واستمرار المعارك، ولكنها دفعت الثمن غالياً، فجيش أذربيجان القوي استعاد أراضيه المحتلة من أرمينيا المحتلة منطقة تلو الأخرى، واُضطرت أرمينيا وباشينيان (رئيس وزراء أرمينيا) للاستسلام في النهاية".

من جهته، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده ستظل إلى جانب أذربيجان حتى استعادة جميع أراضيها المحتلة.

جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع عبر "تويتر"، اليوم، تعليقاً على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أذربيجان وأرمينيا. وقال أكار: "سنظل مع أشقائنا الأذربيجانيين على قلب رجل واحد حتى استعادة جميع الأراضي المحتلة".

وهنأ الوزير أذربيجان قائلاً: "نهنئ انتصار أشقائنا الأذربيجانيين الذين انهوا بكفاحهم العادل الصراع في كاراباخ". وأضاف أن باكو استعادت أراضيها المحتلة منذ 30 عاماً بكفاحها وعزمها، وأنهت الهجمات الأرمينية الهمجية ضد المدنيين.

وشدد على استمرار وقوف تركيا إلى جانب أذربيجان خلال عملية الوفاء بشروط الاتفاق، من وقف إطلاق النار، وإعادة جميع الأراضي المحتلة إلى أذربيجان، وتوفير الهدوء والسلام في المنطقة.

بدوره، هنّأ نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أذربيجان بانتصارها واستعادتها لأراضيها المحتلة، وفق قوله.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": "كنا نهتف بصوت واحد كاذاراخ أذربيجانية، والآن هي كذلك". وأضاف: "سعادتكم سعادتنا، أدام الله سعادتكم أذربيجان العزيزة".

المساهمون