استمع إلى الملخص
- دعم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود العمليات العسكرية، مشيدًا بإنجازات القوات المحلية، ومؤكدًا على تعزيز قدرات القوات المسلحة وتحسين الخدمات الصحية لضحايا الجيش.
- أشار رئيس ولاية بونتلاند، سعيد دني، إلى أن الولاية تخوض الحرب ضد داعش بمفردها، داعيًا لدعم المغتربين، مع مقتل 40 مسلحًا من داعش في المواجهات الأخيرة.
انتزعت قوات بونتلاند شمال شرق الصومال مساحات شاسعة من الأراضي من سيطرة تنظيم داعش خلال هجوم استمر أسابيع، وفق ما أوردته وكالة رويترز. ورأى مراسلو "رويترز"، الذين سمُح لهم بالوصول إلى قرية بالي ديدين التي سيطر عليها "داعش" لعشر سنوات، قوات الأمن التابعة لولاية بونتلاند تقوم بدوريات وسكان يتجولون بالقرب من شاحنات للجيش دُمرت في المعارك الأخيرة.
تقع القرية في وسط جبال جوليس الشمالية التي تعد معقل تنظيم "داعش" في الصومال وكانت أيضاً هدفاً للضربات الأميركية. وقال سكان إن قوات الأمن سيطرت على مناطق أخرى. وكانت ولاية بونتلاند الفيدرالية التابعة للحكومة الصومالية قد أعلنت، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إطلاق حملة عسكرية تحت مسمى "حملة البرق" ضد "داعش"؛ بهدف القضاء على التنظيم الذي بدأ يستقطب المئات من المهاجرين والأجانب في مرتفعات الولاية، وهو ما أقلق السلطات المحلية بعد مخاوف متزايدة بشأن تنامي قوة التنظيم وتمدده إلى باقي دول القرن الأفريقي.
والأسبوع الماضي، تعرّض التنظيم لأولى الضربات الجوية الأميركية في الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب. وتستهدف عملية الحكومة المحلية للولاية عناصر داعش المتحصنين في جبال علي مسكاد بإقليم بري في ولاية بونتلاند.
الرئيس الصومالي يعلّق لأول مرة على عمليات بونتلاند
من جانبه، علّق الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لأول مرة، أمس الخميس، على العمليات العسكرية الجارية ضد "داعش" في شمال شرق البلاد، والتي انطلقت أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، معرباً عن دعم الحكومة الفيدرالية لقوات الولاية ضد التنظيم. وبحسب بيان مقتضب للرئاسة بثته وسائل الإعلام الصومالية، أشاد الرئيس الصومالي بـ"الإنجازات" العسكرية التي حققتها القوات المسلحة والشعب في ولاية بونتلاند ضد التنظيم.
وشدّد الرئيس على "ضرورة تسريع تنفيذ قرار دعم القوات المحلية لتحرير المناطق التي يسيطر عليها إرهابيو داعش في الجبال الواقعة بإقليم بري". وأكد أنّ "الحكومة والشعب الصومالي، بتكاتفهما، سيتمكنان من دحر الإرهاب وتحرير كل شبر من الأراضي الصومالية". وجدّد حسن شيخ محمود التزام الحكومة الفيدرالية بـ"محاربة الإرهاب والقضاء عليه، من خلال تعزيز قدرات القوات المسلحة، والارتقاء بالخدمات الصحية لضحايا أفراد الجيش الذين أصيبوا خلال عمليات تحرير المناطق من الإرهابيين".
وفي السياق نفسه، أشادت الحكومة الصومالية الفيدرالية في جلستها الأسبوعية، أمس الخميس، بالجهود العسكرية التي تبذلها القوات المحلية في بونتلاند، وتحقيقها انتصارات كبيرة على "داعش"، المتحصن في جبال علي مسكاد. وبحسب بيان الحكومة، قرر المجلس أن تلعب جميع المؤسسات الحكومية دورها الفاعل في دعم القوات المسلحة والشعب في بونتلاند، "الذين يخوضون معركة مصيرية ضد العدو الإرهابي"، وفق البيان.
وفي الأثناء، أعرب رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبد الله سعيد دني، في تصريح صحافي، أمس الخميس، عن أمله في احتواء خطر التنظيم، مشيراً إلى أنّ "بونتلاند وحدها هي التي تخوض الحرب ضد داعش". وأوضح دني أنّ تشكيلة مقاتلي "داعش" حالياً التي تواجهها القوات المحلية في المرتفعات الجبلية تتألف من عدة دول آسيوية وأفريقية، ولا يوجد فيها العنصر الصومالي، ومن بينهم إثيوبيون وتنزانيون.
وطالب رئيس بونتلاند المغتربين الصوماليين في المهجر بدعم العمليات العسكرية التي تشنها القوات المحلية ضد التنظيم. وبحسب مصادر صحافية، فإنّ المواجهات تجددت في جبال علي مسكاد، بعدما تمكّن مقاتلو "داعش" ترتيب صفوفهم من جديد، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 من القوات المحلية من بينهم ضباط وإصابة 50 آخرين بجروح متفاوتة. وأعلنت ولاية بونتلاند من طرفها مقتل 40 مسلحاً من تنظيم داعش، مشيرة إلى أنّ "معظم قتلى الإرهابيين في العملية العسكرية هم من المقاتلين الأجانب".
ويبلغ قوام تنظيم داعش في الصومال ما يقدر بنحو 700 إلى 1500 مسلح في جبال بونتلاند، مما يعد أصغر بكثير من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال. لكن محللين يقولون إن فرع التنظيم بالصومال أصبح يشكل أهمية متزايدة في السنوات القليلة الماضية.