قوات الاحتلال تطلق النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي في جنين

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
حيفا
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
21 مايو 2025
الاحتلال يطلق النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي في جنين
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي في محيط مخيم جنين، مما أثار إرباكاً دون إصابات، وفتح جيش الاحتلال تحقيقاً في الحادثة واصفاً إياها بـ"الخطأ الخطير".

- نفت وزارة الخارجية الفلسطينية رواية جيش الاحتلال، مؤكدة أن الزيارة كانت معلنة وتهدف للاطلاع على معاناة المواطنين، وأدانت الحادثة كخرق للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات رادعة.

- تواصل قوات الاحتلال عدوانها على جنين لليوم الـ121، بهدم 600 منزل ونزوح 22 ألف مواطن، مع استمرار الاقتحامات والاعتقالات، مما أدى لاستشهاد 43 فلسطينياً منذ يناير.

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأربعاء، النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي أثناء زيارته محيط مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، للاطلاع على معاناة المواطنين، دون تسجيل إصابات.

وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت، ظهر اليوم، النار على وفد دبلوماسي يضم ممثلين أوروبيين وعرباً من 30 دولة، أثناء زيارتهم مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية. وبحسب المصادر، كان الوفد الدبلوماسي الأوروبي والعربي موجوداً في محيط مخيم جنين، عندما هاجمت قوات الاحتلال المنطقة، وبدأت بإطلاق الرصاص الحي، ولم يجر الإبلاغ عن وقوع إصابات جراء الحادث.

وسبّب الحدث حالة إرباك شديدة بين صفوف الدبلوماسيين، حيث سارع الحراس إلى نقلهم إلى سياراتهم، وإلى أماكن آمنة تحت إطلاق الرصاص المباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

جيش الاحتلال يفتح تحقيقاً في حادثة جنين

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قيادة المنطقة الوسطى شرعت بإجراء تحقيق شامل في حادثة إطلاق جنود إسرائيليين "النار في الهواء"، بهدف وقف وفد يضم حوالي 25 دبلوماسياً بارزاً، يعملون في سفارات مختلفة في تل أبيب، وذلك خلال زيارتهم مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء. ووصفت صحيفة معاريف العبرية ما حدث بأنه "خطأ خطير"، مضيفة أن إسبانيا هي الدولة التي نظمت الجولة في مدينة جنين ومخيّمها.

ونقلت الصحيفة العبرية، عن مصدر عسكري لم تسمّه، قوله إن "الوفد لم يكن برفقة ممثلين عن العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي أو متحدث باسم الجيش، ولكن جرى تحديد مسار آمن للجولة، بحيث لا يحدث أي احتكاك مع القوات الإسرائيلية". وزعم المصدر أن "منظمي الجولة تجاوزوا الاتفاق (مع السلطات الإسرائيلية)، على ما يبدو عن قصد، واقتربوا من المنطقة التي كانت تعمل فيها القوات الإسرائيلية داخل المخيم".

ووفقاً للصحيفة، أطلق الجنود النار في الهواء لإبعاد الوفد، دون إدراك التداعيات الدبلوماسية الحساسة لهذا التصرف. وتوجّه ضباط كبار في جيش الاحتلال، بمن فيهم قائد الفرقة التي أطلق جنودها النار، إلى المنطقة لمحاولة تهدئة الموقف وإجراء التحقيقات اللازمة.

إدانات فلسطينية لاعتداء جنين.. ونفي لرواية الاحتلال

من جهتها، نفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها عصر اليوم الأربعاء، رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن إطلاق النار تجاه الوفد الدبلوماسي أثناء قيامه بجولة ميدانية بالقرب من إحدى البوابات التي وضعها جيش الاحتلال على مداخل مخيم جنين. ويأتي بيان الخارجية رداً على ما زعمه جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن موكب الوفد انحرف عن المسار المحدد له مسبقاً.

وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها قامت، بالتنسيق مع محافظة جنين، بالإعلان بشكل مسبق عن زيارة الوفد الدبلوماسي قبل عشرة أيام من موعدها. وأوضحت الوزارة أن الزيارة شارك فيها سفراء وقناصل وممثلون عن 32 دولة ومنظمة دولية، وقد تحركوا باتجاه محافظة جنين بمركباتهم الدبلوماسية. وقالت الوزارة: "التقى الوفد الدبلوماسي مع محافظ محافظة جنين وفعالياتها في مقر المحافظة لمدة تزيد عن الساعتين، استمعوا خلالها إلى شرح مفصّل عمّا تتعرض له المحافظة من مدينة ومخيم وقرى وبلدات".

وتابعت الوزارة: "قام الوفد بزيارة أحد مداخل مخيم جنين المغلق بسواتر ترابية عالية، وانتقل في موكب دبلوماسي لزيارة بوابة حديدية أخرى وضعها جيش الاحتلال على أحد مداخل المخيم، لا تبعد عن البوابة الأولى سوى 500 متر". وأكدت الخارجية الفلسطينية أن الوفد مكث عند البوابة الحديدية ما يزيد عن 15 دقيقة، واستمع إلى شرح من محافظ جنين عمّا يتعرض له المخيم، بوجود عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين، قبل أن يبدأ جيش الاحتلال بإطلاق النار تجاه الوفد الدبلوماسي.

وكانت الخارجية قد قالت في بيان منفصل، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار بشكل كثيف من داخل مخيم جنين، بهدف ترهيب وفد دبلوماسي يقوم بجولة ميدانية في محيط المخيم. ووفق الخارجية، تهدف الزيارة إلى الاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون في محافظة جنين.

ودانت الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات، في بيان، "الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين، يرافقه عدد من الصحافيين العرب والأجانب، أثناء قيامه بجولة ميدانية في محافظة جنين، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الاحتلال في المنطقة".

وأكدت الوزارة، في البيان، أنّ "هذا الفعل العدواني يُعد خرقاً فجّاً وخطيراً لأحكام القانون الدولي، ولأبسط قواعد العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961، والتي تضمن الحماية والحصانة للبعثات والوفود الدبلوماسية. إن استهداف ممثلي الدول الأعضاء المعتمدين لدى دولة فلسطين يُعدّ تصعيداً خطيراً في سلوك الاحتلال، ويعبّر عن استهتار ممنهج بالقانون الدولي، وبسيادة دولة فلسطين، وحرمة ممثلي الدول على أراضيها".

وحمّلت الوزارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "هذا الاعتداء الجبان"، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة. ودعت الوزارة المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد المستهدف، إلى اتخاذ مواقف واضحة، وإجراءات رادعة بحق سلطات الاحتلال، ووضع حد لتماديها في ارتكاب الجرائم، بما في ذلك الاعتداء على الممثلين الدبلوماسيين المعتمدين. وجددت الوزارة مطالبتها بتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وللدبلوماسيين العاملين في دولة فلسطين.

من جانبه، أدان نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، في بيان له اليوم، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار على المبعوثين العرب والأجانب الذين كانوا في زيارة تفقدية لمحافظة جنين. وطالب الشيخ في بيانه، المجتمع الدولي بلجم هذا الانفلات الوحشي لقوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

بدورها، اعتبرت حركة حماس في منشور عبر "تليغرام"، أن إطلاق جنود الاحتلال النار بشكل مباشر تجاه 25 سفيراً دبلوماسياً عربياً وأوروبياً خلال زيارتهم مخيم جنين، هو إمعان في عنجهية الاحتلال وغطرسته وانتهاكاته جميع الأعراف والمواثيق الدولية.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ121 على التوالي، وسط تصعيد عسكري واعتقالات، وتوسيع عمليات الإخلاء والتجريف والتدمير داخل المخيم، بهدف تغيير معالمه وبنيته. وخلال العدوان على مخيم جنين، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 600 منزل بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي، بحسب اللجنة الإعلامية في جنين.

وشق الاحتلال قرابة 15 شارعاً داخل مخيم جنين البالغ مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع فقط، ودمّر البنية التحتية بشكل كامل، إضافة لتدمير 60%؜ من البنية التحتية في المدينة، بينما نزح نحو 22 ألف مواطن من المخيم إلى خارجه. وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية، مع استمرار العدوان على مدينة ومخيم جنين، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب وجود دائم لدوريات وآليات الاحتلال. ومنذ بدء العدوان على المدينة والمخيم في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، استُشهد 43 فلسطينياً، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة، إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.

ذات صلة

الصورة
سفينة مادلين متجهة إلى غزة، 1 يونيو 2025 (Getty)

سياسة

كشف الطبيب الفرنسي بابتيست أندريه، أحد أفراد طاقم السفينة "مادلين"، عن تفاصيل ما تعرّض له هو وزملاؤه من احتجاز وصفه بـ"القاسي" بعد اعتراض إسرائيل للسفينة.
الصورة
"مادلين" تكسر الصمت العالمي (اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة)

مجتمع

استوحت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، اسم "أسطول الحرية" من صمود الشابة الفلسطينية مادلين كُلاب أمام همجية الاحتلال وغدر الأمواج وتحدّيها العادات في غزة.
الصورة
طفل أُسعف إلى مستشفى العودة إثر غارة إسرائيلية على القطاع، 29 مايو 2025 (Getty)

سياسة

أعلن مستشفى العودة شمالي قطاع غزة، الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي فجر روبوتات مفخخة في محيطه، وأطلق النار بكثافة على مبانيه ومرافقه، وأصدر أمراً بإخلائه.
الصورة
مدخل مخيم طولكرم بعدما دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي، 19 مايو 2025 (فرانس برس)

سياسة

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حذروا الدول الأوروبية الرئيسية من ضم الضفة حال أي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية.