قوات الاحتلال تداهم منازل وتقتحم مؤسستين في رام الله والبيرة

قوات الاحتلال تداهم منازل وتقتحم مؤسستين في رام الله والبيرة

29 يوليو 2021
مواجهات في الضفة الغربية (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، مدينتي رام الله والبيرة المتلاصقتين في الضفة الغربية، ودهمت عدة منازل ومقري مؤسستين.

وداهمت قوات الاحتلال مقر مركز بيسان للبحوث والإنماء الواقع خلف مقر رئاسة الوزراء الفلسطينية في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ومقر الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وصادرت الحواسيب الخاصة بهما، تزامنًا مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

واعتبر مدير مركز بيسان أُبيّ العابودي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "اقتحام المركز وسرقة الحواسيب الخاصة به، محاولة لإسكات صوت المركز كمؤسسة أهلية فلسطينية منحازة بشكل واضح لحقوق الشعب الفلسطيني، وتصدر أبحاثاً ودراسات حول انتهاكات الاحتلال لهذه الحقوق". فيما شدد العابودي على أن المركز سوف يستمر بدوره المجتمعي والتنموي ولن يتراجع عنه.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال مقر الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين بمدينة البيرة، بعد تكسير أبوابه ثم مصادرة أجهزة الحواسيب الخاصة بالحركة، وفق ما أكده مدير برنامج المساءلة في الحركة عايد أبو قطيش في حديث لـ"العربي الجديد".

وشدد أبو قطيش على أن "ما جرى من اقتحام هو محاولة لإسكات صوت المؤسسة الرائدة في فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحقوق الأطفال، مشيراً إلى وجود محاولات سابقة إسرائيلية لتشويه صورة المؤسسة دولياً وتجفيف منابع الدعم عنها"، مؤكداً "لكننا مستمرون بعملنا".

واعتبرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في بيان لها، أن ما جرى يأتي في سياق الهجمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، مؤكدة أنها ستتابع هذا الموضوع على كافة المستويات.

وأكدت الحركة أنها ماضية في رسالتها بالدفاع عن الأطفال الفلسطينيين ومناصرة قضاياهم على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والضغط لمساءلة دولة الاحتلال عن الجرائم التي ترتكبها بحقهم، وآخرها جريمة قتل الطفل محمد أبو سارة العلامي (11 عاماً)، أمس، في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة.

في السياق، استنكرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في بيان صحافي، عملية الاقتحام التي تعرض لها مركز بيسان للبحوث والإنماء، ومقر الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.

ورأت الشبكة أن عملية الاقتحام تمثل جريمة جديدة تقع بشكل مباشر ضمن مخطط واضح هدفه ضرب العمل الأهلي الفلسطيني، واستهداف للمؤسسات التي لها تماس مباشر في دعم صمود المواطن فوق أرضه، والدفاع عن المناطق المهمشة، والقرى، والبلدات التي تقع خف الجدار، والمدافعة عن حقوق الإنسان في إطار سعي احتلالي لتضييق الخناق عليها ضمن حملة دولية واسعة بذرائع واهية، منها وسم تلك المنظمات "بالإرهاب" أو دعم حركة المقاطعة أو غيرها من المبررات التي تسوقها المنظمات الداعمة للاحتلال.

بدوره، اعتبر نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن العدوان المستمر على المؤسسات الأهلية والحقوقية الفلسطينية، وآخرها ما تعرضت له فجر هذا اليوم الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، وكذلك مركز بيسان للبحوث والإنماء، هو تصعيد خطير نشهده، أخيراً، يحاول الاحتلال عبره  تقويض العمل الأهليّ والمجتمعيّ والحقوقيّ، وضرب كل من يُساهم في دعم المواطن الفلسطيني، ومن يدافع عن حقوقه، كما حاول على مدار سنوات طويلة، وبأدوات مختلفة.

وأشار نادي الأسير إلى أنّه ومنذ مطلع العام الحالي صعّد الاحتلال من اعتقال العشرات من الفاعلين على المستوى المجتمعيّ والأهليّ، وكانت آخرهم مديرة مؤسسة لجان العمل الصحيّ شذى أبو عودة، لافتًا إلى أن التصعيد الحاصل في سياسة الاعتقال الإداريّ والذي لم نشهده منذ نحو أربع سنوات، يُفسر بشكل جليّ استهداف الفاعلين، وما يحاول الاحتلال القيام به. 

ولفت إلى أن عمليات الاقتحام تُشكل مقدمة لما هو أخطر في ملاحقة العمل الأهلي والحقوقي، فاقتحام مقر مؤسسة مثل الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال يجب أن يرافقه موقف واضح من كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، فهو اعتداء ليس فقط على المؤسسة، بل على كل الأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون جرائم يومية وعمليات اعتقال ممنهجة.

إلى ذلك، داهمت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس، منزل القيادي في حركة "حماس" الأسير المحرر حسن يوسف بمدينة بيتونيا غرب رام الله، تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، وصادرت تلك القوات أجهزة تسجيل كاميرات المراقبة من منزل يوسف ومبلغاً مالياً يقدر بنحو 900 دولار.

ودهمت كذلك منزل الأسير في سجون الاحتلال القيادي بحركة "حماس" جمال الطويل في مدينة البيرة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب إبراهيم عابد بعد دهم منزله في بلدة تل غرب نابلس، بينما اعتقلت الشاب محمود نزال من بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة، أثناء مروره على حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين منتصر سمور.

مواجهات شمالي الخليل

في سياق آخر، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بيت أمر شمالي الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد الإعلان عن استشهاد الطفل محمد مؤيد العلامي، الليلة، فيما يستعد أهالي بيت أمر لتشييع جثمان الشهيد هذا اليوم.

إلى ذلك، أكد رئيس بلدية بيت أمر نصري صبارنة لـ"العربي الجديد"، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نبش، أمس الأربعاء، قبر طفلة حديثة الولادة بعد دفنها من قبل ذويها بمقبرة أطفال البلدة في منطقة "أبو طوق".

وأشار صبارنة إلى أن جيش الاحتلال اقتحم المقبرة، ونبش قبر الطفلة عقب دفنها بساعات، وأخرجوا جثمانها وألقوا به بمحاذاة القبر، وبالتزامن كان الشاب مؤيد العلامي بجانب منزله بسيارته، فأطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه، ما أدى لاستشهاد طفله محمد بعد إصابته.

وأوضح صبارنة أن بلدية بيت أمر استدعت والد الطفلة، لإعادة دفنها من جديد في القبر ذاته، حيث تم دفن الجثمان هناك.

إصابات بمواجهات على جبل صبيح

أصيب ثمانية فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وإصابة شاب برضوض بعد الاعتداء عليه بالضرب، مساء الأربعاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على جبل صبيح المهدد بالاستيلاء والذي يقيم عليه مستوطنون بؤرة استيطانية، في بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة، وفق ما أفاد به مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل.

في سياق آخر، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على جرار زراعي في الأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية، وفق تصريحات لمسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات.

اقتحام الأقصى
على صعيد آخر، اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية فيه، وأدوا طقوساً تلمودية.