استمع إلى الملخص
- تتكرر التوغلات الإسرائيلية في القنيطرة وريف درعا الغربي، مستهدفةً السرايا والثكنات العسكرية لتدميرها، مع قطع الطرقات واختطاف الأشخاص وسرقة المواشي، مما يضر بالقرى الحدودية ومواردها.
- يطالب سكان القرى الحدودية الحكومة السورية بتوفير الخدمات الأساسية وتعزيز الجهود السياسية للحد من الاعتداءات الإسرائيلية، وسط تقصير حكومي في زيارة المناطق المتضررة والاستماع لمطالب الأهالي.
شهدت محافظة القنيطرة صباح اليوم الأحد توغلاً إسرائيلياً مفاجئاً وكبيراً نسبياً، وصل إلى مبنى المحافظة، في حين نفت مصادر محلية الأنباء التي راجت عن احتلال المبنى. وذكر الناشط محمد أبو حشيش لـ"العربي الجديد" أن رتلاً عسكرياً من قوات الاحتلال مكوّناً من 14 سيارة دفع رباعي و4 دبابات توغّل في مدينة السلام والمناطق المحيطة بمشفى الجولان الوطني، مع تمركز دبابة "ميركافا" عند الباب الجنوبي للمشفى، كما اقتربت تلك القوات من مبنى المحافظة، ما أثار حالة من الترقب والتوتر بين الأهالي في المنطقة.
وبعد أن انتشرت أنباء عن سيطرة قوات الاحتلال على مبنى المحافظة، نفت مصادر أهلية حدوث ذلك، واعتبرت أن مثل هذه الأنباء هدفها إثارة البلبلة. وأضاف أبو حشيش أن عدداً من السيارات العسكرية الإسرائيلية وصل إلى المنطقة الواقعة بين بلدة الحميدية ومركز محافظة القنيطرة، قبل أن تنسحب إلى القاعدة الواقعة في المنطقة المهدّمة من مدينة القنيطرة.
وتتكرّر التوغلات الإسرائيلية في المحافظة، إضافة إلى ريف درعا الغربي، حيث أقامت قوات الاحتلال عدة قواعد عسكرية في المنطقة. وتستهدف هذه التوغلات السرايا والثكنات العسكرية التابعة للنظام السابق بهدف تدميرها بشكل كامل، والتأكّد من عدم صلاحيتها أو قابليتها للاستخدام من جانب قوات الحكومة السورية الجديدة، بما يشمل تدمير البنى التحتية في المنطقة. كما تترافق هذه التوغلات مع قطع الطرقات وتدمير بعضها، واختطاف أشخاص لعدة ساعات وأحياناً لأيام، إضافة إلى سرقة قطعان الأغنام والمواشي، وتدمير آبار المياه لحرمان بعض القرى من مياه الشرب.
ويشتكي سكان القرى الحدودية مع الجولان السوري المحتل من الأذى الذي تلحقه هذه التوغلات المستمرة بمناطقهم ومواردهم، خصوصاً أنها تتزامن مع منع وصولهم إلى أراضيهم الزراعية قرب السياج الفاصل، ويطالبون الحكومة في دمشق بأن يكون لها حضور فاعل في مناطقهم، وألا تتركهم وحدهم في مواجهة هذه الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال حسن عبد السلام، من سكان بلدة خان أرنبة في القنيطرة، لـ"العربي الجديد" إن الحكومة الجديدة في دمشق لا تزال لا تولي محافظة القنيطرة الأهمية التي تستحق، سواء لجهة توفير الخدمات الأساسية التي تعزز صمود الأهالي في وجه التوغلات الإسرائيلية، أو لجهة مضاعفة جهدها على الصعيد السياسي والدبلوماسي للحد من هذه الاعتداءات. وأضاف أن ما يشير إلى تقصير الحكومة، حتى في الأمور التي في مقدورها، أن المحافظ أو أي مسؤول حكومي لم يزر حتى الآن القرى الحدودية التي تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية للاطمئنان على حالة سكانها والاستماع إلى مطالبهم.
وفي سياق متصل، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، سراح شابين كانت اختطفتهما أمس السبت، في ريف القنيطرة الأوسط، خلال عملية توغّل مفاجئة في المنطقة. وكان جيش الاحتلال قد توغّل في قرية الصمدانية الشرقية، وعمد الجنود، بمساندة دبابة، إلى اختطاف الشابين ونقلهما إلى جهة مجهولة. كما أطلقت قوات الاحتلال، مساء أمس السبت، النار بشكل مباشر على قطيع من الأغنام بالقرب من قرية رويحينة بريف القنيطرة، ما أدى إلى نفوق 15 رأساً من الأغنام، ثم توغّلت بـ4 سيارات واحتجزت الراعي لفترة قصيرة، وأخبروه بـ"عدم الاقتراب من الحدود" مرة أخرى.