قمة بوتين وعبد الله الثاني: أوضاع درعا وتأمين الحدود مع سورية

قمة بوتين وعبد الله الثاني: أوضاع درعا وتأمين الحدود مع سورية

22 اغسطس 2021
سيلتقي عبد الله وبوتين في موسكو غداً (Getty)
+ الخط -

كشف مصدر رسمي أردني، لـ"العربي الجديد"، أنّ الملك عبد الله الثاني سيبحث خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، غداً الاثنين، ملفات عدة، أهمها التطورات في درعا، وملف تأمين الحدود الأردنية السورية.
وبحسب المصدر، يأتي اللقاء في ظل قلق عمّان المتزايد بشأن الاشتباكات الأخيرة بين قوات النظام السوري ومقاتلين معارضين في درعا المتاخمة للحدود الأردنية، حيث يخشى الأردن من أن يؤدي ذلك إلى موجة لجوء جديدة من سورية، ما سيفاقم أعباء الأردن، الذي يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، وتراجعاً كبيراً في الموارد المالية، إضافة الى استضافته نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري.

مكمن قلق الأردن هو ملف ضبط الحدود مع سورية

وبحسب المصدر، يريد الأردن ضمان سريان الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في يوليو/تموز 2018 بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا، والذي نص على أن تكون درعا منطقة خفض تصعيد، تسلّم فيه فصائل المعارضة سلاحها الثقيل، ويُجلى الرافضون للتسوية من الفصائل باتجاه إدلب، فيما تتولى الشرطة الروسية مهمة ضبط الأمن داخل أحياء درعا.
وكانت الأوضاع أخيراً قد شهدت تصعيداً بعد قصف قوات النظام لأحياء درعا البلد، وإقامة حواجز في المدينة، بذريعة تفتيش المنازل وتسليم مطلوبين ومصادرة السلاح الفردي، الأمر الذي قوبل بهجوم مضاد من فصائل المعارضة، تمكنت خلاله من أسر العشرات من قوات النظام. وشهدت الأوضاع هدوءاً مؤقتاً بعد تدخل روسيا لتهدئة الأوضاع والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

وبحسب المصدر، فإن مكمن قلق الأردن الإضافي هو ملف ضبط الحدود مع سورية، التي تمتد على مسافة 375 كيلومتراً، والتي شهدت تزايد حالات ضبط مخدرات. وبحسب المصدر، تسود قناعة لدى مسؤولين أردنيين من أن تجارة المخدرات وتهريبها  يحظيان بدعم من النظام السوري، وتسعى معظم عمليات التهريب للوصول إلى أسواق الخليج، وهو ما يشكل هاجساً أمنياً أردنياً لضبط الأوضاع، خصوصاً مع وجود مليشيات إيرانية بالقرب منها.
وتؤدي روسيا دوراً محورياً في التوافقات الخاصة بإبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود. وأكد مسؤول دبلوماسي أميركي سابق، لـ"العربي الجديد"، أن التوافقات مع روسيا ضمنت تمركز المليشيات على مسافة 40 إلى 80 كيلومتراً بعيداً عن الحدود. وأوضح المسؤول، الذي يقود جهود ضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل تشديد الشروط على إيران في الاتفاق النووي، أن هناك حراكاً يجري من أجل أخذ مخاوف الأردن ودول المنطقة، وخصوصاً السعودية، بالاعتبار.

عمان تريد استعادة الحركة التجارية المتعثرة مع سورية عبر معبر نصيب الحدودي

ويسعى الأردن إلى دفع رؤيته لتسوية الأوضاع في سورية، إذ اقترح الملك عبد الله، خلال لقائه الأخير مع بايدن في واشنطن، أن تتفق مجموعة دول، مؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن ودول أخرى، على خريطة طريق لاستعادة السيادة والوحدة في الأراضي السورية، ويتطلب ذلك التعاون مع رئيس النظام السوري بشار الأسد بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وكشف المصدر الأردني، لـ"العربي الجديد"، أنّ عمّان تريد استعادة الحركة التجارية المتعثرة مع سورية عبر معبر نصيب الحدودي، ومن أجل تلك الغاية طرح الملك عبد الله في واشنطن مسألة استثناء الأردن من قانون "قيصر" القاضي بفرض عقوبات على المتعاملين تجارياً مع النظام السوري. وبحسب المصدر، لم يُبدِ بايدن اعتراضاً على الطلب الأردني، لكنه ألمح إلى أنّ مثل ذلك الاستثناء يحتاج دعماً من الكونغرس الأميركي، وأنّ من الأفضل للمسؤولين الأردنيين تكثيف اتصالاتهم بالكونغرس لضمان تمرير الاستثناء.

المساهمون