قمة أوروبية في بروكسل بحضور 28 زعيماً لتعزيز الإنفاق الدفاعي

03 فبراير 2025
أعلام دول الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر في بولندا، 31 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء البريطاني والأمين العام لحلف الناتو في بروكسل لمناقشة تعزيز الإنفاق الدفاعي لمواجهة التهديدات الروسية، وسط مطالبات الرئيس الأمريكي ترامب بزيادة ميزانيات الدفاع الأوروبية.
- رغم زيادة الدول الأوروبية لميزانياتها العسكرية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن الجهود تُعتبر غير كافية، مع مطالبات ترامب بزيادة الإنفاق العسكري الأوروبي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
- تتواصل النقاشات حول تمويل الاحتياجات الدفاعية، مع دعوات لتمويل أوروبي مشترك، بينما يسعى رئيس الوزراء البريطاني لتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي رغم توترات بريكست.

يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء البريطاني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل، اليوم الاثنين، سعياً لتعزيز الإنفاق الدفاعي في مواجهة سياسة روسيا العدائية، فيما يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلفاءه بزيادة ميزانيات الدفاع. وتُعدّ القمة المقرّر عقدها في العاصمة البلجيكية "سابقة على ثلاثة أصعدة"؛ فهي المرّة الأولى التي يجتمع فيها القادة الـ27 منذ تنصيب الرئيس الأميركي السابع والأربعين، والمرة الأولى التي يخصص فيها اجتماعهم حصرياً للدفاع، والمرّة الأولى التي ينضم إليهم فيها مسؤول بريطاني منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل حوالي ثلاث سنوات، زادت الدول الأوروبية ميزانياتها العسكرية بشكل كبير. لكن قادة هذه الدول يعترفون أيضاً بصورة شبه تامة بأن بلدانهم لا تتسلح بعد بالسرعة الكافية، وسط مخاوف متزايدة إزاء احتمال أن يشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً على أحد هذه البلدان في السنوات المقبلة.

واتخذ النقاش بعداً جديداً مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إذ يردّد باستمرار أن على أوروبا ألا تعتبر بعد الآن الحماية الأميركية لها من المسلمات، وهو الآن يطالب الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها العسكري إلى الضعف على الأقل، من خلال تخصيص ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي لهذا الغرض، وهو هدف يعتبره العديد منها غير واقعي.

مسألة غرينلاند

من جهة أخرى، تعهد قطب العقارات السابق خلال حملته الانتخابية بوضع حد للحرب في أوكرانيا سريعاً، ما أثار لدى الأوروبيين مخاوف من أن يرغم كييف على القبول باتفاق سيئ. وعلاوة على قضية الدفاع، أطلق ترامب سلسلة تهديدات لحلفائه الأوروبيين في مجالات مختلفة. وتأمل رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن التي قامت للتو بجولة على عدة عواصم أوروبية، في توجيه رسالة مشتركة بوجه مطامع ترامب حيال غرينلاند، المنطقة الدنماركية التي تتمتع بحكم ذاتي.

كما يخيم شبح حرب تجارية على اجتماع بروكسل، بعدما فرض ترامب رسوماً جمركية مشددة بنسبة 25% على المنتجات الكندية والمكسيكية، و10% إضافية على المنتجات الصينية، مؤكداً أن دور أوروبا آتٍ. وأعلن ترامب، الجمعة، من المكتب البيضاوي، قائلاً: "لقد عاملَنا الاتحاد الأوروبي بشكل سيئ جداً"، فيما توعدت بروكسل بالرد "بحزم" إذا ما استُهدفت برسوم جمركية "غير عادلة".

وإن كان هناك إجماع على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي، فإن كيفية القيام بذلك لا تزال موضع جدل مرير. ولخص أحد المسؤولين الأوروبيين الأمر بقوله: "السؤال ليس عما إذا كان يجب القيام بذلك، بل كيف نفعل ذلك". وتقدّر بروكسل أنه يتحتم على التكتل استثمار 500 مليار يورو إضافية في الدفاع على مدى العقد المقبل.

وتدور التساؤلات حول كيفية تمويل هذه الحاجات، وإن كان ينبغي تخصيص الأموال الأوروبية حصراً لأسلحة أوروبية، وتحديد دور الحلف الأطلسي في هذا المجهود المزمع. وتدعو دول عدة إلى قرض أوروبي ضخم، لكن ألمانيا التي تستعد لتنظيم انتخابات تشريعية في 23 فبراير/ شباط لا تريد الخوض في هذا النقاش البالغ الحساسية داخلياً.

وقال دبلوماسي أوروبي مبدياً قلقه: "إن لم نتطرق بصورة مباشرة إلى مسألة التمويل، فقد يكون اجتماع بروكسل هذا مجرد لقاء شكلي". ودعت 19 من دول الاتحاد الأوروبي، بينها فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، بنك الاستثمار الأوروبي إلى توفير مزيد من التمويل لإعادة التسلح بوجه روسيا.

اتفاق مع لندن؟

وفي ما يتعلق بشراء الأسلحة، تصرّ فرنسا التي يتهمها بعض شركائها بالاكتراث أولاً لصناعتها الدفاعية الوطنية، على أن تكون الأسلحة أوروبية الصنع. غير أن بلداناً أخرى ترى أنه ينبغي عدم وضع معايير صارمة جداً في وقت تواجه فيه الصناعة الأوروبية صعوبة في تلبية الحاجات، كما تعتبر أن شراء أسلحة أميركية قد يسمح بالحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب. وفيما تلوح بوادر اضطرابات في العلاقات مع الولايات المتحدة، يدعو البعض إلى توطيد العلاقات مع صديق قديم هو المملكة المتحدة.

وبعد خمس سنوات من بريكست، يعود رئيس وزراء بريطاني اليوم إلى دائرة القادة الأوروبيين، أقله حول مائدة العشاء. ويبدي رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر منذ وصوله إلى السلطة في يوليو/ تموز عزمه على إحياء العلاقات مع بروكسل، ويطرح حتى فرضية إبرام اتفاق أمني. وأورد داونينغ ستريت في بيان، أن ستارمر سيؤكد أمام المجلس الأوروبي أن "على أوروبا أن تضاعف جهودها لسحق آلة حرب بوتين في وقت يُظهِر فيه الاقتصاد الروسي علامات ضعف". غير أن التوتر الموروث من عملية بريكست ما زال قائماً، ولم تتبدد النقاط الخلافية تماماً. فبمعزل عن الدعوات إلى "انطلاقة جديدة" في العلاقات، يرى عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين أنه لن يكون من الممكن تحقيق تقدم ملموس مع لندن، في غياب اتفاق حول ملفات شائكة في طليعتها حقوق صيد السمك.

(فرانس برس)

المساهمون