قمة أردنية أميركية الجمعة: القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية

قمة أردنية أميركية الجمعة: القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية

10 مايو 2022
ثاني لقاء بين الزعيمين منذ انتخاب بايدن (Getty)
+ الخط -

تشهد العاصمة الأميركية واشنطن، يوم الجمعة المقبل، لقاء قمة يجمع العاهل الأردني عبدالله الثاني بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، يتناول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيزها، إضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية، خاصة تطورات في القضية الفلسطينية، وفق الموقع الرسمي للديوان الملكي الأردني.

وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في تصريحات الاثنين، إن زيارة الملك "تأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمر بين المملكة والولايات المتحدة كحليف وصديق استراتيجي للأردن، وستشمل العلاقات الثنائية، وتحديداً مذكرة التفاهم التي تؤطر المساعدات التي تقدمها أميركا إلى الأردن، إضافةً إلى الأوضاع الإقليمية وفي مقدمها القضية الفلسطينية والأوضاع في القدس المحتلة، ومحاولة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل".

وتنفس الأردن الصعداء مع تولي جو بايدن الإدارة الأميركية، ففي عهد إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، واجه الأردن ضغوطاً كبيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالملف الفلسطيني، وفرض "صفقة القرن"، إضافة إلى وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ويرى الأردن في واشنطن شريكاً استراتيجياً، وفي علاقاته بالولايات المتحدة ضرورة أمنية استراتيجية وضماناً للاستقرار الاقتصادي، فيما تنظر الولايات المتحدة إلى الأردن كشريك في مختلف الملفات الإقليمية، بما فيها ملف الحلّ النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتحالف الدولي ضد الإرهاب.  

وبحسب عضو مجلس الأعيان الأردني جميل النمري، فإن الموضوع الرئيسي بالنسبة للأردن في القمة هو القضية الفلسطينية وموضوع القدس والاستفزازات الإسرائيلية، وهو أمر حساس بالنسبة للأردن، خاصة وأن هناك مواقف إسرائيلية مسيئة للأردن والوصاية الهاشمية على المقدسات. 

ويرى النمري أن الولايات المتحدة "ربما تريد من الأردن موقفاً أكثر مرونة  تجاه التطورات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التركيز على زيادة التعاون الأمني بين الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، دون أي التزامات سياسية تجاه المستقبل".

ويضيف النمري، لـ"العربي الجديد"، "الأردن يريد السير في طريق السلام وعلاقات بدون توتر مع إسرائيل، لكن إسرائيل تمعن بإحراج الأردن، كما أن السلطات الأردنية لا تستطيع تجاهل الاعتداءات على القدس ومحاولات التقسيم المكاني والزماني والاقتحامات للمسجد الأقصى، وهذه أمور تجبر الأردن على مواقف احتجاجية متشددة".

وتابع أن "المطلوب أردنياً من الولايات المتحدة اتخاذ موقف ضاغط على إسرائيل للكف عن الاستفزازات ومشاريع التقسيم الزماني والمكاني، حتى وإن لم يحدث تقدم بمسيرة السلام، فعلى الأقل عدم حصول تصعيد يضع الأردن في موقف محرج".

وأضاف: "موقف الإدارة الأميركية الحالية من حل الدولتين موقف محمود، وكذلك التخلي عن صفقة القرن، لكن يجب بذل جهد إضافي لتحريك عملية السلام، وتمكين السلطة الفلسطينية ومنعها من الانهيار". 

إقليمياً، يقول النمري إن "الأردن يحتاج إلى مساحة تحرك سياسية أوسع مدعومة أميركياً بكل الاتجاهات مع العراق، خاصة بعد أن طور مشاريع تعاونٍ، والتي تتعثر أحياناً بسبب ظروف العراق والدور الإيراني"، أما بالنسبة للخليج، "فستكون هناك إحاطة للولايات المتحدة بما يريده الأردن من الخليج"، مشيراً إلى أنه من المنتظر أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الفترة القريبة المقبلة الأردن، ويلتقي العاهل الأردني "وهذا يصب في استعادة العلاقات الجيدة مع السعودية دون أن تكون على حساب جهات أخرى". 

وحول الحرب على أوكرانيا، يرى النمري أن هناك مسافة بين الموقف الأردني والموقف الأميركي، "وعلى الولايات المتحدة أن تتفهم الموقف الأردني، فالأردن لن يدخل في عداء مباشر مع روسيا بسبب الحرب الأوكرانية ، ومن الأكيد أن الولايات المتحدة تريد من الأردن الالتزام بمقاطعة روسيا، وتنفيذ العقوبات". 

بدوره، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسين بن طلال، الدكتور حسن الدعجة، لـ"العربي الجديد"، إن "العلاقات الأردنية الأميركية علاقات متينة، وممتدة عبر السنين، وهناك علاقة خاصة أيضا بين العاهل الأردني عبدالله الثاني مع الرئيس جو بايدن"، لافتاً إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يلتقي بها ملك الأردن الرئيس الأميركي، بعد أن كان أول زعيم عربي يجتمع معه عقب انتخابه".

ويقول الدعجة: "إن الأردن يسعى إلى الوصل لحل السلمي للقضية الفلسطينية عبر قرارات الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية الأخيرة حول دور الأردن والوصاية الهاشمية مستفزة، فاتفاقية وادي عربة أقرت بدور الأردن التاريخي في الأماكن المقدسة".

ويشير إلى دور الأردن الأمني الهام في المنطقة، والذي يساهم في الحد من التوترات سواء بحفظ الهدوء على الحدود مع سورية وكذلك العراق، ودوره بالتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية ومع اسرائيل، وكذلك المساهمة في الحد من التوترات في الأراضي المحتلة". 

ويتلقى الأردن مساعدات مالية أميركية كبيرة سنوياً، فقد وافق الكونغرس الأميركي، على تخصيص 1.650 مليار دولار كمنحة للأردن، ضمن موازنة الولايات المتحدة للعام الحالي 2022، منها نحو 1.2 مليار دولار وجهت كمساعدات اقتصادية، والمبلغ المتبقي كمساعدات عسكرية. 

في شباط/ فبراير 2018، وُقّعت مذكرة تفاهم بين الولايات المتحدة والأردن بقيمة 6.375 مليارات دولار (1.275 مليار دولار سنوياً) ابتداء من العام المالي 2018 وحتى العام المالي 2022، ويعقد الأردن والولايات المتحدة، حالياً، مفاوضات بشأن اتفاقية برنامج المساعدات الجديدة للأعوام (2023- 2028). 

كذلك، يرتبط الأردن والولايات المتحدة باتفاقية تعاون عسكري وُقعت في يناير/كانون الثاني من العام الماضي مدتها 15 عاماً، تهدف لتعزيز التعاون الثنائي الدفاعي والأمني لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة والإسهام في تحقيق السلام والاستقرار الدوليين.  

وتسمح الاتفاقية للقوات الأميركية بالدخول إلى الأراضي الأردنية والخروج منها والتنقل بحرية فيها، ولن يطلب الأردن جوازات سفر أو تأشيرات للدخول إلى أراضيه.  

وبموجب الاتفاقية، يوفر الأردن لقوات الولايات المتحدة وأفرادها ومتعاقديها إمكانية الوصول إلى المرافق والمناطق المتفق عليها للقيام بأنشطة تشمل الزيارات والتدريب والتمارين والمناورات والعبور والدعم والأنشطة ذات الصلة وتزويد الطائرات بالوقود وهبوط الطائرات وسحبها من على المدرج وتموين السفن والصيانة المؤقتة للمركبات والسفن والطائرات وإقامة الأفراد وبشكل مجاني.

المساهمون