قلق أوروبي من تحركات ترامب بشأن أوكرانيا: تحذيرات من الاستسلام

14 فبراير 2025
مسؤولون من أوكرانيا وأوروبا في بروكسل، 4 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة أوكرانيا، مما أثار قلق أوروبا من تجاهلها في التسوية، مع وضع الولايات المتحدة خطوطها الحمراء بشأن انضمام أوكرانيا للناتو والانتشار العسكري.
- المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّرا عن مخاوفهما من تسوية تؤدي لانتصار روسيا أو انهيار أوكرانيا، مؤكدين على أهمية الأمن الأوروبي والأميركي وحق أوكرانيا في التفاوض.
- الاتحاد الأوروبي، عبر كايا كالاس، وصف أي حل سريع بأنه "صفقة قذرة"، معبراً عن القلق من التنازلات لروسيا، وباريس أبدت قلقها من تنازلات إدارة ترامب لروسيا في مفاوضات السلام.

لا تزال أوروبا تحت وقع الصدمة، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وناقش معه المفاوضات بشأن أوكرانيا، ما يؤكد عزمه على التعامل مع ملف الحرب الروسية بشكل جدي. وفي ظل غياب أي تشاور معها، تخشى دول أوروبية عديدة أن يتم تجاهلها في جهود التوصل إلى تسوية، وأن تتم مثل هذه التسوية على حساب كييف.

ورسمت الولايات المتحدة منذ اللحظات الأولى خطوطها الحمراء التي تنص على تنازلات فورية حيال موسكو، معتبرة على سبيل المثال أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي "أمر غير واقعي"، رافضة أي انتشار عسكري أميركي في إطار تسوية سلمية في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تدعو واشنطن الأوروبيين إلى تحمل العبء الأساسي من الدعم لأوكرانيا من الآن فصاعداً، فيما تطالب موسكو بأخذ مصالحها بالاعتبار على الصعيد الأمني.

وفي ما يلي مواقف حلفاء أوكرانيا في أوروبا من خطوة الرئيس الأميركي المتعلقة بالتحرك لوقف الحرب الروسية، الذي اعتبره البعض "تنازلاً" أميركياً "عن كلّ شيء" لصالح روسيا.

شولتز يحذر من انتصار روسيا و"انهيار" أوكرانيا

في السياق، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، من مفاوضات تفضي إلى انتصار روسيا و"انهيار" أوكرانيا، مع تصاعد المخاوف الأوروبية من التوصل إلى تسوية تكون محصورة بين واشنطن وموسكو على حساب كييف. وقال شولتز في برلين مع قرب انطلاق مؤتمر الأمن في ميونيخ: "نعلم أنّ لا أحد يطمح إلى السلام أكثر من أوكرانيا، ولكن في الوقت نفسه من الواضح تماماً أنّ انتصاراً لروسيا أو انهياراً لأوكرانيا لن يجلبا السلام، بل على العكس".

وشدد على أن "السلام والاستقرار في أوروبا، بما يتخطى حدود أوكرانيا بكثير، سيكونان في خطر". وينعقد، اليوم الجمعة، مؤتمر الأمن في ميونيخ، وهو الملتقى السنوي لقادة الدفاع والدبلوماسية في العالم، ومن المتوقع أن تهيمن عليه هذا العام الحرب الروسية على أوكرانيا. وحذر شولتز بهذا الصدد من أنه لن يقبل بـ"أي حل يقود إلى فصل الأمن الأوروبي عن الأمن الأميركي" لأنه "لن يكون هناك سوى رابح واحد هو الرئيس بوتين".

ماكرون يحذّر من سلام بمثابة "استسلام"

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من سلام يكون بمثابة "استسلام" لأوكرانيا، متسائلا عما إذا كان نظيره الروسي فلاديمير بوتين مستعدا "بصدق" لوقف إطلاق نار "دائم"، وذلك في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز نُشرت الجمعة.

وقال ماكرون إن "سلاما يكون بمثابة استسلام هو خبر سيئ للجميع". وأضاف "السؤال الوحيد في هذه المرحلة هو هل الرئيس بوتين مستعد لوقف إطلاق النار بشكل صادق ودائم ومستدام (...)". وشدد ماكرون على أن أوكرانيا "وحدها" يمكنها "التفاوض مع روسيا" بشأن المسائل المتعلقة بسيادتها ووحدة أراضيها. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يكون الأوروبيون موجودين على طاولة المفاوضات المتعلقة بأي بنية أمنية مستقبلية للقارة، وقال "يعود إلى المجتمع الدولي - مع دور محدد للأوروبيين - البحث بالضمانات الأمنية وعلى نطاق أوسع قواعد الأمن للمنطقة بكاملها. وهذا هو الدور الذي يتعين علينا أن نؤديه".

الاتحاد الأوروبي: أي حل سريع هو "صفقة قذرة"

من جهتها، قالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن "أي حل سريع هو صفقة قذرة"، كما نددت بما قُدم سلفاً من تنازلات واضحة. وأضافت كالاس: "لماذا نعطيهم (الروس) كل ما يريدونه حتى قبل بدء المفاوضات؟ ... إنه استرضاء. لا نجاح لهذا أبداً". وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن وزراء وافقوا على الانخراط في "حوار صريح وشاق" مع مسؤولين أميركيين.

باريس قلقة من "تنازل" واشنطن 

إلى ذلك، أعلن وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان لوكورنو، أمس الخميس، أنّ بلاده قلقة من أن "تتنازل" إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "عن كلّ شيء" لروسيا في مفاوضات السلام حول أوكرانيا. وقال لوكورنو في تصريح لقناة "بي إف إم تي في" التلفزيونية، إنّه "في الوقت الذي يقول فيه الرئيس ترامب (يجب علينا التفاوض، يجب علينا فرض السلام بالقوة)، فإنّ قلقنا في باريس هو أنّ هذه القوة ما هي سوى ضعف"، مضيفاً "ما يقلقنا هو أن تتنازل الإدارة الأميركية في النهاية عن كل شيء".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون