قلق أميركي من الصعود العسكري الصيني

01 نوفمبر 2021
يبدو القلق أنه من إنهاء الهيمنة الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (Getty)
+ الخط -

 

تثير القوة العسكرية المتنامية للصين واتجاهها لإنهاء الهيمنة الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قلق البنتاغون.

ويرى مسؤولون أميركيون أن المشاكل تتراكم بسرعة على عدة جبهات؛ ترسانة بكين النووية المتوسعة، وتطوراتها في الفضاء، وتقنيات الفضاء والصواريخ، وتهديد تايوان.

ويقول الجنرال جون هايتن، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، والذي قاد القوات النووية الأميركية سابقا وأشرف على عمليات فضائية للقوات الجوية: "الوتيرة التي تتحرك بها الصين مذهلة".

وهناك مخاطر من تحول ميزان القوى العالمي، الذي كان لصالح الولايات المتحدة على مدى عقود.

ولا تشكل إعادة الاصطفاف الأكثر ملاءمة للصين تهديدا مباشرا للولايات المتحدة، لكنها قد تعقد تحالفاتها في آسيا. وقد تظهر دلالات جديدة على الكيفية التي يعتزم بها البنتاغون التعامل مع التحدي الصيني في الأسابيع المقبلة، وذلك عبر مراجعات سياسة إدارة جو بايدن بشأن الأسلحة النووية، وقاعدة القوات العالمية، واستراتيجية الدفاع الشاملة.

ويتعجب المسؤولون في الوقت الحالي من كيفية حشد بكين الموارد والتكنولوجيا والإرادة السياسية لتحقيق مكاسب سريعة. هذه السرعة جعلت إدارة بايدن تحاول إعادة توجيه جميع جوانب السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة.

أحدث مثال على هذه السرعة المفاجئة كان اختبار الصين صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت، وهو قادر على الدوران جزئيا حول الأرض قبل إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، والانزلاق في مسار - يمكن المناورة به - نحو هدفه. يهدف تصميم هذا الصاروخ إلى تجنب الدفاعات الصاروخية الأميركية.

وعلى الرغم من إصرار بكين على أنها كانت تختبر مركبة فضائية قابلة، وليس صاروخاً، يبدو أن الاختبار أثار دهشة المسؤولين الأميركيين.

وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن الاختبار كان "قريبا للغاية" من كونه لحظة إطلاق سبوتنيك، على غرار إطلاق الاتحاد السوفييتي أول قمر فضائي عام 1957، الذي أثار مخاوف من أن الولايات المتحدة تخلفت عن الركب من الناحية التكنولوجية.

تلا ذلك سباق تسلح نووي وفضائي أدى في النهاية إلى إفلاس الاتحاد السوفييتي.

ورفض ميلي ومسؤولون أميركيون آخرون مناقشة تفاصيل الاختبار الصيني قائلين إنها سرية.

ووصفوا الاختبار بأنه "مقلق للغاية" للولايات المتحدة، لكنه أضاف أن المشاكل التي سيسببها التحديث العسكري الصيني "أعمق بكثير".

في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، قال ميلي: "هذا مجرد سلاح واحد. القدرات العسكرية الصينية أكبر من ذلك بكثير، إنها تتوسع بسرعة في الفضاء، وفي الإنترنت، وفي المجالات التقليدية البرية والبحرية والجوية".

ويقول هانز كريستنسن، خبير الأسلحة النووية في اتحاد العلماء الأميركيين، إن الصين لديها على ما يبدو حوالي 250 صومعة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات قيد الإنشاء، والتي يقول إنها أكثر من عشرة أضعاف العدد الحالي اليوم.

بالمقارنة، يمتلك الجيش الأميركي 400 صومعة نشطة لصواريخ باليستية عابرة للقارات، و50 صومعة احتياطية.

ويشير مسؤولو البنتاغون وصقور الدفاع في كابيتول هيل إلى تحديث الصين باعتباره مبرراً رئيسياً لإعادة بناء الترسانة النووية الأميركية، وهو مشروع من المتوقع أن يكلف أكثر من مليار دولار على مدى 30 عاما، بما في ذلك تكاليف الاستدامة.

(أسوشييتد برس)