قطر والسعودية تؤكدان دعم وحدة السودان وتحثان على تجنيبه خطر التقسيم
استمع إلى الملخص
- دعت قطر إلى حوار شامل لتحقيق سلام مستدام في السودان، بينما جددت السعودية التزامها بوقف الحرب وتحقيق السلام وفق إعلان جدة.
- في تطور مقلق، وقّعت جماعات سياسية وحركات مسلحة ميثاقاً لتشكيل حكومة موازية، مما يزيد من تعقيد الصراع العسكري المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
أعربت دولة قطر عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي جمهورية السودان، ورفضها أي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية، داعية جميع الأطراف إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا، وتجنيب البلاد خطر التقسيم، كما أعربت السعودية، عن رفضها أي خطوات أو إجراءات تجري خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية في السودان.
وجدّدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، اليوم الجمعة، الدعوة إلى حوار شامل يقود إلى سلام مستدام، ويحفظ وحدة السودان ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية.
من جهتها، أعربت السعودية، عن رفضها أي خطوات أو إجراءات "غير شرعية" تجري خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية في السودان، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأناضول، إن "المملكة ترفض أي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان، قد تمسّ وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه الشقيق، بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية".
وأكد البيان "موقف المملكة الثابت تجاه دعم السودان، وتجاه أمنه واستقراره ووحدة أراضيه"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، ودعت المملكة في البيان ذاته الأطراف السودانية إلى "تغليب مصلحة السودان على أي مصالح فئوية، والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى"، كما جددت التزامها بـ"استمرار بذل كل الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع إعلان جدة الموقع بتاريخ 11 مايو/أيار 2023".
وفي تطور أثار تحذيرات ومخاوف بشأن وحدة ومستقبل السودان، وقّعت جماعات سياسية وحركات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، ليل السبت الماضي، ميثاقاً سياسياً في العاصمة الكينية نيروبي، لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها "الدعم السريع". وينص الميثاق على أن يكون السودان "دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية". في المقابل، تتجه الحكومة السودانية التي يقودها الجيش أيضاً إلى تكوين حكومة جديدة وسط احتدام المعارك بين الجيش و"الدعم السريع" في عدد من الجبهات والتقدم المتواصل للجيش، خصوصاً في العاصمة الخرطوم حيث تدور حالياً أعنف المعارك.
ويشهد السودان منذ 15 إبريل/ نيسان 2023 صراعاً عسكرياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ويخضع كلاهما لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي، وقد خلفت الحرب دماراً هائلاً في المدن والقرى والبنية التحتية للبلاد، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين، وفق بيانات الأمم المتحدة.