قطر تستأنف حراكها بين رواندا والكونغو الديمقراطية

13 فبراير 2025
أمير قطر يستقبل رئيس رواندا في الدوحة، 12 فبراير 2025 (الديوان الأميري)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الوساطة القطرية في النزاعات الدولية: زيارة رئيس رواندا إلى الدوحة تأتي ضمن جهود قطر للوساطة بين رواندا والكونغو الديمقراطية، حيث تلعب قطر دور الوسيط في 10 نزاعات دولية حالياً، وتسعى لتعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

- التوترات بين رواندا والكونغو الديمقراطية: تصاعدت الأزمة بعد هجوم حركة 23 مارس المدعومة من رواندا. قطر دعت لضبط النفس وأجرت مفاوضات غير معلنة بمشاركة كينيا والاتحاد الأفريقي، لكن توقيع اتفاقية السلام تأجل.

- جهود قطر المستمرة في الوساطة: قطر تسعى لجسر الهوة بين رواندا والكونغو الديمقراطية، وتعمل على تنظيم لقاء بين الرئيسين لتجاوز الخلافات، مع استعدادها لمواصلة الجهود وتقريب وجهات النظر.

تدل زيارة رئيس رواندا بول كاغامي إلى الدوحة، التي بدأت أول من أمس الثلاثاء، والتقى خلالها، أمس الأربعاء، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووصفتها الخارجية القطرية بأنها "زيارة عمل"، على أن الدوحة عاودت حراكها الدبلوماسي بين رواندا والكونغو الديمقراطية في ظلّ الأزمة بينهما، بعد التطورات الأخيرة في الكونغو الديمقراطية، والهجوم الذي شنّته حركة 23 مارس المدعومة بالكامل من رواندا على مدينة غوما شرقي الكونغو.

تؤدي قطر دور الوساطة في 10 نزاعات دولية حالياً

وذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن أمير قطر استقبل كاغامي في الديوان الأميري بالدوحة، أمس، حيث جرى "بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف مجالات التعاون، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، دون مزيد من التفاصيل.

قلق قطري

وكان وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، قد قام أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بزيارتين متتابعتين إلى كل من الكونغو الديمقراطية ورواندا، بعد هجوم "23 مارس" في شرق الكونغو الديمقراطية، في 26 يناير الماضي، والذي استولت خلاله على مدينة منجمية في إقليم جنوب كيفو، مستأنفة تقدمها نحو عاصمة الإقليم بوكافو. كما استولت حركة 23 مارس على مدينة نيابيبوي المنجمية على بعد حوالي 100 كيلومتر من بوكافو و70 كيلومتراً من المطار الإقليمي.

وفي الوقت الذي قالت فيه قطر بحسب بيان لوزارة الخارجية في 29 يناير الماضي "إنها تُتابع بقلقٍ بالغٍ التطوّرات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك الهجوم الذي شنّه متظاهرون على عددٍ من السفارات" داعية في هذا السياق "كافة الأطراف إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد وتغليب صوت الحكمة وحل الخلافات بالحوار والوسائل السلمية"، أكد الخليفي خلال زيارته للرئيسين الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، والرواندي بول كاغامي، "تأييد دولة قطر لكافة المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأجريت في الدوحة في يناير 2023 جولة مفاوضات، لم يعلن عنها رسمياً، بين مسؤولين من رواندا والكونغو الديمقراطية بمشاركة مسؤولين من كينيا والاتحاد الأفريقي، تمهيداً لتوقيع اتفاق بينهما، والعودة إلى الالتزام باتفاقية لواندا (التي تم الإعلان عنها عام 2022 بعد وساطة الرئيس الأنغولي جواو لورينسو)، إلا أنه تم تأجيل التوقيع على الاتفاقية، لعدم حضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، ما دفع الدوحة إلى إجراء مزيد من الاتصالات بين رواندا والكونغو الديمقراطية لجسر الهوة بين الطرفين، والسعي مجدداً إلى تنظيم لقاء بين الرئيس الكونغولي ونظيره الرواندي في محاولة لتجاوز الخلافات من خلال الحوار، إذ قام الرئيسان الكونغولي والرواندي بزيارة قطر على مدى الأشهر الماضية لهذا الغرض.

وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لـ"العربي الجديد"، آنذاك، "أنه تم تأجيل التوقيع على اتفاقية سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية إلى وقت لاحق" لم يحدده. وقال الأنصاري، في معرض رده على أسئلة "العربي الجديد" في هذا الصدد: "إن قطر ستبذل جهوداً إضافية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وإن مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية محمد الخليفي سيقوم بزيارة كلا البلدين، إذا استدعت الحاجة لذلك".

ونصّت اتفاقية لواندا على وقف إطلاق النار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وانسحاب متمرّدي حركة 23 مارس من "المناطق المحتلة، وفي حال رفض المتمرّدون الانسحاب، تعمد القوة المشتركة التي نشرتها مجموعة شرق أفريقيا في شرق الكونغو الديمقراطية إلى استخدام القوة لإرغامهم على الخضوع". لكن المتحدث السياسي باسم الحركة لورانس كانيوكا قال لوكالة فرانس برس، آنذاك، إن الحركة ليست معنية بالاتفاقية لأنها لم تشارك في الاجتماع. وشدّد على أن "الحركة أعلنت، في إبريل/نيسان (الماضي)، وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد، وتعتبره سارياً". وأضاف: "نحن دوماً جاهزون لحوار مباشر مع الحكومة الكونغولية لحلّ الأسباب العميقة للنزاعات".

وقالت مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد" في وقت سابق إن دخول قطر على خط الوساطة بين رواندا والكونغو الديمقراطية تم بطلب من الطرفين، وبدعوة من الاتحاد الأفريقي. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في تصريحات لقناة فوكس نيوز الأميركية الأسبوع الماضي، إن بلاده تقوم بالوساطة في 10 نزاعات دولية.

تمّ تأجيل التوقيع على اتفاقية بين البلدين في عام 2023 بعد مفاوضات في الدوحة

واقتحم متمردون من حركة 23 مارس المدعومة من رواندا، في يناير الماضي، مدينة غوما الأكبر في شرق الكونغو الديمقراطية، في أكبر تصعيد للصراع الدائر منذ أكثر من عقد، وقالت الأمم المتحدة إن جنوداً من رواندا يساندون المتمردين في قتالهم جيش الدولة والقوة الأممية لحفظ السلام الموجودة في غوما.

أزمة بين رواندا والكونغو الديمقراطية

واتهمت الكونغو الديمقراطية رواندا بإرسال قوات عبر الحدود، بينما قالت رواندا إن القتال بالقرب من الحدود يهدد أمنها، من دون التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت هناك قوات تابعة لها في الكونغو الديمقراطية. وأصدر مجلس الأمن، الأحد الماضي، بياناً طالب فيه قوات متمردي حركة 23 مارس بوقف الهجوم، ودعا إلى انسحاب "القوات الخارجية" من المنطقة على الفور.

وتوسطت دولة قطر في العديد من الأزمات الأفريقية، آخرها في تشاد، حيث رعت توقيع اتفاق سلام في أغسطس/آب الماضي 2022 بين الحكومة الانتقالية ونحو 54 حركة مسلحة، مهد لإجراء الحوار الوطني الشامل، الذي انتهى بالاتفاق على إجراء الانتخابات بعد فترة انتقالية جديدة، تم الاتفاق عليها بين مختلف الأطراف التشادية. كما سبق للدبلوماسية القطرية أن نجحت في نزع فتيل عدد من الأزمات، أبرزها الاتفاق بين جيبوتي وإريتريا، والصومال وكينيا، وقبل ذلك في دارفور بالسودان.

المساهمون