قطر ترد على تصريحات نتنياهو "التحريضية": لن تثنينا حملات التضليل
استمع إلى الملخص
- أكدت قطر أن الشعب الفلسطيني يعاني من كارثة إنسانية بسبب الحصار، مشددة على أن سياستها الخارجية لا تتعارض مع دورها كوسيط نزيه، وستستمر في الدفاع عن حقوق المدنيين.
- تواصل قطر جهودها مع مصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار وضمان المساعدات، مؤكدة أن السلام يتحقق بتسوية عادلة تنهي الاحتلال.
الأنصاري: تصريحات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تحريضية
قطر: لن تثنينا حملات التضليل عن الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة
نتنياهو هاجم قطر واتهمها بـ"اللعب على الجانبين" في مفاوضات غزة
أعلنت دولة قطر، ليل السبت - الأحد، رفضها بشكل قاطع التصريحات "التحريضية" الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفة إياها بأنّها "تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية". جاء ذلك في بيان نشره المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري على منصة إكس، رداً على هجوم نتنياهو أمس السبت، على قطر التي تضطلع بدور الوسيط الرئيسي في المحادثات مع حركة حماس. وقال مكتب نتنياهو إنّ إسرائيل دعت قطر إلى "الكف عن اللعب على الجانبين بالحديث غير الواضح، وأن تقرر إن كانت ستقف إلى جانب الحضارة أم إلى جانب حماس"، على حدّ وصفه.
وقال الأنصاري إنّ تصوير استمرار العدوان على غزة كدفاع عن "التحضّر" يعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء. وأضاف: "منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، عملت دولة قطر بالتنسيق مع شركائها، على دعم جهود الوساطة الهادفة إلى وقف الحرب، وحماية المدنيين، وضمان الإفراج عن الرهائن. ويجدر هنا طرح سؤال مشروع: هل تم الإفراج عن ما لا يقل عن 138 رهينة عبر العمليات العسكرية التي توصف بـ"العدالة"، أم عبر الوساطة التي تُنتقد اليوم وتُستهدف ظلماً؟".
ترفض دولة قطر بشكل قاطع التصريحات التحريضية الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية. إن تصوير استمرار العدوان على غزة كدفاع عن "التحضّر" يعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق…
— د. ماجد محمد الأنصاري Dr. Majed Al Ansari (@majedalansari) May 3, 2025
وتابع المتحدث باسم الخارجية القطرية: "في المقابل، يعيش الشعب الفلسطيني في غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، من حصار خانق وتجويع ممنهج، وحرمان من الدواء والمأوى، إلى استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح للضغط والابتزاز السياسي"، متسائلاً: "فهل هذا هو "التحضّر" الذي يُراد تسويقه؟".
وشدد الأنصاري على أنّ "السياسة الخارجية لدولة قطر، المبنية على المبادئ، لا تتعارض مع دورها كوسيط نزيه وموثوق. ولن تثنيها حملات التضليل والضغوط السياسية عن الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة، والدفاع عن حقوق المدنيين بغضّ النظر عن خلفياتهم، وعن القانون الدولي دون تجزئة أو انتقائية".
ومضى قائلاً: "تواصل دولة قطر عملها الوثيق مع كل من جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والدفع نحو سلام عادل ودائم، يقوم على قيم العدالة والإنسانية، لا على العنف والمعايير المزدوجة".
ولفت إلى أنّ دولة قطر تؤكد مجدداً "إيمانها الراسخ بأن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتنهي الاحتلال، وتكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وجاء هجوم نتنياهو على قطر قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقررة إلى المنطقة في الفترة من 13 إلى 16 مايو/ أيار الحالي، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الشهر الفائت. ومن المقرر أن يزور ترامب السعودية وقطر والإمارات، وتعد هذه الزيارة الأولى له إلى الشرق الأوسط منذ توليه الفترة الرئاسية الثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.
كما يأتي الهجوم بينما تستمر جهود قطر، بالاشتراك مع مصر والولايات المتحدة الأميركية، للتوصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة ويعيد المحتجزين الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. وإلى جانب مصر، تقود قطر منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في 2023، وساطة لإنهائها، ونجحت في التوصل إلى هدنة مرتين مع حركة حماس، الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، والأخرى في يناير/ كانون الثاني 2025، تم خلالهما الإفراج عن أسرى من الجانبين والسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية. لكن نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الحرب على غزة في 18 مارس/ آذار الماضي.