قطار التسوية يصل إلى مدينة جاسم شمال درعا: سرقات وابتزاز مالي

قطار التسوية يصل إلى مدينة جاسم شمال درعا: سرقات وابتزاز مالي

04 أكتوبر 2021
قوات النظام السوري في درعا (Getty)
+ الخط -

واصل النظام السوري، صباح الاثنين، عملية التسوية في مدينة جاسم بريف درعا جنوبي البلاد، بالتزامن مع إجراء التسوية لمناطق أخرى من المحافظة، في ظل هدوء نسبي ساد منطقة شمال غربي البلاد الخاضعة للمعارضة و"هيئة تحرير الشام"، والخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن النظام استمر لليوم الثاني على التوالي في تسوية أوضاع العشرات من أبناء مدينة جاسم شمالي درعا، إضافة لمجموعة من المناطق والقرى الصغيرة المحيطة بها، حيث جاء العشرات من الشبان إلى مركز التسوية في المدينة بإشراف الشرطة العسكرية الروسية.

وبحسب المصادر، فقد شملت عملية التسوية كلا من قرية نمر وبلدة الحارة أيضا، وعملية التسوية كلها تتم في المركز الثقافي بمدينة جاسم، بناء على الاتفاق الموقع بين النظام السوري واللجان المركزية لدرعا بإشراف الشرطة العسكرية الروسية، وتنص بنود الاتفاق على تسليم السلاح الخفيف وتسوية وضع المطلوبين للنظام من مدنيين ومنشقين، وانتشار النظام في نقاط بالمنطقة وعودة المؤسسات الحكومية للعمل.

ومن بنود الاتفاق، وفق المصادر، إنهاء أي حالة حصار يقوم بها النظام في المنطقة، والسماح بدخول وخروج المواد الغذائية والتجار وعدم اعتراضهم، إضافة إلى ترميم وإصلاح المرافق العامة والبنى التحتية.

وبدأت أول أمس عملية التسوية في مدينة جاسم على غرار بقية المناطق في درعا وريفها الغربي، حيث جاء النظام بقائمة أسماء تضم قرابة 180 شخصا، وطالبهم بتسليم السلاح الخفيف.
وقال الناشط "محمد الحوراني"، لـ"العربي الجديد"، إنه من المتوقع أن عملية التسوية سوف تستمر في منطقة ريف درعا الشمالي لتشمل كل مدنه وقراه تقريبا، إذ يستخدم النظام التهديد والتلويح بالأعمال العسكرية والحصار، لإجبار السكان على القبول بالتسوية على غرار بقية المناطق، ومن المحتمل أن تنتقل لاحقا إلى قرى وبلدات في ريف درعا الشرقي، حيث يسيطر "اللواء الثامن" التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا.

وثبتت قوات النظام العديد من النقاط في المناطق التي أجرت بها التسوية مع الاستمرار في عمليات التسوية للشبان المطلوبين، حيث تقوم فروع أمن النظام بإخراج نشرة أو قائمة بمجموعة أسماء، وتطالب كل منطقة بتسليم هؤلاء الأشخاص وإجراء تسوية وتسليم قطع سلاح.

ونقل ناشطون لـ"العربي الجديد" أن ضباط النظام باتوا يستغلون عملية التسوية لتحصيل المال والكسب غير المشروع، حيث يشترطون مبلغا ماليا في حال عدم تسليم الشخص المطلوب للسلاح، وبالتالي في حال عدم وجود سلاح في الأصل، يضطر الأهالي لدفع المال، وهذه العملية هي فقط لتحصيل أموال قبل انتهاء عمليات التسوية.

وتزامنا مع التسوية في جاسم انتشرت مجموعات من قوات النظام بهدف عمليات التفتيش في محيط المدينة، بحثا عن مخازن أسلحة مزعومة، وأكد أهال من المنطقة لـ"العربي الجديد" اقتحام القوات منازل ومزارع للمدنيين، وسرقة محتوياتها بحجة التفتيش.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن النظام استكمل عملية التسوية في مدينة نوى بالحصول على مبالغ مالية مقابل الأسلحة غير الموجودة التي يطالب اللجنة المركزية هناك بتسليمها.
وقالت المصادر إن اللجنة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام أرسلت قوائم اسمية لمطلوبين من مدينة إنخل في الريف الشمالي لتسوية أوضاعهم، وتضم القائمة أكثر من 240 اسما من أبناء المدينة، وقد تم الاعتراض على هذه القائمة من قبل الوجهاء.

وفي غضون عملية التسوية، استمرت الهجمات من قبل مجهولين على أشخاص في ريف درعا، حيث قتل شخص برصاص مجهولين في بلدة المزيريب، وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنه متهم بالتعامل مع النظام السوري ويعمل على نقل الركاب. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات المتكررة التي تطاول المتهمين بالتعاون مع النظام أو العناصر التي انضمت إلى المليشيات التابعة له.

وفي شمال غربي البلاد، قال الناشط مصطفى المحمد إن المنطقة شهدت حتى منتصف اليوم هدوءا شبه تام، تخلله قصف مدفعي متقطع من قوات النظام السوري على جبل الأكراد بريف اللاذقية وجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث سجلت أضرار مادية في الأراضي الزراعية.
واستمر تحليق الطائرات الروسية وطائرات الاستطلاع التابعة للنظام السوري، وهو ما يعكس رغبة النظام في الاستمرار بخرق الاتفاق وضرب أهداف في المنطقة.

وتحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن سماع دوي عدة انفجارت في منطقة القاعدة الروسية حميميم بناحية جبلة في ريف اللاذقية، مرجحة أن الانفجارات ناجمة عن إطلاق صواريخ من مضادات أرضية اعترضت أجساما أطلقت باتجاه القاعدة الروسية.

بدورها نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر في قاعدة حميميم أن الدفاعات الجوية المسؤولة عن حماية القاعدة العسكرية في ريف اللاذقية، أسقطت طائرة مسيّرة حاولت الاقتراب من القاعدة من الاتجاه الشمال الشرقي. واتهم المصدر مجموعات مسلحة متواجدة بين ريفي اللاذقية وإدلب بإطلاق الطائرة.

وكانت القاعدة الروسية قد تعرضت سابقا لعدة هجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ وأعلنت فصائل معارضة للنظام السوري أكثر من مرة تنفيذ قصف على حميميم، وعلى مواقع للنظام السوري في ريف اللاذقية ردا على استمرار الأخير في خرق وقف إطلاق النار بالمنطقة.

المساهمون