قضية الصحراء تغيب عن أول محادثات بين بوريطة وبلينكن

قضية الصحراء تغيب عن أول محادثات بين بوريطة وبلينكن

01 مايو 2021
أول تواصل رسمي بين بلينكن وبوريطة (تويتر)
+ الخط -

غابت قضية الصحراء عن أول محادثات هاتفية جرت، أمس الجمعة، بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، فيما كان لافتاً التركيز على العلاقات الثنائية والتعاون في أفريقيا والأوضاع في ليبيا ومنطقة الساحل.

ويشكل غياب قضية الصحراء عن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي مع بوريطة وقبله بيوم واحد مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، إشارة أخرى إلى أن النزاع لا يدخل حالياً ضمن أولويات الإدارة الجديدة، وأنها ما زالت في طور بلورة موقف واضح من اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء.

وبعد مرور أكثر من 100 يوم على تنصيبها، لم تكشف الإدارة الأميركية الجديدة عن موقفها النهائي من قرار الرئيس الأميركي السابق، في وقت تراهن فيه جبهة "البوليساريو" والجزائر على دفع إدارة جو بايدن نحو التراجع عن موقف ترامب، القاضي بـالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء وفتح قنصلية بالداخلة (ثاني كبريات مدن الصحراء) وتصحيح ما تعتبره خطأً.

وفي مقابل غياب قضية الصحراء عن مباحثات بوريطة وبلينكن، رحبت واشنطن بالخطوات المغربية لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، إذ اعتبر وزير الخارجية الأميركي أن تلك العلاقات "ستكون لها منافع على المدى الطويل"، مؤكداً "الدور الرائد والعمل ذا المصداقية الذي يقوم به المغرب من أجل الوصول إلى سلام دائم في الشرق الأوسط"، بحسب بيان للخارجية المغربية تلقى "العربي الجديد" نسخة منه.

ويأتي ذلك في وقت ينتظر فيه أن تستضيف لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك"، وزير الخارجية المغربي في السادس من مايو/ أيار القادم، في أول تواصل علني بين مسؤول مغربي رفيع المستوى وأكبر لوبي يهودي داعم للعلاقات الأميركية الإسرائيلية.

وبرأي المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، يمكن المغرب أن يستفيد من اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية "أيباك"، بالنظر إلى ما تتمتع به من قوة وقرب من مراكز صنع القرار في واشنطن، لافتاً، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن المغرب يراهن على حسم ملف الصحراء والحفاظ على مصالحه من خلال الاستفادة من تأثير ذلك اللوبي داخل مفاصل الإدارة الأميركية والكونغرس ومجلس الشيوخ، خاصة في ظل نزول الجزائر بكل ثقلها لدفع إدارة بايدن إلى التراجع عن الاعتراف الأميركي بالسيادة المغربية على الصحراء.

في المقابل، تثير استضافة بوريطة من قبل "أيباك" انتقادات في الأوساط المناهضة للتطبيع في المغرب، إذ اعتبر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، أحمد ويحمان، تلك الاستضافة "فضيحة جديدة وسقطة أخرى من السقطات المتتالية منذ إعلان التطبيع والتوقيع عليه في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كذلك فإنها إساءة إلى ملف الوحدة الترابية للمملكة (قضية الصحراء)".

وأضاف في حديث مع "العربي الجديد": "من المؤسف أن تجري المقامرة بعدالة قضية الصحراء وبتضحيات الشعب المغربي الذي حرر أقاليم الجنوبية بمسيرة سلمية أذهلت العالم، ودافع عنها بدماء شهدائه، وضحى من أجل تنمية المنطقة على حساب مناطق أخرى في البلاد، بالارتماء في أحضان الصهاينة".

المساهمون