قصف إسرائيلي يستهدف مواقع للنظام السوري في القنيطرة

قصف إسرائيلي يستهدف مواقع للنظام السوري في القنيطرة.. و"قسد" توسع حملة التجنيد في مناطقها

25 أكتوبر 2021
القصف يرجح أنه إسرائيلي (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تعرضت مواقع للنظام السوري، الليلة الماضية، لقصف جوي إسرائيلي في محافظة القنيطرة جنوبي البلاد، فيما وسعت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عملية التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة لها شمالي وشرقي سورية بذريعة مواجهة التدخل التركي في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري إن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت عدوانا جديدا على المنطقة الجنوبية من سورية، مؤكدة أن النظام لديه الحق في الرد وهو قادر على ذلك أيضا.

وكانت مصادر محلية قد أفادت في وقت سابق اليوم لـ"العربي الجديد" بأن قصفا يرجح أنه إسرائيلي طاول مواقع لقوات النظام السوري في محافظة القنيطرة، مضيفة أن القصف كان من طائرات حربية، وكان من أبرز المواقع المستهدفة مبنى المالية في مدينة البعث الذي تتخذ منه المليشيات الإيرانية مقرا لها.

ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية بحكومة النظام أن "قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت فجر اليوم عدواناً جديداً في المنطقة الجنوبية، وذلك في إطار عدوانها المتكرر على حرمة وسيادة الأراضي السورية.
وأوضح المصدر، الذي لم تذكر اسمه، أن هذا العدوان الغاشم "يأتي بعد إتمام المصالحات في محافظة درعا، وعودة الأمن والأمان لها وبسط سلطة الدولة في محاولة يائسة من كيان الاحتلال الإسرائيلي لدعم أدواته وعملائه من المجموعات الإرهابية المنهزمة".
وأضاف المصدر زاعما أن "سورية تؤكد حقها وقدرتها على الرد على هذه الاعتداءات ولجم النزعة العدوانية لسلطات الاحتلال"، ولم يذكر المصدر الأهداف التي طاولها القصف أو الخسائر التي نجمت عنها، فيما لم يصدر أي رد من قوات النظام على القصف وفق ما ذكرته مصادر محلية.
وأوضحت مصادر "العربي الجديد" في وقت سابق أن مبنى مديرية المالية في مدينة البعث، وهو مبنى تتخذ منه مليشيات الحرس الثوري الإيراني مقرا لها، مضيفة أنه لم يتبين وقوع أضرار بشرية، وفي الغالب كانت المواقع المستهدفة قد أُفرغت سابقا من العناصر البشرية.

في هذه الأثناء، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الطائرات الإسرائيلية ألقت مناشير ورقية فوق مناطق عديدة قرب الشريط الحدودي مع الجولان المحتل تطالب من خلالها قوات النظام السوري بعدم العمل مع المليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني.
وجاء في المنشور، بحسب المصادر ذاتها، تحريض على قائد قوات النظام المدعو النقيب بشار الحسن، وهو قائد ما يسمى "اللواء 90" التابع لقوات النظام. وحذر المنشور عناصر قوات النظام من مغبة الإنصات لأوامر القيادي المذكور، قائلا إن العناصر يبيعون أرواحهم من أجل خدمة مشاريع إيرانية يقوم بتنفيذها المدعو الحاج جواد هاشم.
وقال المنشور الذي حمل أيضا صورا لمواقع مدمرة إن الاحتلال الإسرائيلي لن يتوانى عن كشف مشاريع "حزب الله" وتدميرها، منوها إلى أن المبنى الذي جرى استهدافه هو مقر لـ"حزب الله".

وشهدت المنطقة سابقا عدة غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي، فضلا عن قصف صاروخي أدى إلى مقتل وجرح عناصر من قوات النظام والمليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" اللبناني، وتعد تلك المنطقة ساحة نشاط ونفوذ لهذه المليشيات.

حملات مداهمة واعتقالات بمناطق "قسد"

إلى ذلك، قالت مصادر محلية إن "قسد" وسعت حملات المداهمة والاعتقال في المناطق الخاضعة لها، وكثفت الحواجز المتنقلة على الطرقات وبمداخل ومخارج المدن، واعتقلت أمس أكثر من مائة شخص في مناطق متفرقة من الرقة وحلب ودير الزور والحسكة. وأكدت المصادر، التي اشترطت كذلك عدم كشف هويتها، أن "قسد" اعتقلت منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم أكثر من 15 شخصا في منطقة المنصورة غربي مدينة الرقة.
وكان مكتب الدفاع الذاتي التابع لـ"قسد" و"الإدارة الذاتية" الكردية قد أصدر تعميما أول أمس للقوات التابعة له بهدف توسيع حملة التجنيد الإجباري التي تطاول الذكور في مناطق سيطرة "قسد"، وأضافت المصادر أن توسيع عملية التجنيد يأتي بهدف مواجهة هجوم محتمل من الجيش التركي.
وأضافت المصادر أن مكتب الدفاع حدد أعمار المطلوبين للتجنيد ابتداء من مواليد 1998 وحتى مواليد عام 2003، ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار "قسد" في عمليات بناء التحصينات، وخاصة في محاور عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي.
من جانبها تحدثت شبكة "الخابور" المحلية عن نزوح عشرات العائلات من عين عيسى، إلى بلدة تل السمن وقرية خنيز، بعد نشر مليشيات "قسد" أسلحة متوسطة وثقيلة داخل أحياء المدينة.
وقالت الشبكة إن عدد العائلات النازحة ناهز 40، مضيفة أن "قسد" سجلت أسماء العائلات النازحة وأخذت أماكن إقامتها الجديدة، بهدف نقلها بشكل إجباري إلى المخيمات الخاضعة لها في الرقة، رغم نزوحهم إلى مناطق أقاربهم وتوفر أماكن إقامة لهم.
وأكدت الشبكة أن المليشيا اعتقلت 15 شابا من أبناء العائلات النازحة إلى تل السمن، بتهمة تخلفهم عن "واجب الدفاع الذاتي"، وقامت بتجنيدهم بشكل إجباري ونقلتهم إلى معسكرها في "الفرقة 17" قرب الرقة.

من جانب آخر، شنت طائرات النظام السوري والطائرات الروسية أكثر من ثلاثين غارة على مناطق متفرقة من البادية مساء أمس، وطاولت الغارات مواقع ومناطق في بادية الرهجان وأثريا بريف حماة الشمالي الشرقي، وبادية جبل البشري جنوب شرقي دير الزور وبادية تدمر شرقي حمص، دعما للقوات البرية التي تقوم بعمليات تمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتزامنا مع عمليات التمشيط ضد خلايا "داعش" في البادية تعرضت شاحنة نقل نفط تابعة للنظام إلى هجوم بعبوة ناسفة من مجهولين، يرجح أنهم عناصر لتنظيم "داعش"، على طريق مزرعة القحطانية غربي مدينة الرقة، وأدى الهجوم لاحتراق الشاحنة وإصابة سائقها بجروح خطيرة.

المساهمون