قصف تركي شمالي سورية.. ودعوات للتظاهر في السويداء

قصف تركي شمالي سورية.. ودعوات للتظاهر في السويداء

26 يوليو 2022
"الجيش الوطني السوري" يشارك في العمليات التركية (حسين ناصر/ الأناضول)
+ الخط -

جدّد الجيش التركي قصف مناطق تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام السوري شمالي سورية، فيما تسود حالة من الهدوء الحذر بمنطقة شهبا في محافظة السويداء جنوباً على خلفية عمليات الخطف التي تمارسها مجموعات مسلحة تابعة لأمن النظام العسكري.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي جدد، فجر اليوم الثلاثاء ومساء أمس الإثنين، قصفه المدفعي على مناطق توجد فيها "قسد" بشكل مشترك مع نظام بشار الأسد، وذلك في قرى تنب وأم الحوش وحساجك وأم القرى والحصية وحربل والسموقة وتل مضيق وسد الشهباء بريف حلب الشمالي.

وتحدثت المصادر، التي فضلت عدم ذكر هويتها، عن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقعت بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، و"قسد" على محاور مارع شمالي حلب.

مقتل جنديين تركيين شمالي حلب

في المقابل، قُتل عنصران من قوات القوات التركية اليوم الثلاثاء، إثر استهداف "قسد"، بالصواريخ قاعدة عسكرية تركية، شمالي محافظة حلب.

وقالت مصادر مُطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من الجيش التركي قُتلا، اليوم الثلاثاء، إثر سقوط عدة صواريخ أطلقتها قوات "قسد" على قاعدة كلجبرين العسكرية التركية القريبة من مدينة مارع، والواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شمالي محافظة حلب.

وأضافت المصادر أن قوات "قسد" استهدفت أيضاً بأكثر من 20 صاروخاً محيط القاعدة العسكرية التركية في قرية أناب شمالي محافظة حلب، ما تسبب بأضرار جزئية في أسوار النقطة، دون وقوع إصابات في صفوف عناصر القوات التركية.

وأكدت المصادر أن جميع القواعد العسكرية المتمركزة في منطقتي "درع الفرات، وغصن الزيتون" استهدفت بأكثر من 70 قذيفة مدفعية مواقعاً عسكرية ومقرات تابعة لـ"قسد" في بلدات منغ، وتل رفعت، ومرعنار، والعلقمية، وناحية شيراوا، وقرية الشيخ عيسى، ومطار منغ العسكري شمالي محافظة حلب، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر حتى الآن.

وقالت وسائل إعلام موالية لـ"قسد"، إن "أربعة مواطنين بينهم نساء أُصيبوا بجروح متفاوتة، إثر سقوط قذائف أطلقتها الجيش التركي على بلدة تل رفعت شمال محافظة حلب".

حالة هلع شمالي القامشلي

في غضون ذلك، انفجرت سيارتان ملغمتان بشكل متتال في قرية في ناحية الغندورة بريف حلب الشمالي الشرقي، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الانفجارين استهدفا سيارتين تعودان لشخصين من عائلة واحدة.

وأضافت المصادر أن الانفجارين أسفرا فقط عن أضرار مادية، وتلاهما استنفار من "الجيش الوطني السوري" في المنطقة.

وذكرت المصادر أنّ القصف التركي طاول مواقع مشتركة للنظام و"قسد" في ناحية القامشلي شمال شرقي البلاد، مشيرة إلى أنّ عنصراً من النظام السوري أصيب بجروح في المنطقة الواصلة بين قريتي خالد كلو وتل زيوان شمال شرقي القامشلي قرب الحدود مع تركيا.

وأضافت المصادر أنّ القصف أدى إلى حالة هلع بين السكان وتخوف من الوصول إلى الأراضي الزراعية في المنطقة، إضافة إلى أنّ تحركات "قسد" وقوات النظام السوري في المنطقة تعرض المدنيين للخطر، وتجعلهم هدفاً في أي لحظة للطائرات أو لمدفعية الجيش التركي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن طائرة يرجح أنها تركية أطلقت صاروخا استهدف سيارة يستقلها شخصان على الطريق الدولي قرب مدينة عين عيسى شمال غربي الرقة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة.

ورجحت المصادر أن المستهدفين هما من عناصر وحدات "حماية الشعب"، أو من عناصر "حزب العمال الكردستاني" الذي تلاحقه تركيا في سورية.

من جانبها، قالت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "قسد" إن "مسيّرة انتحارية استهدفت عدداً من المواطنين في عين عيسى"، وزعمت أن الطائرة المسيرة الملغمة تابعة للجيش التركي، وأسفرت عن إصابة مواطنين اثنين في ريف عين عيسى.

وقالت الوكالة إن الاستهداف أصاب "مواطنين" أمام محطة للمحروقات على الطريق الدولي في المدخل الشمالي لناحية عين عيسى، وزعمت أن أحدهما يبلغ من العمر (21 عاماً) والآخر (20 عاماً).

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن عددا من عناصر "قسد" أصيبوا بجروح جراء اصطدام سيارة تقلهم بشاحنة نقل وقود في قرية العزبة بريف دير الزور الشمالي، موضحة أن المصابين كانوا ضمن حملة تنفذها الأخيرة في المنطقة بحثا عن مطلوبين للتجنيد الإجباري.

وتحدثت المصادر أيضاً عن مقتل عنصرين من المليشيا بهجوم من مسلحين مجهولين طاول دورية في محيط قرية الحريري على طريق الشدادي جنوبي الحسكة، تلاه استنفار من "قسد" في المنطقة.

في الأثناء، قالت مصادر مقربة من "قسد" إنّ القصف التركي جاء عقب إطلاق نار على مخفر حدودي للجيش التركي من الأراضي التي تسيطر عليها "قسد".

وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، أمس الإثنين، عن تحييد 15 من عناصر وقياديي "قسد" ووحدات "حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد" في سورية.

من جانبها، شنت "قسد" حملة اعتقالات بهدف التجنيد الإجباري في قرية المويلح بناحية الجرنية في ريف الرقة الغربي، وذلك في إطار سياسة التجنيد التي تتبعها المليشيا تحت مسمى "واجب الدفاع الذاتي".

وشمال غربي سورية، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن طفلا قتل وأصيب والده بجروح جراء انفجار مقذوف "قنبلة عنقودية" من مخلفات قصف النظام السوري في أطراف مدينة حريتان بريف حلب الشمالي الغربي. وذكرت المصادر أن الطفل ووالده كانا يعملان في أرض زراعية شرق المدينة.

النظام يبدأ بتعبيد طريق الـ"أم 5" 

تزامناً، بدأ النظام السوري بتعبيد جزء من الطريق الدولي دمشق - حلب المعروف بطريق الـ"أم 5" المار بعدة مدن وبلدات تابعة لمحافظة إدلب، فيما تواصل أفواج "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا عمليات سرقة واستخراج الحديد من أسقف المنازل المدمرة في مدينة معرة النعمان جنوبي المحافظة.

وقالت وكالة "سانا"، التابعة للنظام السوري، اليوم الثلاثاء، إن "فرع المواصلات الطرقية في محافظة حماة باشر عمليات تأهيل وصيانة الطريق الدولي  دمشق - حلب المتضرر ضمن قطاع محافظة إدلب".

وزعم مدير فرع  المواصلات التابعة للنظام، خضر فطوم، أنه "خصص 60 ألف متر مكعب من الأسفلت لتأهيل مقاطع الطريق الدولي ضمن محافظة إدلب ويبلغ طول المسافة المستهدفة صيانتها نحو 71 كيلومتر بدءاً من مدينة خان شيخون وحتى مدينة سراقب مروراً بمدينة معرة النعمان وعشرات القرى التي تتمركز على جانبي الطريق"، مدعياً أن "عمليات التأهيل ستشمل مسلكي الطريق (الذهاب والإياب)، وستركز على معالجة مقاطع طولية وخاصة المناطق التي تعرضت للتخريب جراء الإرهاب".

وكان الطريق الدولي دمشق - حلب المار بدءاً من مدينة خان شيخون ومروراً بمدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "أم 4، أم 5" بريف إدلب الشرقي، قد تعرض لعشرات الغارات من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، بالإضافة لتعرضه إلى مئات القذائف والصواريخ خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين لقوات النظام بدعم جوي روسي على منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، في الفترة الواقعة ما بين نهاية عام 2019 وحتى مطلع الثالث من مارس/ آذار عام 2020.

الفرقة 25 تسرق أسقف المنازل

من جهة أخرى، أكدت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أفواج "الفرقة 25 مهام خاصة" تواصل عمليات السرقة واستخراج الحديد من أسقف المنازل ضمن مدينة معرة النعمان الواقعة على الطريق الدولي "أم 5" جنوبي محافظة إدلب.

وأوضحت المصادر أن عمليات سرقة الحديد بدأها عناصر الفرقة بإيعاز من قادة الفرقة قبل نحو شهرٍ من الآن بالمنازل العربية ذات الطابق الواحد داخل المدينة، مُشيرةً إلى أنه تم تعبئة نحو 60 شاحنة من المعرة محملة بقضبان الحديد، جزء من تلك الشاحنات اتجهت إلى مرفأ اللاذقية، والقسم الآخر منها توجهت إلى مستودعات التجار الذين وقعوا صفقات الحديد مع قادة الفرقة في ريف حماة الغربي وتحديداً منطقة سلحب، وقسم آخر إلى ريف العاصمة السورية دمشق.

ومنذ أكثر من عامين لم تسمح قوات النظام بعودة أهالي تلك المدن والبلدات المقيمين ضمن محافظات أخرى من مناطق سيطرته، بُغية تفرد قوات النظام وتلك المليشيات بسرقة منازل ومنشآت تلك المدن والبلدات وتعفيشها بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى سرقة المحاصيل الزراعية التي استولت عليها أيضاً أبرزها مواسم الفستق الحلبي، والقمح، والزيتون، والشعير، والعدس، والفريكة وغيرها.

دعوات للتظاهر في السويداء

إلى ذلك، تسود حالة من الهدوء النسبي في محافظة السويداء جنوبي سورية، تخللتها عملية خطف جديدة ودعوة للتظاهر ضد النظام السوري والمليشيات المسلحة التابعة له في المحافظة.

وقالت شبكة "السويداء 24" المحلية إنّ عصابات تابعة لفرع الأمن العسكري في قوات النظام السوري اختطفت مواطناً من أهالي مدينة شهبا، على حاجز في بلدة عتيل شمالي السويداء، مضيفة أن التوتر قد يعود إلى شهبا على خلفية الاختطاف، حيث سمعت رشقات من الرصاص، وسط حالة من الغضب والاستياء.

وقالت الشبكة إن العصابات التابعة لفرع الأمن العسكري نقضت الاتفاق الذي تم، صباح أمس الإثنين، بإطلاق سراح جميع المخطوفين مقابل فتح الطرقات.

وذكرت الشبكة في وقت سابق أنّ أهالي مدينة شهبا فتحوا طريق دمشق السويداء، بعد إطلاق سراح غالبية المخطوفين، من أهالي المدينة لدى مجموعة تابعة للمخابرات العسكرية للنظام.

وأوضحت الشبكة أنه "لا يزال الشاب جاد الطويل الذي فجرت عملية خطفه الأزمة، محتجزاً، وقد حصلت عائلته على تعهدات بإطلاق سراحه أيضاً خلال الساعات المقبلة، بعد إعادة الحركة على طريق العاصمة".

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنه بعد حادثة الخطف الجديدة، مساء أمس الإثنين، دعا ناشطون في السويداء للخروج بمظاهرات سلمية احتجاجاً على سياسات النظام السوري في المحافظة والفلتان الأمني المستمر، وخاصة التي ينفذها فرع الأمن العسكري المتهم بالتبعية لإيران و"حزب الله" اللبناني.

وذكرت المصادر، التي اشترطت كذلك عدم كشف هويتها، أنه بعد إطلاق الدعوات سمع صوت انفجار عنيف في منطقة مساكن القلعة بمدينة السويداء تبين أنه ناجم عن إطلاق مجهولين قذيفة في الهواء، وهو ما اعتبره البعض تحذيراً من عصابات النظام للمدنيين بعدم الخروج في مظاهرات.

يذكر أنّ السويداء تشهد فلتاناً أمنياً مستمراً ويتهم الأهالي النظام السوري وداعميه بافتعال هذا الفلتان بهدف السيطرة على المحافظة عن طريق عصابات تابعة لفروع الأمن والمخابرات، وهي متهمة بالضلوع في مئات حالات الخطف والابتزاز للسكان، ترافقها أزمات اقتصادية على الأصعدة كافة.

وفي درعا المجاورة للسويداء، قتل مجند في مليشيا "جيش التحرير الفلسطيني" التابعة لقوات النظام السوري بهجوم نفذه مجهولون في الحي الغربي من بلدة المزيريب بريف المحافظة، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ المجند كان يقوم بزيارة أقارب له في المزيريب.

وبحسب المصادر، فإن هذا الهجوم هو الثاني خلال يوم واحد، إذ قُتل قبل ذلك بساعات ضابط برتبة نقيب في قوات النظام جراء استهدافه بعبوة ناسفة بحي الضاحية في مدينة درعا. ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجومين، على غرار مئات الهجمات المماثلة التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.