استمرت الاشتباكات، اليوم الأربعاء، بين مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ومسلحين من العشائر العربية في ريف دير الزور شرقيّ سورية ومدينة منبج (شمال شرق)، رغم تدخل التحالف الدولي لوقف القتال الدائر.
وسيطرت قوات "قسد"، الأربعاء، بشكل كامل على بلدة ذيبان (تتبع منطقة الميادين في دير الزور)، معقل شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، الذي قاد الثورة العشائرية ضد المليشيا.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "قسد" تقدمت في البلدة بعد انسحاب معظم مسلحي العشائر باتجاه محاور قرية الطيانة قرب نهر الفرات.
وتزامنت هذه التطورات مع خروج تظاهرات في منطقة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي للتنديد بممارسات "قسد" والمطالبة بدعم مسلحي العشائر في المنطقة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات تجددت فجر اليوم في محاور بلدة ذيبان عقب تقدم "قسد" مساء أمس في أجزاء من البلدة وسيطرتها الكاملة على بلدة الحوايج في ناحية الشحيل إثر الاشتباكات الدامية مع مسلحين من العشائر العربية.
في غضون ذلك، سيطر مسلحو العشائر في ريف حلب الشمالي الشرقي، الأربعاء، على قرية في ناحية مدينة منبج إثر هجوم على مواقع مليشيا "قسد" في المنطقة بعد وصول تعزيزات من فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين من العشائر العربية ينتمون إلى فصائل المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" هاجموا مواقع "قسد" في المحور الشمالي لناحية منبج، وسيطروا على قرية البوغاز، تزامناً مع تقدم في محاور تلال الحمرا وتورين والبوهيج شمال منبج.
وذكرت المصادر أن الهجوم جاء في إطار دعم مسلحي العشائر في ذيبان بريف دير الزور الشرقي، مضيفة أن أبناء العشائر العربية في فصائل المعارضة جلبوا تعزيزات بهدف شنّ معركة في منبج.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم في محاور منبج يجري بالتنسيق بين فصائل المعارضة، مضيفة أن "مجلس منبج العسكري" يحاول صد الهجوم واستعادة قرية البوغاز بعد التسلل إليها من مسلحي العشائر.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بالصواريخ والمدفعية أدت إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي وقت سابق، اتهم "مجلس منبج العسكري"، في بيان، "هيئة تحرير الشام" بإرسال تعزيزات لمسلحي العشائر وفصائل المعارضة إلى قرى شمال غربي منبج.
وكانت محاور المدينة قد شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات ومعارك كر وفر بين "قسد" ومسلحين من العشائر ينتمون إلى فصائل المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع معارك دير الزور.
وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 شخصاً من مسلحي العشائر قتلوا أمس، فيما بلغت حصيلة القتلى منذ بداية الاشتباكات قبل نحو عشرة أيام 90 قتيلاً، بينهم مدنيون.
وكان "تلفزيون سوريا" قد نقل، مساء أمس، عن مصادر خاصة قولها إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن دعا مسلحي العشائر و"قسد" إلى التفاوض، مشيرة إلى أن قائد المسلحين الشيخ إبراهيم الهفل أبدى موافقة أولية، فيما رفضت "قسد" فكرة الحوار وأصرت على الحسم عسكرياً.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، الليلة الماضية، أن وفداً أميركياً التقى قادة من "قسد" شمال شرقي سورية، وشدد على الإصغاء لمظالم أهالي دير الزور.
واندلعت شرارة القتال في المنطقة في 27 أغسطس/آب الماضي، عقب اعتقال "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها، أحمد الخبيل (أبو خولة) وعزله لاحقاً من مهامه في قيادة المجلس، وإنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين في المجلس، بتهم تتعلق بـ"تجاوزات وجرائم، منها تجارة المخدرات"، وفقاً للمليشيا.
ويقول مسلحو العشائر إن انتفاضتهم الأخيرة على "قسد" لا علاقة لها بمسألة أبو خولة، بل بحقوق يطالبون بها.
ويتهم أبناء عشائر عربية وشيوخ ووجهاء في ريف دير الزور الشرقي "قسد" بتهميش المكون العربي، القاطن الأصلي والوحيد في تلك المنطقة، ويتهمون المليشيا بسرقة ثروات منطقتهم ووضع مسؤولين مدنيين وعسكريين فاسدين لإدارة المؤسسات التابعة لها هناك.
خسائر بصفوف النظام و"قسد"
إلى ذلك، قتل قيادي في مليشيات "قسد"، اليوم الأربعاء، بتفجير في مدينة منبج بريف حلب، فيما تكبدت قوات النظام السوري خسائر بشرية بقصف طاول مواقعها في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي شمال غربي البلاد.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المدعو بزان برجاوي، مسؤول العلاقات العسكرية في "مجلس منبج العسكري"، قتل صباح اليوم جراء تفجير عبوة ناسفة بسيارته على طريق جرابلس في مدينة منبج، مشيرة إلى أن المستهدف يتحدر من مدينة عين العرب.
وشككت مصادر محلية في أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة في السيارة، مرجحة أن هجوماً صاروخياً بطائرة مسيّرة استهدف سيارة المسؤول مباشرةً، فيما قالت وكالة أنباء "هاوار" المقربة من "قسد" إنه لم يجرِ التحقق من طبيعة الانفجار ومصدره بعد.
وشهدت مدينة منبج الخاضعة لـ"قسد"، أمس، هجوماً بصاروخ موجه على سيارة لقوى الأمن الداخلي "الأسايش" أدى إلى مقتل أربعة من عناصر الدورية، بينهم شخصية قيادية، فيما لم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم. وشهدت مناطق "قسد" سابقاً استهدافات بطائرات مسيرة يرجح أنها تركية، أوقعت قتلى وجرحى.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من "قسد" إن قصفاً تركياً طاول مواقع في قرى صكيرو، والحويجة، والصفاوية، وجهبل، في ناحيتي التروازية وعين عيسى بريف الرقة الشمالي.
إلى ذلك، ذكرت مصادر مقربة من فصائل المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" لـ"العربي الجديد"، أن عناصر من قوات النظام السوري قتلوا جراء قصف مدفعي وصاروخي طاول مواقع لهم في ريفي حماة الغربي وإدلب.
وذكرت المصادر أن القصف طاول رتلاً لقوات النظام كان يتجه إلى مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي الشرقي. كذلك طاول قصف الفصائل أيضاً محاور الفوج الـ46 التابع للنظام بريف حلب الغربي.
وقالت المصادر إن قوات النظام حاولت التقدم على محور تلة الملاجة، لكنها فشلت وتكبدت خسائر بشرية، وسط تواصل القصف المدفعي والصاروخي من قبل هذه القوات على محاور جبل الزاوية جنوبيّ إدلب.
وصعّدت قوات النظام، الثلاثاء، القصف المدفعي والصاروخي على جبل الزاوية، وخصوصاً ناحية الفطيرة وسفوهن، مسبّبة حركة نزوح وخسائر مادية في ممتلكات المدنيين.