"قسد" تحاول اعتقال مقاتلين من الجيش السوري وسط غارات تركية
استمع إلى الملخص
- تأتي هذه المداهمات بعد توقيع اتفاق اندماج بين الحكومة السورية و"قسد"، وسط مخاوف من استمرار "قسد" في استخدام الاعتقالات لتعزيز نفوذها الأمني والسياسي في المنطقة.
- نفذ سلاح الجو التركي غارات على مواقع "قسد" في منبج، مما أسفر عن قتلى وجرحى، في ظل توتر مستمر بين "قسد" وفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا.
شنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حملة مداهمات في ريف دير الزور الشرقي، استهدفت منازل عدد من الشبان المنضمين إلى صفوف الجيش السوري، وذلك رغم الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، لدمج القوى الكردية في مؤسسات الدولة.
وقال الناشط في دير الزور وسام العكيدي، لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات اندلعت بين الأهالي وأفراد دورية تابعة لـ"قسد" عقب مداهمتهم منازل مقاتلين من الجيش السوري، دخلوا من (بادية الشامية) التي تُسيطر عليها قوات الحكومة السورية، إلى مناطق سيطرة الأكراد (بادية الجزيرة) عبر ضفاف نهر الفرات، دون تنسيق مسبق مع القوات الكردية.
وأشار العكيدي إلى أن المداهمات استهدفت منازل خالد حسين الحردان، وعويد حسين الحردان، وحمود الحسين الحردان، ورياض العواد في بلدة الكشكية، إضافة إلى منازل طريف الفرج وجمعة الفرج في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي. ولم تتوفر معلومات عن تمكن "قسد" من اعتقال هؤلاء الأشخاص، ما يُشير إلى فشلها في تحقيق هدفها خلال العملية.
وتأتي هذه المداهمات بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق الاندماج بين الحكومة السورية في دمشق، و"قسد" في شرق وأجزاء من شمال سورية. وشهدت مدن دير الزور والرقة والحسكة احتفالات شعبية ابتهاجاً بهذا الاتفاق، ما دفع "قسد" إلى شن حملة مداهمات جديدة استهدفت المشاركين في هذه الاحتفالات.
يُشار إلى أن "قسد" كانت قد شنت، قُبيل توقيع الاتفاق، حملات اعتقال واسعة وممنهجة في أرياف دير الزور والرقة والحسكة بتهم تتعلق بالتخابر لصالح الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بالإضافة إلى اتهامات كيدية بالتعامل مع تنظيم "داعش"، ما يثير مخاوف من استمرار "قسد" في توظيف الاعتقالات أداة لتعزيز نفوذها الأمني والسياسي في المناطق التي تُسيطر عليها.
وكان الشرع وعبدي قد وقّعا يوم الاثنين الفائت اتفاقاً تاريخياً يقضي باندماج القوات الكردية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية. وأكد الاتفاق تعزيز وحدة الأراضي السورية ورفض محاولات التقسيم. وقد لاقى الاتفاق ترحيباً من عدد من الدول العربية والخليجية التي أعربت عن دعمها لهذه الخطوة لتعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون في سورية.
وشهدت عدة محافظات سورية، منها دمشق وحمص وحماة وإدلب والرقة ودير الزور والحسكة، احتفالات واسعة وسط نزول الأهالي إلى الشوارع فرحاً بالاتفاق، معتبرين أنه يمثل مرحلة جديدة من الوحدة الوطنية تحت قيادة واحدة تشمل كافة الأراضي السورية وشعوبها وطوائفها وقومياتها.
غارات جوية تركية تستهدف مواقع لقوات "قسد" في منبج شمالي سورية
وفي السياق، نفذ سلاح الجو التركي، اليوم الأربعاء، غارات جوية باستخدام صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت مواقع عسكرية تابعة لقوات قسد في منطقة منبج بريف حلب الشرقي، شمالي سورية. وقالت مصادر عسكرية في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الطائرات الحربية التركية استهدفت بحوالي عشرة غارات جوية، مواقع عسكرية لـ"قسد" في قرية الشواخ بريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب.
وأكدت المصادر أن الغارات التركية أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات "قسد"، مشيرةً إلى أن غارتين استهدفتا نفقاً عسكرياً ومستودع أسلحة، مما أدى إلى اشتعال النيران بداخله. وفي وقت سابق، نفذت الطائرات الحربية التركية ليل الثلاثاء الأربعاء حوالي سبعة غارات جوية استهدفت من خلالها مواقع عسكرية لقوات "قسد" في محيط سد تشرين بريف حلب الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة.
ولفتت المصادر إلى أن القصف التركي جاء رداً على اشتباكات عنيفة وقعت ليل الثلاثاء الأربعاء بين قوات "قسد" من جهة، وفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا من جهة أخرى، وأسفرت عن إصابة أربعة عناصر من الجيش الوطني، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات "قسد" على جبهة جسر قره قوزاق وسد تشرين في محيط مدينة منبج، شرقي محافظة حلب. وتستمر جبهات القتال بين فصائل الجيش الوطني السوري التابعة للحكومة السورية الجديدة وقوات "قسد"، على الرغم من توقيع اتفاق الاندماج يوم الاثنين الماضي.