استمع إلى الملخص
- أولويات ترامب الخارجية: مقالات روسية تشير إلى أن ترامب يسعى لاستعادة الثقة في السلطة العامة، مع تحول السياسة الأميركية من تعزيز "تحالف الديمقراطيات" إلى "عقيدة ترامب" التي تركز على "الحصن الأميركي".
- بوتين وترامب: الرئيس بوتين هنأ ترامب وأكد انفتاح روسيا على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة، مشددًا على أهمية التعاون في القضايا الحيوية لتعزيز الأمن والاستقرار الاستراتيجي.
هيمنت حالة من التفاؤل على الصحافة الروسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، بعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعودته رسميا إلى البيت الأبيض وطي صفحة إدارة سلفه، جو بايدن، الذي شهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورا غير مسبوق في عهده.
وفي مقال بعنوان "التنصيب والعملية الخاصة" نشر بصحيفة كوميرسانت في عددها الصادر اليوم، اعتبر المحرر سيرغي ستروكان أن "تنصيب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة لم يأت كأهم خبر للسياسة الأميركية فحسب، وإنما للداخلية الروسية أيضا"، لافتا إلى أن "جو بايدن الذي غادر البيت الأبيض، لم يعد بالنسبة إلى روسيا مجرد رئيس أميركي، وإنما زعيم أميركي أقام منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، هرما عالميا لمواجهة موسكو".
وأضاف كاتب المقال أن ترامب يهم السياسيين الروس والمجتمع الروسي بالدرجة الأولى على ضوء مسألة ما إذا كان سيبدأ بتفكيك بنية دعم أوكرانيا أو سيتركها تنهار من تلقاء نفسها أم سيعزز ترابطها، منتهياً إلى أن مصير هرم بايدن لمعاداة روسيا ستحدده قدرة موسكو وواشنطن على وضع استراتيجية للخروج من الأزمة الأوكرانية تتيح لكل طرف حفظ ماء الوجه وعدم اعتبار نفسه مهزوما.
من جهته، لفت الأستاذ بمعهد الإعلام التابع للمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، دميتري يفستافييف، في مقال بعنوان "الحصن الأميركي... دونالد ترامب وعالم العولمة الجديدة" إلى أن أولويات السياسة الخارجية التي أشهرها ترامب، بدأت تتجسد حتى قبل تنصيبه، معتبرا أن "النخبة الأميركية منحت ترامب تفويضا لاستعادة الثقة المفقودة في منظومة السلطة العامة" بعد إدراك "الدولة العميقة" لـ"المأزق الاستراتيجي لخط العولمة الراديكالية للحفاظ على الولايات المتحدة ليس نواة لعالم العولمة فحسب، وإنما للغرب الموحد أيضا".
واعتبر كاتب المقال الذي نشر بموقع مجلة روسيا في السياسة العالمية، أن أحداث آخر عام ونصف العام أظهرت تحولا للسياسة الخارجية الأميركية من محاولة تعزيز "تحالف الديمقراطيات" إلى ظهور "عقيدة ترامب" القائمة على فكرة إقامة "الحصن الأميركي" التي تبدو طبيعية من وجهة نظر الأولويات التقليدية للسياسة الخارجية الأميركية، مع استحالة العودة إلى الانعزالية الكاملة.
وعلى الصعيد الرسمي، كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد هنأ الرئيس الأميركي بمناسبة تنصيبه أمس الاثنين، مؤكدا انفتاح روسيا على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن النزاع الأوكراني، وبناء الحوار "على قاعدة التكافؤ والاحترام المتبادل" مع مراعاة "ذلك الدور المهم الذي يؤديه البلدان في عدد من القضايا الحيوية"، بما فيها تعزيز الأمن والاستقرار الاستراتيجي.