قراءات روسية في نتائج قمة ألاسكا: استئناف الحوار نجاح

16 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 17 أغسطس 2025 - 07:26 (توقيت القدس)
ترامب وبوتين يتصافحان بعد وصولهما إلى ألاسكا، 15 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استئناف الحوار الروسي-الأميركي على مستوى القمة يُعتبر نجاحًا مهمًا، حيث قارن المحللون اللقاء بلقاءات تاريخية سابقة، مشيرين إلى إمكانية ظهور أفكار ثورية مستقبلية.
- استقبال بوتين في ألاسكا يُعَد اعترافًا بدوره الدولي، ويعكس النفوذ الروسي المتزايد في الشؤون الدولية، مما يعزز مكانة بوتين كقائد مؤثر.
- رغم عدم تحقيق نتائج ملموسة، إلا أن الأجواء الإيجابية والاحترام المتبادل يعكسان رغبة في تحسين العلاقات، مع استعداد بوتين وترامب لمواصلة الحوار، مما يفتح فرصًا جديدة لتسوية الأزمة الأوكرانية.

على الرغم من النتائج المتواضعة التي حققتها قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، في ألاسكا أمس الجمعة، من دون انفراجة في ملف تسوية الأزمة الأوكرانية، إلا أن نبرة من التفاؤل الحذر هيمنت على تقديرات المحللين السياسيين الروس الموالين للكرملين، معتبرين أن استئناف الحوار الروسي – الأميركي على هذا المستوى يشكل في حد ذاته نجاحًا مهمًا.

واعتبر رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، فيودور لوكيانوف، في منشور على قناته على "تليغرام"، اليوم السبت، أن قمة ألاسكا تشبه أول لقاء بين آخر زعماء الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، والرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، في جنيف قبل نحو 40 عامًا، موضحًا أنه حينها "لم يتم التوصل إلى اتفاق، ولكنه تم الارتقاء بمستوى التواصل على نحو كيفي". وأضاف أنه انطلاقًا من هذا المنطق، يجب أن يكون اللقاء المقبل على غرار لقاء العاصمة الأيسلندية ريكيافيك في عام 1986، والذي لم يُفضِ إلى اتفاق أيضًا، ولكنه تناول أفكارًا كادت أن تكون ثورية بمقاييس ذلك الزمن، مذكّرًا بأن نتيجة ملموسة تحققت في عام 1987 بالتوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت).

 من جهته، رأى الدبلوماسي قسطنطين دولغوف، الذي يحمل الرتبة الدبلوماسية "السفير المفوض فوق العادة"، أن بروتوكول استقبال بوتين في ألاسكا كان مرتبًا لـ"حدث تاريخي"، ويشكل اعترافًا بأهمية شخصية الرئيس الروسي في التاريخ المعاصر كأحد قادة المجتمع الدولي. وقال دولغوف لصحيفة "فزغلياد" الإلكترونية الموالية للكرملين: "حفاوة استقبال بوتين في ألاسكا تدل على أن ترامب، وذلك الشق المؤثر من الإستبلشمنت الأميركي الذي يقف وراء إدارته، يعترفان بالنفوذ الروسي الحقيقي في العالم. ازداد إدراك الولايات المتحدة أن روسيا هي لاعب رئيس في العديد من الشؤون الدولية، مما تحقق بفضل السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس للدفاع الحازم عن مصالحنا الوطنية".

حتى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، والرئيس السابق دميتري مدفيديف، الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى أبرز وجه لعسكرة الخطاب السياسي الروسي، خفف نبرته هذه المرة، مشيدًا في منشور على "تليغرام" بـ"استعادة الآلية المتكاملة للقاءات بين روسيا والولايات المتحدة على أعلى مستوى في هدوء وبلا إنذارات وتهديدات". ورغم أن قمة ألاسكا لم تُفضِ إلى أي نتائج ملموسة، إلا أن بوتين شدد في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب في ختام القمة على أن المفاوضات جرت في أجواء إيجابية وهيمن عليها الاحترام المتبادل. وزعم أن روسيا مستعدة للعمل على "توفير أمان أوكرانيا"، داعيًا إلى "طي صفحة" في العلاقات مع الولايات المتحدة.

ووصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، المحادثات بأنها "إيجابية للغاية"، معتبرًا أنها تتيح المضي قدمًا في البحث عن الخيارات لتسوية الأزمة الأوكرانية. من جهته، أشاد ترامب بالمفاوضات، مقرًّا في الوقت نفسه بعدم التوصل إلى صفقة بشأن أوكرانيا، ومؤكدًا استعداده للقاء بوتين مرة أخرى. يُذكر أن المفاوضات في ألاسكا استمرت نحو ثلاث ساعات، وشارك فيها من الجانب الروسي بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ومعاون الرئيس للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، بينما شارك عن الجانب الأميركي ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ويُعد هذا أول لقاء روسي – أميركي على هذا المستوى منذ قمة بوتين والرئيس الأميركي السابق جو بايدن في جنيف في يونيو/ حزيران 2021.

المساهمون