استمع إلى الملخص
- تسعى إسرائيل لإبعاد بعض الأسرى المفرج عنهم خارج فلسطين، بما في ذلك أسرى صفقة وفاء الأحرار و250 محكومًا بالمؤبدات، مما يعتبره فارس عقوبة.
- تمتلك المقاومة الفلسطينية ورقة ضغط قوية بالإفراج عن الأسرى، داعية إلى ضوابط وضمانات للاتفاقات، وأهمية الوحدة الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير.
كشف رئيس هيئة الأسرى والمحررين قدورة فارس، اليوم الأحد، أن إسرائيل رفضت الإفراج عن رموز حركة التحرير الفلسطينية مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وغيرهم، في المرحلة الأولى من التفاوض، وأن الإفراج عنهم كان آخر ما جرى التفاوض بشأنه في المرحلة الأولى. وقال فارس في مقابلة مع "العربي الجديد" إن قضية الإفراج عن قادة الحركة الأسيرة سيكون مدخل التفاوض في المرحلة الثانية من المفاوضات، التي ستبدأ في اليوم السادس عشر من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى. وأشار إلى أنه سيُفرَج عن 90 أسيرة فلسطينية من السجون الإسرائيلية، اليوم الأحد، بموجب الاتفاق، وأن معظم المفرج عنهن اليوم سيكنّ من الضفة الغربية والقدس، وأن الصليب الأحمر الدولي سيتولى الإشراف على نقلهن من سجن عوفر الى مدينة بيتونيا بالقرب من رام الله.
وبيّن فارس أن الاحتلال الإسرائيلي سيُفرج وفق الاتفاق عن 1737 أسيراً وأسيرة، منهم ألف من قطاع غزة من الذين اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، و737 من الضفة الغربية والقدس المحتلة. أما بالنسبة للأسرى المفرج عنهم من غزة، فمعظمهم موجود في سجن النقب ومعتقل سدي تيمان في الجنوب.
وحول صحة ما يتردد عن إبعاد المفرج عنهم من أسرى صفقة وفاء الأحرار إلى خارج فلسطين، قال فارس: "نعم للأسف، هذا صحيح، حيث تحاول إسرائيل إفقاد صفقة التبادل بعضاً من مضامينها، فنحن نرى في الإبعاد عقوبة وليس امتيازاً، والإسرائيلي وظّف الحاجة الكبرى لدى الجميع لوقف هذه الحرب ووقف نزيف الدم لإبعاد الأسرى، ليس لإبعاد أسرى صفقة وفاء الأحرار فقط، بل لإبعاد نحو 250 أسيراً فلسطينياً أيضاً من المحكومين بالمؤبدات، سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق".
وأعرب رئيس هيئة الأسرى والمحررين عن الأمل في أن تكون عمليات تحرير الأسرى في قادم الأيام إلى أرض الوطن، وقال في هذا السياق: "قد يتعذر ذلك لنفر معين من الأسرى، فيبعدون خارج البلاد، واليوم نحو نصف السجون الإسرائيلية هي مقابر للأحياء، وهذا ليس توصيفاً مجازياً، وإنما هو توصيف دقيق للحالة التي يعيشها الأسرى، فحياتهم جميعاً مهددة بالخطر، ولذلك نقف أحيانا أمام خيارات أو خيارين أحلاهما مر والأكثر مرارة أن يبقى في السجن".
وفيما إذا كانت المرحلة الأولى تشمل الإفراج عن رموز الحركة الأسيرة، كمروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وغيرهم، قال إن إسرائيل "ظلت مصممة على عدم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وبالتالي سيكون الإفراج عنهم مدخلاً للمفاوضات في المرحلة الثانية".
لدى المقاومة الفلسطينية ورقة قوية لإجبار إسرائيل على إطلاق سراح البرغوثي وحامد وغيرهم
ولفت إلى أن لدى المقاومة الفلسطينية ورقة قوية لإجبار إسرائيل على إطلاق سراحهم، إذ تحتفظ المقاومة بأسرى كبار من ضباط الشاباك ومن جيش الاحتلال الإسرائيلي. ودعا رئيس هيئة الأسرى والمحررين الاحتلال الإسرائيلي بعد فشلهم في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بالقوة، وتحقيق أهداف الحرب كما وضعوها، إلى الإعلان رسمياً عن وقف الحرب واختصار الزمان وسرعة استكمال عملية تبادل الأسرى.
وحذّر قدورة فارس من أن إسرائيل إذا وجدت مصلحة لها بتقويض الاتفاق، فستقوّضه، ويجب عدم الركون في هذا الشأن إلى الأخلاق الإسرائيلية. وأضاف: "عندما يكون هناك اتفاق بين طرفين لا يوجد أي مستوى من الثقة بينهما، يفترض أن تكون هناك ضوابط، وأن تضمن الوساطة عدم انتهاك الاتفاق".
وحول مستقبل المشروع الفلسطيني بعد حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والانقسام الفلسطيني، ردّ بالقول إن الشعب الفلسطيني سيستمر في كفاحه ومقاومته الاحتلال الذي سيرحل في النهاية، "لكن المطلوب أن نستحضر أسباب قوتنا، وقوتنا في وحدتنا وفي برنامج موحد تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وأن تكون لنا حكومة واحدة تدير شؤوننا في الضفة وغزة والقدس الشرقية".
وأضاف: "لقد أصبحت المعركة بديهية، ولكن في أجواء الخلافات الداخلية الفلسطينية، نشعر كما لو كنا مصابين بالعمى، لذلك آمل أن يستخلص القادة من الفصائل الفلسطينية كافة العبر والدروس من حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، وأن ندرك أن إدارة الشأن الداخلي الفلسطيني يجب أن تكون من قبل حكومة واحدة نتوافق عليها، فلا ينبغي أن نعمّق الانقسام من خلال تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، بل أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية نتوافق عليها، وذلك سيكون فاتحة للدخول بعد ذلك في حوار جدّي من أجل بلورة القضايا التي نتفق عليها، وأن نترجمها سلوكاً وبما يقود إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإدخال الأطراف التي خارجها في شراكة حقيقية في كل الأطر والتشكيلات التي يتكون منها النظام السياسي الفلسطيني".