قدرات الصين في التكنولوجيا العسكرية الفضائية تثير مخاوف الولايات المتحدة

26 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13:00 (توقيت القدس)
خلال إطلاق الصين 6 أقمار اصطناعية نحو الفضاء، 17 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من التقدم السريع للصين في التكنولوجيا العسكرية الفضائية، حيث تشكل القدرات المتنامية لبكين تهديدات استراتيجية للولايات المتحدة، خاصة مع تطوير نظام استهداف فضائي.
- أكد الجنرال تشانس سالتزمان على أن الصين تستغل مواردها بفعالية أكبر، مما يسمح لها بالتفوق في الفضاء، ودعا لتعزيز القدرات الفضائية الأميركية.
- زادت الصين من عدد أقمارها الاصطناعية بنسبة 620% خلال العقد الماضي، مع خطط لنشر أكثر من 14 ألف قمر بحلول 2030، ضمن حملة لتحقيق "التجديد العظيم" بحلول 2049.

حذر مسؤول أميركي من قدرات الصين في مجال التكنولوجيا العسكرية الفضائية، فيما قال أكبر مسؤول في قوة الفضاء الأميركية، إن الصين تتحرك بسرعة مذهلة في هذا المجال ما يشكل تهديدات استراتيجية للولايات المتحدة. وأعرب قائد قوات الفضاء الأميركية الجنرال ستيفن وايتينغ، عن قلقه إزاء القدرات المتنامية لبكين، وهو ما يكرر التحذيرات الأميركية السابقة بشأن "سلسلة القتل" الصينية في الفضاء. وقال وايتينغ لموقع "بريكينغ ديفينس" العسكري، الثلاثاء الماضي: "هذا أمر مثير للقلق للغاية".

وتأتي تصريحات الجنرال في الوقت الذي تلعب فيه القدرات الفضائية دوراً حاسماً في الحروب المعاصرة، مثل الضربات التي نفذها الجيش الأميركي نهاية الأسبوع الماضي على منشآت نووية في إيران. وأعرب وايتينغ عن قلقه بشأن نظام الاستهداف الفضائي الذي تمتلكه بكين والذي يهدف إلى تحديد مواقع القوات الأميركية وحلفائها وتعقبها وضربها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي وقت سابق من إبريل/نيسان الماضي، حذّر رئيس العمليات في قوة الفضاء الأميركية الجنرال تشانس سالتزمان، في جلسات استماع بالكونغرس، من أنشطة الصين في الفضاء، موضحاً أن بكين تتقن أنظمة الطاقة الموجهة والترددات الراديوية وغيرها من أنظمة الأسلحة المتقدمة التي تهدد الأنشطة الأميركية في الفضاء.

وقال سالتزمان للجنة مراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين، إن الأخيرة استخدمت مواردها بنحو أكثر فعالية من الولايات المتحدة، لأن الصينيين يركزون بشكل أعمق، وهم قادرون على استغلال مواردهم بصورة مثالية في تلك المنطقة، بما ينسجم مع طموحاتهم المتنامية بسرعة في الهيمنة، لافتاً إلى أن تركيزهم هو الذي سمح لهم بأن يكونوا الأكثر خطورة وسرعة. ودعا إلى ضرورة العمل على تسريع تعزيز واشنطن لقدراتها الفضائية، وأن تنظر إلى الفضاء باعتباره مجالاً عسكرياً وساحة معركة محتملة وليس مورداً استراتيجياً.

وأوضح المسؤول الأميركي أن هناك ست فئات من الأسلحة، والصين تستثمر بكثافة فيها جميعها، في حين أن الولايات المتحدة متأخرة كثيراً. وقال إن هذه الفئات يمكن تقسيمها إلى نوعين: أسلحة أرضية، وفضائية، وكل منهما يشمل الأنواع الثلاثة نفسها من الأسلحة: الطاقة الموجهة، والترددات الراديوية، والحركية. وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل انتقائياً على تطوير أسلحتها الفضائية، ليس فقط بسبب الموارد المحدودة، ولكن أيضاً بسبب سياسة تقييدية مفرطة تأمل منع تسليح الفضاء.

وتابع قائلاً إن الكثير من إرشاداتنا وتوجيهاتنا لا تزال تركز على اعتبار الفضاء مورداً استراتيجياً وليس مجالاً للقتال، كذلك إن ميزانية القوة الفضائية ليست كافية لإنتاج القدرات التي نحتاجها لتحقيق التفوق الفضائي، إذ نعاني من نقص حاد في التمويل اللازم لتنفيذ مهمتنا الأحدث والأكثر أهمية، مثل التحكم في الفضاء، مضيفاً: "نحتاج إلى قدرات لدحر أسلحة العدو المضادة في الفضاء، وكذلك لصد أو إضعاف أو تدمير القوة الفضائية للعدو".

وحسب تقديرات الاستخبارات الأميركية، زاد عدد الأقمار الاصطناعية الصينية في المدار بنسبة 620% خلال العقد الماضي. وبحلول نهاية 2024، كانت الصين قد نشرت أكثر من 1015 قمراً اصطناعياً، لتحتل المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. ومعظم هذه الأقمار لها وظائف عسكرية، بما في ذلك الاستطلاع، والتوجيه، والاتصالات في ساحة المعركة. وبالإضافة إلى ذلك، تسعى بكين لبناء كوكبة ضخمة من الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض، التي من المتوقع أن يتجاوز عددها 14 ألف قمر بحلول 2030. وفي السنوات الأخيرة، أعلنت الصين تنفيذ سلسلة من المشاريع الفضائية الطموحة المرتبطة بحملة لتحقيق "التجديد العظيم" للبلاد بحلول عام 2049، حيث دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى أن تصبح الصين دولة فضائية قوية.

المساهمون