قتيل بتصعيد النظام السوري على جنوب إدلب... وقتيلان في أعزاز

قتيل بتصعيد النظام السوري على جنوب إدلب... وقتيلان في أعزاز

15 يونيو 2021
يأتي التصعيد على المنطقة رغم سريان وقف إطلاق النار (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

قُتل مدني، صباح اليوم الثلاثاء، جراء تجدّد القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام السوري على منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث تستمر قوات النظام بالتصعيد منذ أيام على المنطقة شمال غربي البلاد، مسبّبة خسائر بشرية وحركة نزوح نحو المناطق الأكثر أمناً.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ قوات النظام السوري قصفت، صباح اليوم، معظم قرى وبلدات جبل الزاوية، جنوب الطريق الدولي "إم 4"، وسبّبت مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح طفيفة في قرية معرزاف، وسبّبت أيضاً أضراراً مادية وحركة نزوح في بقية القرى والبلدات. وترافق القصف المدفعي صباح اليوم مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع.

بدوره، قال الدفاع المدني السوري، في بيان له، إنّ فرقه انتشلت القتيل وتفقدت أماكن الاستهداف، للتأكد من عدم وجود مصابين بين الأنقاض، مضيفاً أنّ التصعيد المستمرّ من قبل قوات النظام، مدعومة بالطيران الروسي، للأسبوع الثاني على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، "راح ضحيته حتى إصدار البيان 21 شخصاً، بينهم طفلان وجنين وامرأتان، وأصيب 36 آخرون بينهم أطفال ونساء".

وأضاف البيان: "تتبع قوات النظام سياسة ممنهجة في شمال غرب سورية، رغم أن المنطقة تخضع لوقف إطلاق للنار منذ 6 مارس/ آذار 2020، بالحفاظ على حالة من اللاحرب واللاسلم، بهدف منع أي حل سياسي على الأرض، ولضمان بقائها المرتبط بحالة التوتر".

 

   

وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ نقاطاً على محور قرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، موقعة أضراراً مادية في الأراضي الزراعية.

وذكرت المصادر أن الطيران الحربي الروسي يحلّق منذ منتصف الليل فوق المنطقة، وفوق مناطق سهل الروج والسهل الوسطاني وجسر الشغور في إدلب، بالإضافة إلى محاور جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية المتاخم لريف إدلب، ومحور سهل الغاب في ريف حماة.

ويأتي التصعيد على المنطقة رغم سريان وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا، حليفة النظام، وتركيا، حليفة المعارضة، والساري في المنطقة منذ مارس/ آذار 2020، وهو ليس التصعيد الأول من نوعه.

وسبّب التصعيد الأخير، بحسب المصادر، نزوح أكثر من 500 عائلة كانت قد عادت إلى المنطقة في وقت سابق، مستغلة الهدوء النسبي الناجم عن اتفاق وقف إطلاق النار.

وكانت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) قد أعلنت مساء أمس الاثنين، عبر شبكتها الإعلامية "إباء"، أنّ فوج المدفعية والصواريخ التابع لها تمكن، ظهر الاثنين، من إيقاع قتلى وجرحى في صفوف عناصر القوات الروسية، إثر استهداف تجمّع لهم في مدينة سلمى ضمن سلسلة جبل الأكراد شرقيّ محافظة اللاذقية، شمال غربيّ سورية.

بدورها، زعمت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري أنّ قوات الأخير ردت على خروق فصائل المعارضة بقصف نقاط في قليدين بسهل الغاب بريف حماة، ونقاط في قرى وبلدات بليون ومرعيان وشنان والبارة والفطيرة وسفوهن وفليفل وبينين وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي، والناجية بريف إدلب الغربي.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن فصائل المعارضة كانت قد قصفت مواقع لقوات النظام في محور سهل الغاب، رداً على استمرار النظام في خرق وقف إطلاق النار، وإيقاعه ضحايا مدنيين، كان آخرَهم، أمس، امرأة وطفلاها، في محور مرعيان والمغارة بجبل الزاوية.

وبينت المصادر أن النقاط التي تستهدفها المعارضة توجد بشكل رئيسي على الطريق الدولي "إم 5" في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى معسكرات النظام على أطراف جبل الزاوية، وخاصة في محور مدينة كفرنبل.

وتعتمد قوات النظام في استهداف جبل الزاوية على معسكراتها الرئيسية المتمركزة في نواحي معرة النعمان وكفرنبل وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى معسكر جورين في ريف حماة الشمالي الغربي.

قتيلان وجرحى في أعزاز

إلى ذلك، قُتل شخصان وجُرح خمسة آخرون، ظهر اليوم الثلاثاء، جراء انفجار سيارة مفخخة في ناحية أعزاز قرب الحدود السورية التركية بريف حلب، شمال غربي سورية، في تفجير جديد يضرب مناطق الجيش الوطني السوري المعارض.

وقال مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن سيارة مفخخة انفجرت على مدخل قرية كفرجنة غرب ناحية أعزاز بريف حلب الشمالي، ما أدّى إلى مقتل شخصين مجهولي الهوية وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة، فضلاً عن أضرار مادية في المكان.

وقال المصدر إن الانفجار تسبب بنشوب نيران في المنطقة، تمكنت فرق الدفاع المدني من إخمادها، ونقلت المصابين إلى المراكز الطبية القريبة، مشيرة إلى أن التفجير كان عنيفاً، وأدى إلى أضرار جسيمة.

ولم تعلن أي جهة عن وقوفها وراء الهجوم حتى ساعة إعداد الخبر. وكانت المنطقة قد تعرضت سابقاً لعدة هجمات، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين وعناصر المعارضة السورية المسلحة، وأعلن تنظيم "داعش" وقوفه وراء عدد من الهجمات، كما توعد بتنفيذ المزيد.

وكانت تركيا قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، إلقاء القبض على قيادي في تنظيم "داعش" شمالي سورية. ويوم أمس، أعلنت وزارة الداخلية التركية توقيف 13 شخصاً في مدن عفرين وجرابلس وأعزاز، وقالت في بيان إن الموقوفين يقومون بفعاليات لصالح التنظيم الإرهابي، ويوفرون له الدعم المادي.

المساهمون