قتيلة وجرحى بهجوم مسلح على ملهى ليلي في دمشق

05 مايو 2025   |  آخر تحديث: 15:15 (توقيت القدس)
مشهد سابق من باب توما في دمشق، مايو 2012 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت دمشق حادثة إطلاق نار في ملهى "الكروان"، أسفرت عن مقتل فتاة وإصابة آخرين، بعد يوم من اعتداء في ملهى "ليالي الشام"، مما أثار استنكاراً واسعاً. أكدت وزارة الداخلية توقيف المتورطين وتحويلهم للقضاء.
- أوضح المحامي عادل خليان أن حادثة "الكروان" ناتجة عن صراع عاطفي، وليست ذات صبغة أمنية أو سياسية، مشدداً على أهمية تحقيق العدالة بعيداً عن التشويش.
- في ريف حمص، اعتدى مسلحون على محل مشروبات، ونفت السلطات تورط الأمن العام، مؤكدة القبض على الفاعلين، بينما اعتقلت إدارة الأمن في طرطوس واللاذقية مطلوبين بجرائم حرب.

قُتلت فتاة وأُصيب عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة إثر هجوم مسلّح نفذه مجهولون استهدف ملهى ليلياً في قلب العاصمة السورية دمشق، فجر اليوم الاثنين، في تطور أمني لافت يأتي بعد ساعات من حادثة مشابهة أثارت جدلاً واسعاً.

وأفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، بأن مجموعة من المسلحين المجهولين كانوا يستقلون دراجات نارية اقتحموا عند ساعات الفجر الأولى كازينو "الكروان" الواقع بالقرب من محطة الحجاز، وسط دمشق، وأطلقوا النار عشوائياً على الموجودين بداخل الملهى. وأسفر الهجوم عن مقتل فتاة وإصابة عدد من الأشخاص، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج من دون أن تتوفر معلومات دقيقة حتى الآن حول حالاتهم الصحية.

ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر مجموعة مسلحة من عناصر عسكريين وهم يقتحمون ملهى "ليالي الشام" في دمشق، ويعتدون بالضرب على من بداخله، في حادثة أثارت موجة استنكار شعبي واسع على منصات التواصل. وفي أعقاب انتشار الفيديو، أصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً، مساء الأحد، عبر مكتبها الإعلامي، أكدت فيه توقيف العناصر المتورطين في الاعتداء وتحويلهم إلى القضاء، مشددة على تمسكها بسيادة القانون في معالجة هذه الحوادث.

وجاء في بيان المكتب الإعلامي: "تم تداول مقطع فيديو التقطته إحدى كاميرات المراقبة على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر اعتداء عدد من العناصر العسكريين على مجموعة من الأفراد بأحد أحياء مدينة دمشق". وأضاف البيان: "باشرت القوى الأمنية على الفور باتخاذ جميع الإجراءات العاجلة لملاحقة الفاعلين وضبطهم، وبعد التحقيقات الأولية ومراجعة التسجيلات تم التعرف إلى العناصر المتورطين بالاعتداء، واعتقالهم، وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".

وختم البيان بالتشديد على أن "سيادة القانون هي الأساس في التعامل مع مختلف القضايا داخل الأراضي السورية"، مضيفاً أن "أي تجاوز أو اعتداء يمس المواطنين أو المرافق العامة سيقابل بإجراءات قانونية صارمة". ولا تزال دوافع الهجوم المسلح على "كازينو الكروان" غير واضحة حتى الآن، فيما لم تصدر السلطات أي بيان رسمي حول الحادثة حتى اللحظة.

وفي تطور لافت، نشر المحامي عادل خليان، صباح اليوم الاثنين، بياناً توضيحياً حول حادثة ملهى "الكروان"، نفى فيه أن تكون الجريمة ذات صبغة أمنية أو سياسية، موضحاً أن الحادثة في جوهرها "جريمة قتل ناجمة عن صراع عاطفي بين ثلاثة أشخاص". وقال خليان في بيانه: "بداية نتقدّم بأحرّ التعازي إلى ذوي الفقيدة، راجياً من الله تعالى أن يتغمّدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان. وأودّ التأكيد على أن حادثة ملهى الكروان ليست ذات صبغة أمنيّة أو نابعة من حملةٍ موجهةٍ ضدّ أيّ منشأةٍ خاصة، بل هي في جوهرها جريمة قتلٍ ناجمة عن صراع عاطفي بين ثلاثة أشخاص؛ إذ أكّدت لي مصادر خاصة أنّ الفقيدة ارتبطت عاطفياً بشابين، ثم هجرت الأول لترتبط بالثاني، فتصاعد التنافس بينهما إلى حدّ ارتكاب جريمة القتل هذه".

وأضاف أنّ "القانون السوري يُعاقب أفعالاً كهذه بالعقوبات الشديدة، حرصاً على ضمان ردعها وحماية الأمن العام وسلامة حياة المواطنين. وإنني أؤكد الحقّ الكامل لأسرة الفقيدة في تحصيل العدالة بكامل أصولها القانونية أمام المحاكم المختصة". وختم المحامي خليان بيانه بالقول: "أهيب بكافة الأطراف وكافة وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بوقف ما من شأنه القفز إلى استنتاجات جزافية أو توجيه سهام الاتهام إلى الأجهزة الأمنية والحكومة دون دليل، والرجوع بدلاً من ذلك إلى روايات روّاد الملهى الذين شهدوا الحادثة ودارت بينهم وبين الفقيدة مواقف واضحة تؤكد حقيقة ما جرى. إن العدالة لا تتحقّق إلا بإنصاف الضحايا وتطبيق القانون عليهم عادلاً وشفافاً، بعيداً عن التشويش السياسي أو الإعلامي والتحريض الطائفي".

ونُشر البيان عبر منصات المحامي الرسمية صباح اليوم وأشار فيه إلى أن مكتبه القانوني يقع في منطقة البرامكة بدمشق، فيما لا تزال الجهات المختصة تتابع التحقيق في الحادثة، دون صدور توضيح رسمي حتى الآن يؤكد أو ينفي ما ورد في البيان.

اقتحام محل مشروبات في ربلة

من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام محلية بأن فصائل مسلّحة اقتحمت مساء الأحد، محل مشروبات في بلدة ربلة ذات الغالبية المسيحية، والواقعة في ريف مدينة القصير بمحافظة حمص وسط سورية. وذكرت المصادر أن المسلّحين قاموا بتخريب محتويات المحل والاعتداء بالضرب على شاب كان داخله، مطلقين شتائم ذات طابع طائفي مسيء للمسيحيين، وتوجيه تهديدات مباشرة للموجودين، منها: "يا بتتبعوا ديننا، يا بتطلعوا من هون"، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والقلق في أوساط أبناء البلدة والمنطقة.

وفيما تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أن عناصر تابعة لجهاز الأمن العام هي من نفذت الهجوم، خرج رئيس مجلس بلدة ربلة، زكريا فهمي فياض، ببيان رسمي نفى فيه "نفياً قاطعاً" صحة هذه الادعاءات. وجاء في البيان: "نحن رئيس مجلس بلدة ربلة، ننفي نفياً قاطعاً كل ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الأمن العام هو الذي قام بتكسير وتحطيم المحل في بلدة ربلة مساء الأحد، وبناءً على ذلك اقتضى التوضيح".

وأكد فياض في بيانه أن جهاز الأمن العام في مفرزة ربلة "قام بواجبه الوطني" فور تلقيه بلاغاً بالحادثة، وتمكن من "إلقاء القبض على الفاعلين بالسرعة القصوى" وتحويلهم إلى قيادة منطقة القصير "لاتخاذ الإجراءات اللازمة أصولاً". كما عبّر رئيس مجلس البلدة، باسم أهالي ربلة وفعالياتها، عن شكره لجهاز الأمن العام في ربلة، قادةً وأفراداً، على استجابتهم السريعة وتحركهم لضبط الفاعلين.

وتُعد بلدة ربلة، ذات الغالبية المسيحية، من البلدات التي ظلت تحافظ على التعايش الأهلي بين مكوناتها، إلا أن الحادثة أثارت مخاوف من محاولات لزعزعة هذا التوازن، وسط دعوات لمحاسبة الجناة ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.

اعتقال مطلوبين في اللاذقية وطرطوس

في سياق منفصل، أعلنت إدارة الأمن العام في محافظة طرطوس، اليوم الاثنين، القبض على شخصين بتهمة تورطهما في ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب بحق الشعب السوري. وقالت إدارة الأمن العام إنه تم توقيف المشتبه بهما وتحويلهما إلى النيابة العامة المختصة، لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما.

إلى ذلك، أطلقت إدارة الأمن العام في اللاذقية يوم أمس الأحد، عملية أمنية استهدفت مجموعات خارجة عن القانون في قرية جنيح بريف اللاذقية. وبحسب قناة الإخبارية السورية، تمكنت إدارة الأمن من اعتقال عدد من المتورطين في عمليات سطو مسلح باستخدام سيارات مسلوبة، وضبطت أسلحة وذخائر كانت بحوزة المجموعة، وصادرت السيارات المستخدمة.

دلالات
المساهمون