استمع إلى الملخص
- في جبلة، زادت التوترات مع مطالبات بالحكم الذاتي وحماية دولية، مما أدى إلى تعزيزات عسكرية لملاحقة فلول النظام والمسلحين الذين يهددون السلم الأهلي.
- في دوما، فرض حظر تجوال ضمن عمليات تمشيط، بينما في حمص، اكتشف مستودع أسلحة، مما يعكس التحديات الأمنية المستمرة.
أطلقت إدارة الأمن العام بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، اليوم الثلاثاء، حملات أمنية في سورية في محافظات حمص واللاذقية وريف دمشق، بحثًا عن مطلوبين من أنصار نظام الرئيس السابق بشار الأسد. ونقلت وكالة "سانا" الرسمية عن مصدر في إدارة الأمن العام قوله إن عمليات تمشيط أُطلقت اليوم في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية بالساحل السوري، "بحثًا عن فلول ميليشيات الأسد"، وذلك بعد تسجيل حوادث وهجمات استهدفت ثكنات عسكرية ومدنيين في المنطقة. وأضاف المصدر: "نهيب بأهلنا المدنيين في منطقة جبلة وما حولها التعاون الكامل مع قواتنا حتى انتهاء عمليات التمشيط".
وقال مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إن "مجموعات من فلول ميليشيات الأسد استهدفت أمس آليات وثكنة لإدارة العمليات العسكرية بقرية عين شرقية ومحيطها بمنطقة جبلة نتجت عنه إصابات"، مضيفاً أنه "أثناء قيام دورية لإدارة الأمن العام اليوم الثلاثاء بتنفيذ مهامها الروتينية بريف القرداحة، تعرضت الدورية لهجوم من فلول ميليشيات الأسد ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين وقيام الفلول بأسر سبعة من عناصر الدورية والتهديد بذبحهم عبر فيديوهات مرئية".
وأوضح أن الموالين للنظام السابق يتوارون بين منازل المدنيين في منطقة جبلة ومحيطها، ويتخذون من الجبال والأودية منطلقًا لعملياتهم ضد قوات الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية. وقال: "لن نتهاون مع هؤلاء المجرمين وسنسعى لاستعادة أسرانا من أيديهم، ونحمي أهلنا المدنيين من إجرامهم ونطهر سورية منهم".
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أوضح أن دوريات تابعة لإدارة العمليات العسكرية توجهت إلى قريتي عين الشرقية وزاما باللاذيقية، وذلك بعد استهداف قوات إدارة العمليات العسكرية في المنطقة، التي شهدت مظاهرات للمطالبة بإخراج العناصر التابعة للإدارة العامة العسكرية من المنطقة، قادها ما دعي بأحد مشايخ المنطقة واسمه صالح المنصور.
وظهر مختطفو عناصر الأمن العام في ريف مدينة جبلة عبر فيديو مصور يتحدث فيه بسام حسام الدين وهو ضابط السابق في الفرقة 25 بقوات نظام الأسد يطالبون بمنح المنطقة حكماً ذاتياً، إضافة إلى انسحاب جميع عناصر الأمن العام وإيقاف إدارة العمليات العسكرية عملياتها في ريف جبلة. وأكد الناشط الإعلامي في مدينة جبلة فراس العمر في حديث لـ"العربي الجديد" أن تعزيزات عسكرية ضخمة في طريقها إلى أرياف مدينة جبلة لملاحقة فلول النظام والمسلحين. وأضاف أن التوتر زاد في المنطقة عقب تداول مقطع مصور لصالح منصور ادعى خلاله أنه يمثل الطائفة العلوية في قرية قرفيص بريف مدينة جبلة أثناء تشييع قتيل يوم أمس الاثنين. وقال في المقطع المصور إنه يطالب بحماية دولية وتدخل فرنسي في حال ما دعاه استمرار عمليات القتل والخطف بحق أبناء الطائفة.
وذكرت مصادر مقربة من إدارة العمليات العسكرية لـ"العربي الجديد" أن هذه الحملات الأمنية تستهدف حاليًا عناصر في جيش النظام رفضوا مراجعة مراكز التسوية في كل من اللاذقية وحمص وريف دمشق. وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء العناصر لا يزالون يمتلكون السلاح، سواء الأسلحة الفردية أو القذائف الصاروخية من طراز "آر بي جي"، مما يشكل تهديدًا لعناصر الأمن العام وعناصر العمليات العسكرية، فضلًا عن تهديدهم للسلم الأهلي.
كما شهدت مدينة دوما في ريف دمشق عمليات تمشيط، فقد فرضت القوات الأمنية حظر تجوال في المدينة بدءاً من صباح اليوم حتى إشعار آخر. وفي مدينة حمص وسط البلاد، ذكر المرصد السوري أن عمليات التمشيط التي تجري اليوم تشمل الإنشاءات والتوزيع الإجباري وبابا عمرو، وجورة العرايس في المدينة وتهدف إلى ملاحقة حسام لوقا، وهو ضابط في مخابرات نظام الأسد، وعُيّن مديرًا لإدارة المخابرات العامة في عام 2019، بعد ورود معلومات حول تخفيه في هذه المناطق. وكشف مركز حمص الإعلامي، نقلاً عن عناصر في إدارة العمليات العسكرية، عن اكتشاف مستودع للأسلحة في بلدة خربة الحمام في ريف محافظة حمص الشمالي الغربي. ويحتوي المستودع ألغامًا مضادة للمدرعات والأفراد، وتم تأمين المستودع الذي يقع في منطقة مدنية.