قتيلان في درعا واستمرار لخرق الهدنة في إدلب

قتيلان في درعا واستمرار لخرق الهدنة في إدلب

01 مارس 2021
تستمرّ قوات النظام في خرق وقف إطلاق النار في إدلب (أحمد حتيب/الأناضول)
+ الخط -

قُتل شخص وأُصيب آخر، ليل أمس الأحد، بانفجار جديد ضرب مناطق سيطرة النظام في مدينة درعا جنوبي سورية، فيما جدّدت قوات النظام خرق وقف إطلاق النار بقصف على مناطق في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي شمال غربي البلاد.

وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ عبوة ناسفة انفجرت في منطقة المربع الأمني بمدينة درعا، منتصف الليلة الماضية، أدّت إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح طفيفة، مضيفاً أنّ العبوة زرعت من مجهولين قرب متجر في حي طريق السدّ، ما أسفر عن أضرار مادية أيضاً.

وذكر الناشط أنّ قوات النظام انتشرت في المكان وسط تخوف من تعرضها لهجوم، وشددت من إجراءاتها الأمنية على الحواجز التابعة لها في المنطقة. وكان مجهولون قد هاجموا، مساء أمس الأحد، بالسلاح الناري عنصراً من "الفيلق الخامس" على طريق درعا أزرع، ما أسفر عن مقتله على الفور.

كما قتل عنصر من قوات النظام السوري وأصيب آخر بهجوم من مجهولين على حاجز للمخابرات الجوية التابعة للنظام في أطراف بلدة السهوة بريف درعا الشرقي.

وفي حادث منفصل، قتل عنصر خلال عمله على تفكيك عبوة ناسفة زرعها مجهولون بسيارة تابعة لبلدية النظام في قرية بئر عجم بريف القنيطرة، جنوبي سورية.

إلى ذلك، جدّدت قوات النظام السوري خرق وقف إطلاق النار، في شمال غربي البلاد، حيث قصفت بالمدفعية والصواريخ مناطق متفرقة في جبل الزاوية جنوبي إدلب، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ القصف تركز على نقاط في بلدات البارة والفطيرة وفليفل وكنصفرة، وهي تتعرض بشكل دوري للقصف من النظام بهدف منع الأهالي المهجرين من العودة إلى منازلهم. وتزامن القصف أيضاً مع رشقات من قوات النظام على مناطق في سهل الغاب بريف حماة القريب من ريف إدلب.

وتستمرّ قوات النظام في خرق وقف إطلاق النار بالمنطقة منذ التوصل إليه بين روسيا وتركيا، في مارس/ آذار العام الماضي، حيث اقترب الاتفاق من إنهاء عامه الأول في ظل هدوء شبه تام على معظم جبهات المنطقة باستثناء بعض الجبهات، وخصوصاً في منطقة جبل الزاوية التي تشهد بين الحين والآخر قصفاً واشتباكات.

من جانب آخر، سير الجيشان الروسي والتركي دورية مشتركة جديدة في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، شمالي سورية، ضمن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بناء على الاتفاقات الثنائية بين الطرفين حول مناطق الأخيرة، وتجولت الدورية في العديد من القرى والبلدات قرب الشريط الحدود بين سورية وتركيا.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية إنّ "قسد" تحتجز 8 أشخاص من عائلة واحدة بينهم أطفال كرهائن لدى "مجلس منبج العسكري" التابع للمليشيات.

وذكرت عدة مصادر إعلامية عربية وكردية أنّ عملية الاحتجاز تأتي بهدف إجبار المدعو نضال إيبو على تسليم نفسه للمجلس وهو فار بتهمة "الفساد واختلاس أموال".

ونشرت عدة مواقع إخبارية صوراً للعائلة المحتجزة لدى "مجلس منبج العسكري" التابع لمليشيات "قسد".

وقال موقع "آرك نيوز" إنّ عائلة المحتجزين لدى "قسد" أصدرت بياناً طالبت فيه كافة الأحزاب الكردية بمن فيهم "حزب الاتحاد الديمقراطي"، بـ"تحمل مسؤولياتهم الحزبية والقانونية والأخلاقية والإنسانية والتنديد بهذه الجريمة البشعة بحق الأطفال والمساهمة في كشف مصيرهم و تأمين محاكمة عادلة لهم".

وذكر الموقع أنّ أحد أفراد العائلة وهو الدكتور لازكين إيبو، نشر بياناً باسم العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه إنّ "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" يستمر منذ 49 يوماً باعتقال ثمانية أشخاص من عائلته كرهائن بتهمة أنّ نضال إيبو متورط في قضايا فساد واختلاس في منبج بمحافظة حلب شمالي البلاد.

وأكد لازكين أنّ المجلس يعترف بأن العائلة محتجزة لديه ويؤكد أنها ستبقى محتجزة حتى "يسلم نضال إيبو نفسه"، مبيناً أنّ من بين المحتجزين مسناً مريضاً وخمسة أطفال.

ويذكر أنّ مليشيات "قسد" تمارس انتهاكات كثيرة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها في شمالي وشرقي سورية، على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، وتعتقل أيضاً كل من يخالف سياساتها في المنطقة وتلاحق الناشطين وتقوم بابتزاز عائلاتهم.

وكانت "قسد" قد اعتقلت مؤخراً العشرات من الموظفين العاملين لديها بتهم عديدة منها الفساد والسرقة والاختلاف فضلاً عن اعتقال عاملين بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.

وفي شمال شرقي البلاد، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية، صباح اليوم الإثنين، دورية في محيط مدينة القامشلي جالت في العديد من القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في المنطقة. وذكرت مصادر "العربي الجديد" أنّ الدورية تأتي ضمن البرنامج الروسي الاعتيادي الذي تقوم به القوات بشكل دوري في المنطقة.

وتوجد القوات الروسية في القامشلي بشكل رئيسي في القاعدة الروسية بمطار القامشلي الدولي إلى جانب قوات النظام السوري، وتسير في مناطق "قسد" في إطار التفاهمات المشتركة بين الطرفين حول مناطق سيطرة المليشيا في شمالي سورية.

من جانب آخر، تعرّضت مواقع لـ"قسد" في محور عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي لقصف مدفعي وصاروخي من الجيش التركي المتمركز في ناحية تل أبيض. وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ القصف أسفر عن أضرار مادية في المنطقة، من دون وقوع خسائر بشرية.

وتشهد محاور التماس بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم تركياً في الرقة بشكل متكرّر عمليات قصف من الجيش التركي على مواقع "قسد"، فيما ترد الأخيرة بقصف وهجمات ومحاولات تسلل أسفرت عدة مرات عن خسائر بشرية في صفوف "الجيش الوطني السوري".