قُتل وجُرح عدد من عناصر قوات النظام السوري جراء انفجار لغم أثناء عمليات تمشيط قاموا بها في البادية وسط البلاد، فيما خرجت مظاهرات في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة احتجاجاً على الواقع الاقتصادي والمعيشي. ويواصل النظام مساعيه للتعبير عن تضامنه مع روسيا في حربها مع أوكرانيا، وذلك من خلال تسيير مظاهرات مؤيدة لموسكو في مناطق سيطرته.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مجموعة من قوات النظام السوري وقعت في حقل ألغام خلال عمليات تمشيط كانت تجريها اليوم في منطقة جبل العمور ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي وسط البلاد مضيفة أن الانفجار أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
وذكرت المصادر أن قوات النظام كانت تقوم بعملية تمشيط في المنطقة عقب أيام من تعرضها لهجوم في بادية تدمر أوقع عشرات القتلى والجرحى، مضيفة أن عملية التمشيط كانت مدعومة من مروحية تابعة للقوات السورية وتترافق أيضاً مع عمليات تمشيط على محاور أخرى بالقرب من المحطة الثانية والثالثة وفي منطقة السخنة.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن 6 عناصر قُتلوا من قوات النظام وأصيب 7 آخرين بانفجار لغم في محيط تدمر أثناء عمليات تمشيط.
وكانت قوات النظام قد نقلت قبل أيام تعزيزات إلى مطار تدمر العسكري الذي تتمركز فيه أيضا قوات روسية.
وفي السادس من الشهر الجاري أعلن النظام عن مقتل 13 عنصراً وجرح 18 آخرين جراء هجوم استهدف باص مبيت في شرق المحطة الثالثة في بادية تدمر.
استئناف القصف الجوي والبري
قصفت قوات النظام السوري مجدداً مناطق ريف إدلب الجنوبي، فيما شنّت الطائرات الحربية الروسية المزيد من الغارات على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" في البادية السورية، وسط أنباء عن انسحاب مجموعات جديدة من المليشيات الموالية للنظام من المنطقة، إثر هجمات "داعش" الدموية الأخيرة.
وذكر الناشط مصطفى محمد لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام قصفت، صباح اليوم الخميس، بالمدفعية والصواريخ، قرى وبلدات الفطيرة وسفوهن وفليفل، ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومحور كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وسط تحليق لطيران استطلاع روسي في أجواء سهل الغاب وجبل الزاوية.
إلى ذلك، شنّت طائرات حربية روسية نحو 10 غارات خلال الساعات الماضية على مناطق يرجح أن عناصر تنظيم "داعش" يتوارون ضمنها في بادية الرصافة ضمن محافظة الرقة، وسط معلومات عن خسائر بشرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي السياق، قال المرصد إنّ مليشيا "لواء القدس"، انسحبت من مدينة تدمر الواقعة بريف حمص الشرقي، خلال الساعات الماضية، باتجاه محافظة دمشق، من دون معرفة دوافع هذا الانسحاب، وما إذا كان مؤقتاً أم نهائياً. وأضاف المرصد أن انسحاب المليشيا جاء دون سابق إنذار، ولا تنسيق مع أجهزة النظام الأمنية في تدمر.
ويأتي ذلك بعد القصف الإسرائيلي الأخير على سورية، والذي طاول مواقع للمليشيات الإيرانية وخلّف 4 قتلى، 2 من الضباط الإيرانيين و2 من الميلشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية.
وكان نحو 250 عنصراً من مليشيا "فاطميون" الأفغانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، غادروا قبل أيام مدينة تدمر وسط سورية مع عائلاتهم، واتجهوا نحو مدينة البوكمال بريف دير الزور، قبل أن يغادروا الأراضي السورية إلى العراق.
احتجاجات شعبية
وفي شمال البلاد، شارك العشرات في قريتي سوسيان وحزوان بمحيط مدينة الباب شرقي محافظة حلب، في تظاهرة احتجاجاً على عدم وصول مادة الطحين إلى أفران القريتين وتوقفها عن العمل. وذكر الناشط محمد سمعان لـ"العربي الجديد"، أنّ المتظاهرين في قرية سوسيان قطعوا الطريق المؤدي إلى آبار المياه، لمنع صهاريج المياه التابعة للمجلس المحلي في مدينة الباب من العبور باتجاه المدينة، بسبب حرمان القرية من الطحين.
وأضاف أنّ احتجاجات أخرى نفذها مربو المواشي في مدينة الباب على طريق الراعي، وذلك بسبب غلاء أسعار الأعلاف وعدم قدرتهم على شرائها، حيث عمد المتظاهرون إلى إشعال الإطارات على جوانب الطريق.
وفي دير الزور شرقي سورية، تضيّق قوات النظام السوري الخناق على السكان بفرض الإتاوات على سيارات البضائع والتجار التي تمرّ عبر حواجزها ونقاطها. وأكد الناشط عمر الديري أن هناك نقصاً حاداً وغلاءً في أسعار المواد الأولية، بسبب التضييق المفروض من جانب "الفرقة الرابعة" على المدنيين، لا سيما فقدان مواد الزيت والسمنة وحليب الأطفال من الأسواق.
تظاهرات مؤيدة لروسيا
من جهته، ينشغل النظام بتسيير التظاهرات المؤيدة للحرب الروسية في أوكرانيا. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أنّ عدداً من أهالي مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، شاركوا في مسيرة سيارة تضامناً مع روسيا الاتحادية. وأضافت أن حشداً من الأهالي "تجمعوا وسط المدينة، حاملين أعلام البلدين، معربين عن تضامنهم مع الشعب والقيادة الروسية، ورفضهم السياسات الغربية العدائية تجاه روسيا".
وكانت مناطق عدة تحت سيطرة النظام شهدت مسيرات مماثلة خلال الأيام الأخيرة، في ما يقول ناشطون إنها "حملة هزيلة" من جانب النظام، للتعبير عن دعمه لروسيا، و"رد الجميل" لها لوقوفها إلى جانبه خلال السنوات الماضية.
وذكرت "سانا" أن طلاب وأساتذة جامعة دمشق والعاملين فيها، كان لهم أمس الأربعاء، وقفة تضامنية مع روسيا، حيث رفع المشاركون في الوقفة التي نظمها فرع جامعة دمشق لحزب "البعث" أعلام النظام وروسيا، ورددوا هتافات داعمة لروسيا، وفق "سانا".
ونقلت الوكالة عن أمين فرع جامعة دمشق لحزب "البعث" خالد الحلبوني قوله: "جئنا لنؤكد وقوفنا مع روسيا شعباً وجيشاً وقيادة ضد النازية الجديدة، ولنوجه رسالة وفاء للشعب الروسي الذي وقف إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب" معتبراً أنه "من حق روسيا أن تدافع عن أمنها القومي في مواجهة محاولات الناتو للتمدد".
ويقول ناشطون إن "الاتحاد الوطني لطلبة سورية"، وهو إحدى المنظمات التابعة للنظام بالشراكة مع فرع الحزب في الجامعة، هو من ينظم هذه المسيرات، مجبراً الطلاب والموظفين على الحضور. وأشاروا إلى أن اتحاد الطلبة طلب من جميع الهيئات الطلابية في جميع الكليات التحضير للمسيرة بشكل إلزامي، مهدداً المتغيبين عنها.
أما الهيئة الإدارية في كلية الآداب بجامعة "البعث" بحمص، فطلبت عبر صفحتها في "فيسبوك" من الطلاب الحضور يوم الثلاثاء الماضي في الساعة العاشرة صباحاً، بغية اللقاء مع عمادة الكلية ورئاسة الجامعة، لأمور تخص دراستهم، لكن طلب منهم التوجه إلى ساحة الجامعة للمشاركة بالمسيرة الداعمة لروسيا.