قتل وجرح عناصر من مليشيات قوات النظام السوري على يد مجهولين في مدينة تلبيسة الخاضعة لاتفاق التسوية والمصالحة، في ريف حمص الشمالي وسط البلاد، وذلك بعد مدة هدوء طويلة في المدينة منذ خضوعها للاتفاق في 3 مايو/أيار 2018 برعاية روسية.
وقالت مصادر من المدينة، لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا الليلة الماضية مقرا يتبع لفرع أمن الدولة بالقنابل اليدوية والرشاشات المتوسطة، ما أسفر عن إصابة خمسة من عناصر النظام بجروح متفاوتة.
وتزامن ذلك مع مقتل عنصرين من من مليشيات النظام على يد مجهولين بعد اختطافهما في وقت سابق، وجرى رمي جثتي العنصرين على طريق الرستن عند الأطراف الغربية من المدينة.
وقالت المصادر إن هناك حالة من التخوف في المدينة سببها عودة حالات الخطف والاغتيال، لافتة إلى أن أهالي البلدة يعتقدون أنها ناجمة عن خلافات بين مليشيات النظام، وقد تتطور هذه العمليات لتطاول أهالي المدينة في حال اتساع دائرة الفلتان الأمني.
وبحسب المصادر، فإن المدينة شهدت الأسبوع الماضي حالة اقتتال وخطف متبادل من قبل مليشيات النظام السوري داخل المدينة، إلا أن وجهاء ومسؤولين لدى النظام تدخلوا من أجل الإفراج عن المخطوفين وإنهاء حالة الاقتتال.
وأكدت المصادر أن سبب الاقتتال كان خلافا على ركن سيارة من قبل قائد مجموعة الطراميح وقائد شرطة النظام عند مقر ناحية تلبيسة، حيث قام عناصر الشرطة باعتقال قائد الطراميح ليتطور الأمر إلى عمليات خطف متبادلة.
وذكرت المصادر أن الخلافات دارت بين عناصر مجموعة تدعى "الطراميح"، وهي تابعة لقوات "سهيل الحسن"، ومجموعة أخرى تتبع لما يسمى بقوات الشرطة في تلبيسة.
ومنذ سيطرة النظام السوري على مدينة تلبيسة، لم تشهد المدينة كثيرا من الخروقات الأمنية حيث يسيطر النظام بشكل كامل على مفاصل المدينة بعد إجراء مصالحة مع "لواء التوحيد"، الذي قام بتسليم السلاح الثقيل للنظام عقب توقيع الاتفاق بشكل مباشر.
وقالت المصادر إن النظام شن في المدينة سابقا عدة حملات اعتقال، لكن على مستوى خفيف، بهدف إلقاء القبض على مطلوبين للتجنيد الإجباري، إلا أن النظام يكثف من عمليات الاعتقال على الطرق المؤدية إلى المدينة.
وينشر النظام في المدينة أكثر من عشرة حواجز، فضلا عن وجود مفارز لكل فرع أمني إضافة لمراكز الشرطة.
وأكدت المصادر أن النظام هو المتحكم بالأمن في المدينة، وفي حال حدوث الخروقات الأمنية تكون من قبل المجموعات التابعة له ولإيران.
ولم تشهد المدينة منذ خضوعها للنظام سوى هجومين من مجهولين على حواجز للنظام، وكان الهجومان أيضا عن طريق رمي القنابل اليدوية والفرار إلى جهة مجهولة، وأسفر الهجوم أيضا عن وقوع جرحى فقط، إلا أن حادثة الخطف والقتل جديدة وهي الأولى من نوعها منذ وقوع المدينة تحت سيطرة النظام.
وفي 3 مايو/أيار، 2018 وقعت لجنة المفاوضات عن مدينة تلبيسة اتفاق التسوية والمصالحة مع النظام، ونص الاتفاق على تهجير الرافضين له إلى الشمال السوري وتسليم من يريد البقاء من فصائل المعارضة سلاحه للنظام.