قتلى وجرحى لجيش الاحتلال بـ"كمين مركب" للمقاومة في غزة
- أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إعادة التركيز على الحرب في غزة بعد وقف إطلاق النار مع إيران، مع محاولات لتفكيك نظام حماس وإعادة الرهائن.
- كثفت مصر جهودها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بالتنسيق مع قطر، بهدف تحقيق تقدم في ملف تبادل الأسرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بمقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال في "كمين مركب" للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، واصفة هذا الحدث بـ"الصعب". وذكرت مصادر إسرائيلية أن مروحيات الاحتلال الإسرائيلي نقلت جنوداً قتلى وجرحى من موقع الكمين الذي نفّذته المقاومة ضد قوات الجيش في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الكمين تخلله استهداف آليات عسكرية بقذائف مضادة للدروع وإحراقها.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن منصات للمستوطنين الإسرائيليين أن "الحدث الأمني" في غزة يُصنَّف حدثاً "متعدد الإصابات"، حيث وقعت قوة من الجيش في كمين مسلح، في حين وقعت قوة للإنقاذ في كمين آخر، مشيرة إلى مقتل 7 جنود في جيش الاحتلال وإصابة آخرين في الكمين.
وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ كمين مركب استهدف قوة لجيش الاحتلال تحصنت داخل أحد المنازل وأوقعتها بين قتيل وجريح في منطقة "الترخيص القديم" جنوبي مدينة خانيونس" جنوبي قطاع غزة. وبعد ذلك بوقت وجيز، أفادت كتائب القسام باستهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بعبوة "شواظ" وقذيفة "الياسين 105" في المنطقة ذاتها.
من جهتها، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها نفذت "استحكاماً مدفعياً بوابل من قذائف الهاون على تجمعات جنود العدو الصهيوني داخل محاضن الآليات محيط صالة المهند وشارع البداو في منطقة السطر الغربي شمال خانيونس". وأضافت أنها رصدت سقوط قذائف الهاون وسط الجنود في المحاضن، ما استدعى تحرك الآليات العسكرية وتغطية جوية من الطيران المروحي لإخلاء القتلى والجرحى من المكان المستهدف".
وفي وقت سابق من اليوم، قالت "سرايا القدس"، إنها قصفت بالاشتراك مع "كتائب شهداء الأقصى - لواء العامودي"، الجناح العسكري لحركة فتح، "تجمعاً لآليات العدو الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في محيط كف القرارة شمالي خانيونس، جنوبي القطاع، بعدد من قذائف الهاون". وفي وقت سابق من اليوم أيضا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل قائد وحدة في الجيش خلال القتال في غزة، كما أعلن مقتل أحد جنوده خلال معارك جنوبي القطاع.
في سياق متصل، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الثلاثاء، أنّ التركيز سيعود إلى الحرب على قطاع غزة، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إيران عقب 12 يوما من الحرب غير المسبوقة بين البلدَين. وقال زامير، في بيان نشره الجيش ونقلته "فرانس برس": "الآن عاد التركيز على غزة، لإعادة الرهائن (المحتجزين) إلى ديارهم وتفكيك نظام حماس"، وفق تعبيره.
يأتي ذلك بينما كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن أنّ أجهزة الدولة المعنية بملف التفاوض غير المباشر بين إسرائيل وحركة حماس كثّفت اتصالاتها فور دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، في محاولة لاستثمار لحظة الزخم الإقليمي الناتجة عن التهدئة، لدفع عجلة مفاوضات غزة المتعثرة منذ أسابيع. وأشارت المصادر إلى أن التحرك المصري جاء مدفوعاً بتقدير استراتيجي، يرى أن انشغال إسرائيل خلال الفترة الماضية بجبهة إيران، والتكلفة الباهظة التي تكبّدتها جراء الضربات الإيرانية غير المسبوقة، قد يجعلانها أكثر استعداداً لتقديم تنازلات مرحلية، على الأقل في ما يتعلق بملف تبادل الأسرى وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الجانب المصري فتح قنوات اتصال سريعة مع الدوحة، في ضوء ما وصفته بـ"التفاهم المشترك" بينهما، بشأن ضرورة تحقيق اختراق ملموس في المفاوضات، خاصة أن طول أمد الحرب في غزة بات عامل ضغط على جميع الأطراف، إقليمياً ودولياً. وأكدت أن التنسيق المصري-القطري في هذا التوقيت، يهدف إلى بلورة مقترحات جديدة يجري عرضها على حماس وإسرائيل في الأيام المقبلة، للاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد الذي فرضه وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب.
وفيما أفادت المصادر بأن الجانب المصري يتوقع أن تُستأنف قريباً المباحثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في الدوحة، اليوم الثلاثاء، إنّ محادثات غير مباشرة بين الجانبين ستُعقد خلال يومين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنه يأمل في ألّا تستغل إسرائيل وقف إطلاق النار مع إيران لمواصلة الهجوم على غزة.