قتلى وجرحى باشتباكات على خطوط التماس بين "قسد" والجيش الوطني السوري

قتلى وجرحى باشتباكات على خطوط التماس بين "قسد" والجيش الوطني السوري

26 ديسمبر 2022
قُتل سبعة من عناصر "الجيش الوطني" في الهجوم (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل وجُرح عناصر من "الجيش الوطني السوري" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) باشتباكات عنيفة فجر اليوم الاثنين على محور بلدة باصوفان في ناحية عفرين شمال غربيّ البلاد، إثر هجوم مباغت من "قسد" ومليشيات تابعة للنظام السوري، ومحاولة تسلل إلى نقاط للمعارضة السورية المسلحة خلف خطوط التماس.

وقالت مصادر مطلعة من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد"، إن الأخير أفشل محاولة تسلل إلى نقاط خلف خطوط التماس بعد منتصف الليلة الماضية من قبل عناصر "قسد" ومليشيات النظام السوري، متحدثة عن اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي من الجيش التركي على مواقع "قسد" في مناطق سيطرة النظام السوري التي جاء المهاجمون منها.

وأضافت المصادر أن الهجوم المباغت من "قسد" أدى إلى مقتل وجرح عناصر من "الجيش الوطني"، ومقتل وجرح عناصر من المهاجمين أيضاً.

وذكرت مصادر من "الجيش الوطني" أيضاً لـ"العربي الجديد" أن مجموعات من "قسد" تمكنت، بمساندة "لواء الباقر" المدعوم من إيران، من التقدم والسيطرة على نقاط في محور باصوفان من طريق التسلل والالتفاف على إحدى النقاط، لكن "فيلق الشام" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" شنّ هجوماً معاكساً، واستعاد السيطرة على تلك النقاط بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل سبعة من عناصره وإصابة ثلاثة بجروح خطرة.

ولفتت المصادر إلى أن المجموعات تسللت بالتنسيق مع قائد الفرقة الـ30 في الحرس الجمهوري التابع للنظام صالح العبدالله والمليشيات المدعومة من إيران التي تتمركز في ناحيتي نبل والزهراء، وحاولت سابقاً التسلل من المحور ذاته، لكن عملياتها فشلت.

وجاء الهجوم الأخير بعيد زيارة أجراها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقواته على الحدود مع سورية، وتجديد التصريحات التركية بنيّة شنّ عملية عسكرية جديدة على "وحدات حماية الشعب" التي تقودها مليشيات "قسد" في شمال سورية وشرقها، إضافة إلى تنفيذ عدة عمليات من "هيئة تحرير الشام" ضد قوات النظام في أرياف حلب واللاذقية وإدلب.

وكان قصف مدفعي وصاروخي تركي على مواقع لـ"قسد" أمس الأحد، قد أوقع إصابات في قرية تنب بمنطقة شرا في ناحية عفرين أيضاً. وتتشارك مليشيات "قسد" السيطرة على مناطق في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي مع قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مدير مستشفى البصيرة التابع لـ"قسد" مساعد الحمادي، أصيب أمس بجروح خطرة جراء استهدافه من مسلحين كانوا يستقلون دراجة نارية، وذكرت المصادر أن أصابع الاتهام توجهت إلى خلايا تنظيم "داعش"، التي كانت قد وجهت سابقاً تهديداً للعاملين ضمن الدوائر المدنية التي تديرها "قسد".

وفي الشأن، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أحصى 198 هجوماً مسلحاً ضمن مناطق سيطرة "قسد" منذ بداية العام الحالي، أدت إلى مقتل 142 شخصاً، بينهم 54 مدنياً، من بينهم أطفال ونساء.

وفي شأن متصل، لفت المرصد إلى أن تنظيم "داعش" أعدم عنصرين من قوات النظام رمياً بالرصاص بالقرب من منطقة الرصافة بريف الرقة الغربي ضمن البادية، بعدما وقعا بالأسر في ظروف مجهولة سابقاً، مشيراً إلى أن حصيلة القتلى جراء العمليات العسكرية منذ بداية العام الجاري بلغت 418، بينهم 261 قتيلاً من قوات النظام والمليشيات الموالية له.

قتلى من "قسد" في هجوم لـ"داعش" على المربع الأمني في الرقة

في سياق آخر، قُتل وجُرح عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) اليوم الاثنين، بهجوم من خلية يُعتقد أنها تتبع لتنظيم "داعش" على المقر الرئيسي لقوات الأمن الداخلي التابعة للمليشيات ضمن المربع الأمني لـ"قسد" في مدينة الرقة شماليّ سورية.

وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن خلية مسلحة حاولت صباح اليوم اقتحام المقر الرئيسي لقوات الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" في الحيّ الغربي من مدينة الرقة، حيث دارت اشتباكات أدت إلى مقتل 6 من عناصر "قسد"، بينهم ثلاثة من عناصر قوى الأمن الداخلي، وإلى مقتل عنصرين من المهاجمين، واعتقال عنصر منهم أيضاً.

وأدى الهجوم كذلك إلى إصابة عناصر من "قسد" بجروح متفاوتة الخطورة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى، فيما انسحب بقية المهاجمين إلى جهة مجهولة، وقامت "قسد" بعمليات تمشيط في حيّ الانتفاضة ومنطقة الدرعية دون جدوى.

وذكرت المصادر أن الشخص الذي اعتُقل كان يلبس حزاماً ناسفاً، واعتُقِل قبل تفجير نفسه، مشيرة إلى أن المركز الذي جرت محاولة اقتحامه هو المركز الرئيسي لقوى الأمن الداخلي التابع لـ"قسد" في الرقة، والمنطقة حوله تُعدّ مربعاً أمنياً، ووصول الخلية إلى تلك المنطقة يُعدّ خرقاً أمنياً كبيراً.

ولفتت إلى أن المنطقة ذاتها فيها سجن للاستخبارات العسكرية التابعة لـ"قسد"، وفيه تحتجز الأخيرة عناصر وقياديين من تنظيم "داعش" اعتُقِلوا سابقاً في أثناء المعارك ضد التنظيم، قبيل سقوط الرقة بيد "قسد" والتحالف الدولي، أو اعتُقِلوا في عمليات أمنية بعد سقوط المدينة.

وأوضحت المصادر أيضاً أن المنطقة التي جرى فيها الهجوم اسمها "الانتفاضة"، ويحاذيها شارع النور من الشمال، وفيها إضافة إلى قيادة قوى الأمن الداخلي، إدارة شرطة المرور التابعة لها، وضمن المنطقة أيضاً مقر العلاقات العسكرية، بالإضافة إلى المشفى الوطني ومشفى الطب الحديث، وكلها ضمن مربع واحد.

إلى ذلك، قال الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، علي حجو، في تصريح لموقع الإدارة الذاتية الرّسمي: "ارتقى 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي، و3 من القوَّات العسكرية إثر إحباطهم لهجوم خلية لداعش، صباح اليوم الاثنين على القسم الغربي للرقة، ولا تزال القوى الأمنية تمشّط المنطقة للقبض على عناصر الخليّة".

وأوضح أن المهاجمين كانوا خمسة أشخاص، قُتل واحد منهم واعتُقِل آخر، بينما لم يُشِر القيادي إلى مصير الثلاثة الباقين، مع مواصلة "قسد" عمليات التمشيط.

وشهدت الرقة وريفها سابقاً هجمات مشابهة من قبل مسلحين مجهولين يرجَّح أنهم من خلايا تنظيم "داعش"، وأعقبت ذلك عمليات أمنية من التحالف الدولي بالتعاون مع "قسد"، اعتُقل خلالها أو قتل قياديون وعناصر من التنظيم أو متهمون بالانتماء إلى التنظيم، وأعلن التحالف و"قسد" تنفيذ مجموعة من تلك العمليات في أوقات متفرقة.