قتلى من قوات النظام جنوب إدلب.. وتركيا تُسلم سورياً قُتل تحت التعذيب

قتلى من قوات النظام جنوب إدلب.. وتركيا تُسلم شاباً سورياً قتل نتيجة التعذيب

17 مارس 2023
مقاتل من هيئة تحرير الشام في إدلب (Getty)
+ الخط -

نفذت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ليل الخميس، ما أسمته عملية "انغماسية" على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري على محاور جبل شحشبو، جنوبي محافظة إدلب، فيما سلمت السلطات التركية جثة شاب كان قد فُقد قبل أيام أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، وعليها آثار تعذيب.

وقالت مصادر عسكرية عاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن القوات الخاصة العاملة لدى "لواء أبي بكر الصديق"، التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، نفّذ، ليل الخميس-الجمعة، عملية "انغماسية" على نقطتين عسكريتين لقوات النظام في بلدة الفطاطرة في منطقة جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، مؤكدةً وقوع خمسة عناصر من قوات النظام بين قتيل وجريح، وانسحاب المجموعة التي نفذت العملية، دون وقوع أي قتلى أو جرحى في صفوفها.

وكانت "تحرير الشام" قد نفذت، خلال الأشهر الخمسة الماضية، أكثر من 20 عملية أسمتها "انغماسية" ضد مواقع ونقاط عسكرية تابعة لقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران في أرياف حلب، وإدلب، وحماة، واللاذقية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى بينهم ضباط برتب عالية، لا سيما أن وتيرة تلك العمليات تزايدت عقب التقارب التركي مع النظام السوري، بهدف تطبيع العلاقات بين الجانبين.

واستهدفت قوات النظام، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، قرى وبلدات القاهرة والعنكاوي وقليدين والزقوم والقرقور في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، والفطيرة وسفوهن وفليفل وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تزامن معها تحليق طائرة استطلاع روسية في أجواء المنطقة.

إلى ذلك، سلمت السلطات التركية، ليل الخميس، جثة الشاب عبدو خليل صياح، المنحدر من قرية تل الضمان بريف حلب الجنوبي، إلى الجانب السوري في معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، شمال محافظة إدلب، وقُتل الحجار على يد عناصر "حرس الحدود التركي" (الجندرما) قبل خمسة أيام أثناء محاولته دخول الأراضي التركية مع مجموعة من الشبان بطريقة غير شرعية.

وأشارت مصادر مُطلعة من أقرباء الحجار إلى أن جثة الشاب عبدو جرى تسليمها لذويه وعليها آثار تعذيب ومشرحة بالكامل، موضحاً أن الحجار من أبناء عشيرة اللهيب، وتعرض للتعذيب الشديد قبل وفاته، وهذا الشيء ظاهر بشكل واضح على معالم جسده كافة.

وكان شاب ينحدر من ريف حماة قد قُتل، يوم الأحد الفائت، إثر تعذيبه، إلى جانب 7 شبان آخرين، من قبل عناصر "حرس الحدود التركي" (الجندرما) أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، تلاه مقتل المُسن مصطفى فيزو، البالغ من العمر 65 عاماً، يوم الثلاثاء الماضي، أثناء عمله على جراره الزراعي ضمن أرضه، إثر استهدافه بطلقتين من قبل عناصر "الجندرما" في بلدة خربة الجوز، غرب محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

إغلاق معبر "عون الدادات" أمام المدنيين

وأغلقت إدارة "الشرطة العسكرية" التابعة لـ"وزارة الدفاع" في الحكومة السورية المؤقتة"، اليوم الجمعة، معبر "عون الدادات" أمام عبور المدنيين، الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني" بريف مدينة جرابلس، ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب، شمالي سورية.

وقالت مصادر محلية قريبة من المعبر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشرطة العسكرية التي تُدير معبر "عون الدادات" بريف حلب الشرقي، أغلقت المعبر ليل الخميس/ الجمعة بشكلٍ كامل، لأسباب لا تزال مجهولة حتى اللحظة.

وأكدت المصادر أن هناك أكثر من 250 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، ينتظرون في العراء للدخول من الجانب المقابل للمعبر إلى الطرف الآخر، مُشيرةً إلى أنه من بين المدنيين عدد كبير من العوائل عادوا من تركيا لقضاء الإجازة عند ذويهم، والآن حان موعدهم المحدد للعودة إلى تركيا.

وأشارت المصادر إلى أن عدداً من العوائل دخلت من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق الجيش الوطني ليل الخميس/ الجمعة، وذلك بعد رفض دخولهم عبر المعبر من قبل "الشرطة العسكرية".

وكانت إدارة "الشرطة العسكرية" قد أكدت في بيانِ بدء العمل في معبر "عون الدادات" (الإنساني) الفاصل بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" بريف مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب، اعتباراً من مطلع فبراير/ شباط الفائت، مطالبةً كل من يود التنقل من وإلى مناطق سيطرة "الحكومة السورية المؤقتة" بمراجعة فروع الشرطة العسكرية ضمن مناطق سيطرتها.

ووضعت "الشرطة العسكرية" شروطاً صعبة للسماح بالدخول والخروج من المعبر، أبرزها أنه "يحب تقديم معلومات كاملة عن كل كفيل (حاصل على هوية من المجلس المحلي)، ويجب أن يكون الكفيل العسكري حاصلاً على الهوية العسكرية (Aske)، كما يجب تقديم صور هوية الوافدين، وصورة شخصية حديثة للوافدين".

ولا تزال قافلة مساعدات مؤلفة من عشر شاحنات مقدمة من أهل الرقة تنتظر أمام معبر "عون الدادات" بريف حلب الشرقي، لليوم الحادي عشر على التوالي، في انتظار موافقة "الحكومة السورية المؤقتة" للدخول من المعبر لإغاثة منكوبي الزلزال شمال غرب سورية.